صفحة الكاتب : د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

دَلالةُ (الأُمنِيَّةِ ، والأَملِ ، والظنِّ ، والشكِّ)
د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تفضَّل عليَّ أَخٌ فاضلٌ بحوارٍ نُتِج عنه الاستِعلامُ عن دَلالةِ الأَلفاظِ المذكورةِ في أَعلاهُ ؛ فكان جوابي:

 

١- الأُمْنِيَّـةُ ، والتمنِّي:

الأُمْنِيَّـةُ مذمومةٌ ، وهي من الشيطان. قال تعالى: ﴿يُنادونَهُم أَلَم نَكُن مَعَكُم قالوا بَلى وَلكِنَّكُم فَتَنتُم أَنفُسَكُم وَتَرَبَّصتُم وَارتَبتُم وَغَرَّتكُمُ الأَمانِيُّ حَتّى جاءَ أَمرُ اللٰهِ وَغَرَّكُم باللٰهِ الغَرورُ﴾ [الحديد/١٤].

أَمَّا التمني فيكونُ بحسبِ مُصدِرِه محمودًا من وليِّ اللٰهِ ، أَو مذمومًا من الشيطانِ. قال تعالى: ﴿وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلّا إِذا تَمَنّى أَلقَى الشَّيطانُ في أُمنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللٰهُ ما يُلقِي الشَّيطانُ ثُمَّ يُحكِمُ اللٰهُ آياتِهِ وَاللَّهُ عَليمٌ حَكيمٌ﴾ [الحج/٥٢].

 

٢- الأَملُ محمودٌ إِذا كان باللٰهِ تعالى. قال الإِمامُ عليٌّ (عليهِ السلامُ) : ((انقطِعْ إلى اللٰهِ سبحانه ؛ فإِنه يقولُ: وعِزتي وجَلالي لأَقطعَنَّ أَملَ كلِّ مَن يُؤَمِّلُ غيري باليأسِ)). ويكونُ مذمومًا إِذا كان بإِنسان ، أَو بدُنيا. قال الإِمامُ عليٌّ (عليهِ السلامُ) : ((ما أَطال عبدٌ الأَملَ إِلَّا أَساءَ العملَ)).

 

٣- الظنُّ محمودٌ إِذا كان بمعنى (العِلْمِ الثابتِ بالشيءِ ، والمعرفةِ واليقينِ الحقِّ) كقولِه تعالى: ﴿وَقالَ لِلَّذي ظَنَّ أَنَّهُ ناجٍ مِنهُمَا اذكُرني عِندَ رَبِّكَ ...﴾ [يوسف:٤٢] ، و ﴿وَظَنَّ أَنَّهُ الفِراقُ﴾ [القيامة/٢٨] ، و ﴿وَذَا النّونِ إِذ ذَهَبَ مُغاضِبًا فَظَنَّ أَن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ ...﴾ [الأنبياء/٨٧] ، و ﴿وَرَأَى المُجرِمونَ النّارَ فَظَنّوا أَنَّهُم مُواقِعوها وَلَم يَجِدوا عَنها مَصرِفًا﴾ [الكهف/٥٣]. ويكونُ (الظنُّ) مذمومًا إِذا دلَّ على الجهْلِ ، والتضليلِ ، والتزييفِ ، والشرْكِ ، والباطلِ ، والتهمةِ والافتراءِ والنفاقِ، قال تعالى: ﴿...ما لَهُم بِهِ مِن عِلمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ ...﴾ [النساء/١٥٧] ، و ﴿وَإِن تُطِع أَكثَرَ مَن فِي الأَرضِ يُضِلّوكَ عَن سَبيلِ اللٰهِ إِن يَتَّبِعونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِن هُم إِلّا يَخرُصونَ﴾ [الأنعام:١١٦] ، و ﴿وَما يَتَّبِعُ أَكثَرُهُم إِلّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لا يُغني مِنَ الحَقِّ شَيئًا إِنَّ اللٰهَ عَليمٌ بِما يَفعَلونَ﴾ [يونس/٣٦] ، و ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اجتَنِبوا كَثيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعضَ الظَّنِّ إِثمٌ وَلا تَجَسَّسوا وَلا يَغتَب بَعضُكُم بَعضًا ...﴾ [الحجرات/١٢].

 

٤- الشكُّ:

محمودٌ إِذا أَدَّى إِلى البحثِ ، والتقصِّي حتى اكتشافِ الحقيقةِ والأَخذِ بها إِيمانًا ، وتطبيقًا. ويكونُ مذمومًا عند التمسُّكِ به في الثباتِ على الباطلِ ، ومنعِ الحقِّ كقولِه تعالى: ﴿فَإِن كُنتَ في شَكٍّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَاسأَلِ الَّذينَ يَقرَءونَ الكِتابَ مِن قَبلِكَ لَقَد جاءَكَ الحَقُّ مِن رَبِّكَ فَلا تَكونَنَّ مِنَ المُمتَرينَ﴾ [يونس/٩٤] ، و ﴿وَما كانَ لَهُ عَلَيهِم مِن سُلطانٍ إِلّا لِنَعلَمَ مَن يُؤمِنُ بِالآخِرَةِ مِمَّن هُوَ مِنها في شَكٍّ وَرَبُّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ حَفيظٌ﴾ [سبأ/٢١] ، و ﴿بَل هُم في شَكٍّ يَلعَبونَ﴾ [الدخان/٩].


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . علي عبدالفتاح الحاج فرهود
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/06/04



كتابة تعليق لموضوع : دَلالةُ (الأُمنِيَّةِ ، والأَملِ ، والظنِّ ، والشكِّ)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net