بصمات عراقيه سومريه في المشاريع العلميه للهيئة الدوليه للطاقه الذريه
وداد فاخر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

فيينا / النمسا -- في المبنى الجميل لهيئة الأمم المتحده والذي يضم مقرات المنظمات السياسيه والأجتماعيه والأقتصاديه والعلميه التابعة لها والواقع على ضفاف نهر الدانوب في قلب العاصمه النمساويه فيينا تنعقد يومياً العديد من المؤتمرات والأجتماعات الأعتياديه والطارئه لبحث ودراسة مختلف الأمور التي تخص البشرية ومشاكلها وأزماتها وما تتطلبه من حلول وقتيه وستراتيجيه. ومن بين الهيئات التي تحتل موقعاً وأهميةَ داخل الأمم المتحده هي الهيئه الدوليه للطاقه الذريه وهي الهيئه التي يعرفها العراقييون أكثر من غيرهم بسبب الأزمه التي حدثت أبان عهد النظام السابق وتسببت في حرب الخليج الثالثه.

وتجري في أروقة الهيئه وفي قاعاتها المتعدده نشاطات علميه متنوعه وتنعقد الأجتماعات والمؤتمرات ويجري بحث الأمكانيات المتنوعه لأستخدام الطاقه الذريه خاصة للأغراض السلميه لما يخدم البشريه في مجالات هامه كالتكنولوجيا والطب والزراعه وغيرها ولمواجهة العديد من التحديات. ومن البرامج التي تدعمها الهيئه الدوليه للطاقه الذريه وبالتنسيق والتعاون مع منظمة الأغذيه والزراعه البرنامج الهادف لتحسين القيمه البيولوجيه للأغذيه الطبيعيه ورفع قدرتها الحيويه لمواجهة العديد من الأمراض التي تهدد حياة البشر في العديد من البلدان إن لم نقل في جميعها وذلك عن طريق الأستخدام الأمثل للطاقه النوويه . ولغرض التوصل الى نتائج ايجابيه في هذا المجال فقد أطلقت المنظمتين التابعتين لهيئة الأمم المتحده عدة مشاريع بحثيه يجمع المشروع الواحد منها علماء وباحثين من 10 الى 15 دوله والذين يقودون مجاميع علميه متخصصه داخل بلدانهم لأنجاز خطة العمل التي تستمر مدة خمسة أعوام أو أكثر قابلة للتجديد أستناداً الى النتائج المتوصل اليها في الفترة الأولى من المشروع.

وقد أقترح القسم الأوربي لهيئة الطاقه الذريه في العام 2009 وبموافقة هيئة الطاقه الذريه المجريه وجامعة كورفينوس العراقي السومري الأستاذ الدكتور حسين جهاد العتابي ليكون مستشاراً علمياً وممثل عن جمهورية المجر (هنغاريا) في اللجنه المسؤوله عن أحد اهم هذه المشاريع والذي عقد أجتماعه التنسيقي الأول في مدينة بلوفدف في بلغاريا في ابريل من العام الماضي. وفي الفتره مابين 17 و 20 من الشهر الحالي (نوفمبر 2010) انعقد الأجتماع التشاوري الثاني لمناقشة النتائج التي تم التوصل اليها خلال عام ووضع الخطه العلميه للعام القادم. وكأحدى المقررات الهامه لأجتماع بلوفدف فقد كلّفت أدارة المشروع الدكتور حسين جهاد لأقامة دورة تدريبيه للكوادر العلميه المرتبطه بالمشروع في مجال الطرق الحديثه والمتطوره لتحليل المكونات المسؤوله عن القيمه البايولوجيه للأغذيه والتي تزيد من فاعلية الغذاء ضد الأمراض الخطيره مثل الأورام الخبيثه وأمراض القلب وأمراض الشيخوخه. وقد تم فعلاً وبنجاح كبير قيام الدوره التدريبيه في بودابست في الفتره مابين 16 و27 من نوفمبر 2009 وهي الدوره التي أشاد بأهميتها ونجاحها جميع أعضاء الهيئه العلميه المسؤوله عن المشروع وقررت في أجتماع فيننا الأخير تكرارها لمجموعة أخرى من الأخصائيين والكوادر ذات العلاقه بالموضوع في ايلول من عام 2011. كما قرر ممثلي الدول ذات العضويه الكامله في هيئة الدوليه للطاقه الذريه في أجتماعهم الذي عُقدَ قبل أسبوع من أنعقاد الأجتماع الثاني التشوري للمشروع الذي يتحدث عنه هذا التقرير تمديد فترة المشروع من 5 الى 10 سنوات. ومن خلال التفارير المختلفه التي نوقشت والتوصيات التي اقرت ورفعتها الدكتوره يوفون لوكّو من جنوب أفريقيا الى اللجنه العليا فأن مساهمة الدكتور حسين جهاد قد تركت بصمات وآثار أيجابيه هامه في هذا المشروع وأدت الى تعزيز الجانب العلمي له من خلال رفده بالمعلومات التي تساعد على تفسير النتائج والظواهر التي تبرز أثناء التجارب الحقليه والمختبريه 

أن ما ذُكر أعلاه يؤكد على الأمكانيات العلميه العاليه لعلماء العراق الذين يعيشون في دول الأغتراب ويؤكد أيضاً على مدى تقديروأحترام المنظمات والمؤسسات العلميه الدوليه و تلك العامله في البلدان التي يقيمون فيها لدورهم ومكانتهم واعترافها بمستواهم العلمي المرموق. مبروك للعراق الذي ربَى وعلّمَ وأهّلَ آلافاً من الكوادر العلميه المتميّزه محلياً وعالمياً ومبروك لذي قار أنجازات وأبداعات أبناءها داخل وخارج الوطن ونأمل أن يأتي الوقت الذي يجد علماء ومثقفي العراق والذين يسكنون دول الأغتراب مكانهم الطبيعي على أرض الرافدين لكي يساهموا ببناءها ورقيها. 

 

 

الموضوع السابق الغرور .. ناقوس خطر ..!؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat