صفحة الكاتب : حميد آل جويبر

ليتنيْ كنتُ شِسْعَ نَعْلِ عَلي
حميد آل جويبر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لا اراني مضطرا للدفاع عن رأيي الشخصي بالامام علي عليه السلام فهو بل اي من صحابته البارين في غنى عني وعن جميع العالمين . وقد خصصت البار من اصحاب الامام فقط ، انما لاُخرجَ طابورا من المنسوبين اليه بعضهم من صُنع الخيال الاموي المجنح كالاسطورة عبد الله بن سبأ ، وآخر ممن كانت حصة الامام او فلنقل حصته من تجليات الامام هي الصلاة خلفه فقط، وصاحبنا هذا الذي اصبح بقدرة قادر راوية الحديث الاول ، كان يقول بعظمة لسانه : الصلاة خلف علي اسلم ، والمضيرة مع معاوية ادسم . ولك ان تتصور مصداقية الروايات التي تخرج من ابخرة فم كهذا . في تعليق وصلني على مقال سابق كتبته عن الامام علي "عليه افضل الصلاة والسلام" ، ورد فيه ما مفاده وليس نصه : اذا كنتَ حقا من اتباع الداعية عدنان ابراهيم ، فلماذا لا تحذو حذوه وتبدأ بنفسك اوّلاً فتاتي على ائمتكم لتفعل بهم كما فعل الشيخ عدنان بائمة المذهب السني واحدا واحدا، حيث بدأ بمعاوية ثم عرج على عائشة ومن ثم على ابن عمر ، وفي طريقه "نهش لحم الخلفاء الثلاثة الاوائل" ، دون ان يرعى لذلك الا ولا ذمة "وردت ذما في الرسالة "، وفي تلك الغضون لم يُبق لابي هريرة سكة ً ولا لابن تيمية وقارا ولا ليزيد بن معاوية حرمة . ويسألني اخي في الله في نهاية رسالته المطولة التي فاجأني تهذيبها الجم ، عن السبب الكامن وراء تجنب اخضاع الامام علي وبنيه "عليهم السلام" للنقد العلمي التاريخي، مقترحا البدء بالامام علي "ع" وموضوع عدم مبايعته ابا بكر قبل مرور ستة اشهر على تسنم الخليفة الاول مقاليد الحكم و"كارثة الحروب التي خاضها ضد المسلمين" !!! وطبعا لم يفت صاحبنا ان ينبهني - مشكورا - الى تجنبي  التسليم على الخلفاء الثلاثة وام المؤمنين عائشة والصحابة الاجلاء ومن بينهم ابو هريرة ، كما افعل عند ذكري محمدا وآل محمد … الرسالة مطولة ومفيدة ولعل افضل ما فيها هو تصالح محررها مع نفسه ، وتجنبه الالفاظ النابية التي دأبنا على سماعها من الكثير عندما تتهاوى اسوار الكياسة لديهم . واني اذ اشكر هذا الكاتب الجميل على التفضل بمتابعة ما اكتب اولا، ومن ثـَم التعليق على ما اكتب ثانيا ، فاني اجدني منجرّا عنوة الى توضيح حزمة من الامور ، لعله يجد فيها الرد على اسئلته الحائرة وهي بلا شك اسئلة شريحة بشرية عريضة وليست اسئلة شخص واحد . بدءاً اقول لصديقي الكريم - وله الحرية في التصديق أو التكذيب - انني اوقفت قراءاتي للمصادر الشيعية التي تتناول التاريخ الاسلامي وخاصة رزية خلافة رسول الله "ص" منذ توصلت الى ان الكثير من هذه المصادر - ولا اقول جميعها - يعمل بدافع العاطفة وليس البحث العلمي الموضوعي المتجرد . ومن خلال اجراء عملية مسح سريع لكتاباتي سيجدني ان شاء الله مكشوفا لذي عينين في هذا المجال . وقد فتح لي هذا الافق الرحب تجليات عباقرة الكتاب المصريين في القرن المنصرم وفي مقدمهم العبقري طه حسين الذي كشف عن جرأة خرافية في طروحاته المتمردة على الجو الازهري القاتم في مصر المحروسة . اعترف لك كاخ في الدين والخلق ، وانا متمتع بكامل قواي العقلية ، بانني امضيت ردحا طويلا من الزمن ابحث عن زلة قدم بسيطة للامام - وحاشاه - لكي اجعل منها نقطة انطلاق لبحث طويل قد يطال حقيقة بنيه واصحابه ايضا. وفي الوقت الذي اؤكد لك ان هذا البحث ما زال مستمرا حتى ساعة كتابة هذه السطور ولن يوقفني عنه شيء ، يؤسفني ان اعلمك بان النتائج حتى الان جاءتني معكوسة تماما. ففيما كنت ابحث عن ما يمكن ان يشين تاريخ الامام الناصع ، وجدت ان من الصعب او المستحيل البحث عن مثلبة حتى في خلص اصحابه ، بله ولديه العظيمين سبطي نبي الرحمة الحسن والحسين "عليهم السلام " . بحثي هذا اوصلني الى شخصية "ابي ذر" الذي روي عن الرسول الكريم "ص" فيه وفي صدقيته وايمانه ما يرفعه الى مصاف الانبياء والمرسلين والقديسين . وقس الامر على سائر صحابة الامام الذين ادّبهم بسيرته وخلقه الرفيع فاحسن تاديبهم ، حتى انه ليذهلني كيف ان كل واحد منهم تخصص الى جانب فضائله العامة ، بخصيصة ميزته عن بقية اقرانه . فابو ذر ثائر صادق "ما اظلت الزرقاء ولا اقلت الغبراء ذا لهجة اصدق منه" ، والاشتر ضرب مثلا في الشجاعة والاباء ما لا عين رأت ولا اذن سمعت . ومحمد بن ابي بكر وكميل وصعصعة والمرقال والمقداد وحجر ، وسواهم من خاصة صحابة الامام الذين لم يكرر رحم الدهر نماذجهم ولا اظنه قادرا على ان يفعل ذلك وان اجتهد. فهذه صفحة في البطولة والشهامة والولاء والصدق والاقدام والايثار طويت والى الابد . وحسبك ان تنظر الى الضفة الاخرى لترى الرذيلة متجلية بابشع صورها لدى معسكر اهل الشام والبصرة ، وحسبنا وصمة في تراثنا الاسلامي عورة عمرو بن العاص التي ما زالت معاصرة وتقبح وجه التاريخ كما يقول الكبير مظفر النواب شافاه الله وعافاه . اخي العزيز اتمنى عليك ان تثقل رقبتي بفضل الى يوم القيامة لو انك نبهتني الى ما يشين تاريخ سيدي ومولاي الامام من يوم ولادته المُشرق الى "فزت ورب الكعبة" . وقبل ان تفعل ذلك اتمنى عليك ان تُخضع احاديث الرسول الكريم في فضائل علي "عليهما السلام" لكل حقيقة تتوصل اليها ، لانك ستوقع نفسك في مطب يضعك في مواجهة صدقية رسول امين لا يعرف الباطل الى حديثه سبيلا . اخي الكريم ، بدلا عن تجشم اعباء البحث عما يشين تاريخ الامام ادعوك مخلصا ان تضع قدمك اليمنى في طريق حق لاحب لا يمت لاحدى الطائفتين المتنازعتين باي صلة ، وهذه الطريق تبدأ باجراء عملية غسل حقيقية لما ترسب في الدماغ من رين السنين والروايات الموضوعة والمقدسات الفارغة التي لا تغني من الحق شيئا ، ثم انظر بعد ذلك بعين الفاحص الباحث في تاريخ الامام علي "ع" . حينها ستجد العجب العجاب في كل خطوة خطاها هذا الاسطورة منذ بواكيره وحتى ساعة فارق فيها دنيا طلقها ثلاثا لا رجعة فيها. وحينها لن يكون مهما بالنسبة اليك لو ان الامام سارع لمد يد البيعة للخليفة الاول في اليوم الاول او لم يبايع مدى الدهر . شخصيا لا انسب اي خصيصة الهية للامام علي "ع" السلام ، لاني لو فعلت ذلك فساسلب اي فضيلة للامام يستحق عليها ثواب رب العزة يوم تبيض وجوه وتسود وجوه . واؤمن بالمطلق ان اي تلميذ بار للرسول العظيم محمد "ص" - حتى لو كنا انا وانت - يصل الى مرتبة " لو كُشف لي الغطاء لما ازددت يقينا " سيكون بسهولة عليّاً اخر ، يزيح باب خيبر اذ يعجز آخرون ، ويبطش بعمرو بن عبد ود اذ يتقاعس آخرون ، ويقضي على اسطورة مرحب اذ يرتعش آخرون ، وينام نومة العوافي في الفراش آمنا مطمئنا ، ويقيم العدل بابهى صوره ، ويزهد في حطام مطلقته الدنيا ، ويرغب عن الخلافة واضوائها حتى وان اتته صاغرة في احضانه،  تماما كما فعل عليٌ "عليه السلام" . واختتم متمثلا بقول القائل في الامام : " ليتني كنتُ شِسعَ نعلِ عليٍ …لأباهيْ الدُّنا بأرفعِ تاجِ … فهباءٌ تثيرهُ قدماهُ … هوَ عِندي أبهى منَ الديباجِ "، وكم سأكون محظوظا لو ان عليا "عليه السلام" ارتضاني شِسوعا لنعله الطاهر ، فهذا - وأيمُ الحق - هو المجد الذي لا يرقى اليه مجد ، والسمو الذي ليس فوقه سمو . فقد عشقته لا طمعا في جنة قد يفضي اليها حبه ، ولا خشية من وصمة نفاق اُوصم بها في بغضه ، انما وجدته نبراس حق وجادة صواب فذبت فيه … فسلام عليه يوم ولد وسلام عليه يوم ذاد وجاد وراد وقاد وشاد وساد ، وسلام عليه يوم لقيَ ربه صابرا محتسبا ، وسلام عليه يوم يبعث حيا مع أخيه محمد بن عبد الله وشبيهه عيسى بن مريم عليهم جميعا اتم الصلاة وافضل السلام      
 
iraqhamid@gmail.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد آل جويبر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/25



كتابة تعليق لموضوع : ليتنيْ كنتُ شِسْعَ نَعْلِ عَلي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : muhand1000 ، في 2012/04/05 .

تنقضي الايام والسنين ولا ينقضي الكلام في ابو تراب صلوات الله عليه وسلامه




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net