صفحة الكاتب : حازم اسماعيل كاظم

ما هي حكاية ذي قار مع المستقبل ؟
حازم اسماعيل كاظم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حين تُمْتَحَنُ الأمم تتلبد الغيوم على أقراص وجوه أبنائها و يتساقط ندي قطرات دموع شيوخها على شقوق جفونهم شوقاً لأنغام الحان أنهارها التي اخذت تتلاشى في معاركها الدائرة بين تاريخ أدبها و جنادل قصائدها و جغرافيا أحياء الطين التي وفرت ملاذاً لمروءة براعم قصبات من الشبيبة حيث اينعت مبكراً من بين ركام وآلام صخور التاريخ المبعثرة في شوارع مدن ذي قار بعد ان جفت ممالكها المائية في " الحمار " الجبايش ",شبيبة شهد عمرهم الافتراض رحلتين أحداهما رحلة الشمس التي هاجروا فيها حفاة صوب اسوار الشمال بعد أن ترقرقت عيونهم لنداء سماء الغري فتسابقوا هم و القلوب الى استنشاق عطر البارود التي ملأت ازقة مدن السبي و من هنالك عرجت فيها ارواحهم حتى دنت و تدلت نفوسهم على قلوب رسل السماء أما الثانية من رحلتهم فأنها رحلت نداء الارض الى السماء حيث ضاقت سبل الاثير بما رحبت به حقوق العائدين من رحلة الشمس الاولى ليجدوا في مدنهم انفاس العدالة الاجتماعية فراحوا ينقلون أكواخ ممالكهم في الهور الى سرادق المدن ليستصرخوا عبر النداء صوب الغري ثانية لتحقيق عدالة قوانين علي .....

 و في خضم هذا التاريخ الجدلي التي شهدته ذي قار في عقدها الاخير و الذي أختتم بجائحة فيروس كورونا و كأن عقد قلادة محنها ينتقص لحبة هذا البلاء حتى وجت المدينة نفسها ليست سوى قرية كل جدار فيها يعاتب الاخر لا تكاد ان تتنفس مؤسساتها من شدة العصف الذي المَّ بها من جراء الازمة الاقتصادية و المسيرة المطولة للرتابة في الاجراءات الادارية حتى تستحصل دعم مستشفياتها بكانيولا الامر الذي وفر بيئة خصبة لعديد من الاصابات,انه خذلان القدر لولا رشاقة احدى مؤسساتها التي شكلت ومضة في نفق هذه المدينة المعتم فكانت بمثابة ثورةٍ خُطِّطَ مسارُها و أهدافُها دون استخدام سطور الدمار الشامل لأي أجراء روتيني مقيت كانت قد عانت منه كرامة المواطن في ذي قار و على كافة الاصعدة ,مؤسسة امتازت خبراتها الفنية و الادارية باسلوب مسترسل استطاع ان يبث الروح في مقبرة اليأس الذي انتاب المواطن , نعم أنها شركة نفط ذي قار تلك الشركة الفتية التي استطاعات ان تعبد لنفسها طريقاً خاصاً بها بعيداً عن الطرق النيسمية في الفن الاداري و الفني لما تمتلكه من كوادر أدارية و فنية استطاعت ان تختزل الزمن في أنجاز العديد من الفعليات كتجيز المستشفيات بالمستلزمات الطبية و الوقائية و أنشاء المستشفيات الميدانية و حملات التعفير و تجهيز السلات الغذائية و لن تكتفي بتنظيف الشوارع و رسم شفاه البسمة على ايتام المدينة.

ان أهمية هذه الشركة تنبثق من الرقعة الجغرافية لحقولها النفطية التي انتشرت بشكل عادل على أقضيتها لتشكل ممراً لجميع المشاريع الخدمية للمناطق الحقلية و لا سيما للمشاريع العائدة من منافعها الاجتماعية و لا يقتصر على ذلك فحسب فأن للشركة دور هام في انضاج حركة السوق الاقتصادية بالاضافة الى تأهيل العمالة من خلال مراكز التدريب التي أُسِّست فيها فضلاً عن توفير الدرجات الوظيفية في كل من القطاع العام و الخاص و لم ينتهي دورها في دعم المؤتمرات العلمية في جامعة ذي قار بالاضافة الى تبادل الخبرات الاستشارية معها.

أن تصنيف محافظة ذي قار من ضمن المحافظات النفطية أمريغبطها عليه بقية المحافظات و خاصة في مجال الاستثمار الا ان الدور بحاجة الى مؤسسات أخرى لتوفير منطقة آمنة لجميع الشركات المتواجدة في المحافظة كما أن للمواطن دور أهم من الجميع من خلال حرصة على هذه الشركة التي تمثل معلماً حضارياً بالاضافة الى بعد المدينة التأريخي كونها – اي الشركة – تمثل احدى شركات دولة العراق التي تحتل تصنف متقدم في الاحتياطي نفطي في العالم.

 هذا ما سيحكيه الشيباني عبر زيتونته المغروسة على ضفتي الفرات الى السيد الحبوبي ,أن التاريخ الواصل بين معركتي و معركتك , سيفي و بيندقيتك ,نثري و غزل قصائدك, ردائي و عمامتك قد القى بظلالها على أجيال تمتهن الشهادة و الحب و الغزل و اللياقة في الاداء فمهما ابتعد طائر الملك كوديا عن مملكته في سومر من شغف العيش فأنه سيعود قائد سرب للممالك الاخرى.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حازم اسماعيل كاظم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/05/31



كتابة تعليق لموضوع : ما هي حكاية ذي قار مع المستقبل ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net