صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

من مذكرات نخلة
علي حسين الخباز

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كنت أنظر اليه بقلق، وهو يأتيني من أقصى الجراح، أترقب فيه هذا الوله العجيب، أيمكن أن يذيب الانسان روحه في نخلة، أتذكر ذات يوم جاء المتيم بصحبة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وهو يقول له: هذه هي نخلتك... وصرت من يومها ارفع اسمي (نخلة ميثم) آيات زهو وفخر واجلال، وصار لا يفارق صحبتي، يأتيني كل يوم ليروي لي حكايته العجيبة، ويرحل ليعود.
بمرور الأيام عرفته، أدركت أن صهيل الجراح يحمل ذات الهوية، هو ميثم بن يحيى التمار من صفوة أصحاب امير المؤمنين(عليه السلام)، كان عبدا لامرأة من بني اسد اشتراه امير المؤمنين (عليه السلام)، وأعود لهذا الوجع النبيل، كل يوم يأتيني ليفترش ظلي ويصلي.
ايه يا نخلتي... قال لي إمامي أمير المؤمنين(عليه السلام) على جذعك أصلب وأطعن بحراب الغدر، وهنا ستخضب لحيتي، ومن يومها صرت أسمّي نفسي نخلة ميثم التمار، لا يعنيني أمر مالك الدار شيئاً، فلا عمرو بن حريث ، ولا دار بن مسعود، ولا دار بن حكيم.. أنا نخلة ميثم التمار لا غير.
قالوا لابن زياد:ـ هذا كان من آثر الناس عند علي (عليه السلام) فسأله:ـ أين ربك؟ أجاب ميثم:ـ بالمرصاد لكل ظالم وأنت منهم.
عجب ابن زياد لجرأته، فقال له:ـ تبرأ من ابي تراب؟ فأجابه:ـ أنا لا أعرفه.. كرر ابن زياد:ـ تبرأ من علي بن أبي طالب؟ قال ميثم:ـ وإن لم أفعل؟ أجابه ابن زياد:ـ إذن والله لأقتلك؟ فأجابه ميثم (رحمة الله عليه):ـ عندي خبر ذلك، وهكذا صرت أعانق حكايته مذهولة بهذا الشموخ، أحاطه الجند من كل جزر القسوة والثبور، أراه وأنا فخورة بهذا الصنو الحبيب، امتدت الحياة الى ياقوتة المعنى... علقوه على جذعي الحزين، وأنا استغيث.. وا ميثماه سلام الله عليك، عليك مني السلام.. ألجموك ليقتلوا حكمة الله فيك.. ومن صمتك عرف معناه الكلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/17



كتابة تعليق لموضوع : من مذكرات نخلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net