صفحة الكاتب : حسان زيد اللامي

الاعتقاد في صاحب العصر والزمان
حسان زيد اللامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لعل الجميع يعلم بأن الله سبحانه وتعالى قد اوحى على نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم واودعهُ علمهُ وقد نفذَ الرسول الكريم ما امره الله تعالى وارسل الله رسوله بالهدى الحق وبعد أن وفاهُ الله اجلهُ وعين بعده وصي ومُكمل لهذه الرسالة السماوية اخيه وابن عمه امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام امرٌ من الله سبحانه وتعالى وقوله تعالى (اليوم اكملتُ لكم دينكم واتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) لذلك اكمال بعد تعيين امير المؤمنين خلفاً لرسول الله وهكذا بقية الائمة المعصومين يتوارثون هذه الرسالة السماوية او المنصب الالهي اللذين توارثوه عن جدهم رسول الله صلى الله عليه واله وسلم والا لو لم ينصب رسول الله امير المؤمنين وكانهُ هذه الرسالة تذهب هباءا منثورا في قولهِ تعالى ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ۖ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) لذلك كان هذا امرا من الله سبحانه وتعالى عندما اختار نبيهُ والائمة الاطهار .

 

وبعد ذلك توارثت هذه الرسالة الالهية العدلية والتي لا يستحقها الا المتقين حتى وصلت إلى الأمام الحسن العسكري وبعد وفاتهُ سنة ٢٦٠ هجرية انتقلت هذه الرسالة الالهية إلى الأمام الثاني عشر صاحب العصر والزمان الامام محمد بن الحسن العسكري والذي هو محط نقاشنا واعتقادنا به وبوجوده .

 

لعل البعض قد يُشكِل في وجود الامام المهدي والبعض قد يِشكِل بانه ميت والا كل هذه السنوات يبقى على قيد الحياة فكم يصبح عمرهُ وهذا قد يُخالف منطقهم والعقل الباطني .

 

نحن المُعتقدين بأهل البيت وبوجود الامام صاحب العصر والزمان نعتقد اعتقاد كاملا بوجوده وبغيبتهِ وهذا ليس بغريب عن الله تعالى لاننا مؤمنين بالاعجاز الالهي ولكن دعونا نُفسر ما قد يفكره او يعتقدهُ البعض في وجود الامام او عدم وجودهُ .

 

بدايةً الامام ولد سنة ٢٥٥ للهجرة وعاش قرابة خمس سنوات مع ابيه الامام العسكري عليه السلام الذي وافاه الاجل سنة٢٦٠هجريا وبالتالي هنا الامام المهدي بدأت الغيبة الصغرى له والتي استمرت قُرابة ال٧٠ عاما والتي كان من خلالها يتواصل مع سفرائهِ الاربعة وهم عثمان بن سعيد ومحمد بن عثمان وابي القاسم الحسين بن روح وعلي بن المحمد السمري وهذه الفترة عاشر الامام في غيبتهِ الصغرى ستة خلفاء من بني العباس اولهم كان المتوكل والمعتضد والمقتدر وغيرهم من بقية الخلفاء. الجميع يعلم ويعتقد في أن الله سبحانه وتعالى قد قبض على عيسى بن مريم ولم يُقتل من قبل قومه وصعد الله روحهُ إليه وهذا ما كان مذكور في القران الكريم(إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَىٰ إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ) كما قال تعالى ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ۚ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ). ولذلك فان الله سيبعثهُ الى حين ولهذا لماذا قد نختلف في أن الله قد اخفى الامام صاحب العصر والزمان عن عيوننا وعن عيون أعدائه خصوصا كان بنو العباس من اشد الاعداء على اهل البيت عليهم السلام وان ما مر به الامام المهدي هو اشد صعوبة من النبي عيسى بن مريم عليه السلام بسبب قمع الدولة وكثرة المنافقين والمتملقين وكذلك حتى من اهل بيته كانوا ضده وهو عمه جعفر بن الامام الهادي لذلك ليس بغريب أن الله قد اخفاه عن أعين الاعداء وهذا يجب أن يتقبله العقل الجمعي ورغم كل ذلك كان الامام يتواصل مع السفير الذي يعتبر وساطة بينه وبين الموالين والمُحبين .

 

أيضا نتحدث إذا كان الامام قد غاب لحد يومنا هذا فما هو عمره وكيف يستطيع أن يُعمر كل هذه السنين ونحن في سنة ١٤٤١هجريا ، نعم نحن نعتقد بان الامام حيُ يُرزق لحد يومنا هذا وهو مُتعايش معنا ومع محبيه وهذا من باب اعتقادنا بالاعجاز الالهي قد يصل عمره الى الآلاف وهو بحُلة الشباب وهذا لا نشُك فيه ولكن نتحدث من باب النقاش وتقبل العقل مع اللذين يشككون نحن نعلم أن الانبياء سابقا قد عاشوا مئات بل آلاف السنين فبعض الانبياء عاشوا ١٥٠٠ سنة وبعضهم ١٠٠٠ وبعضهم ٩٥٠ سنة وكذلك الانسان القديم سابقا كان قد يعيش طويلا في العصور القديمة كما يُسميها بعض علماء الجيولوجيا سواء كان عصر الباليوزويك او العصر سينوزوك وغيرها من العصور ولماذا نتعجب بان الامام المهدي قد يصل الى هذا العمر. ولا يخلو من أن تكون حياته وبقاؤه هذه المدة الطويلة معجزة جعلها الله تعالى له ، وليست هي باعظم من معجزة أن يكون اماما للخلق وهو إبن الخمس سنين ولا هي باعزم من معجزة عيسى اذ كلم الناس في المهد صبيا وبعث في الناس نبيا. وطول الحياة اكثر من العمر الطبيعي او الذي يتخيل انه االعمر الطبيعي لا يمنع منها فن الطب ولا يحيلها ، غير أن الطب بعد لم يتوصل الى ما يمكنه من تعمير حياة الانسان ، واذا عجز عنه الطب فان الله تعالى قادر على كل شيء،وثانيا اكد بعض علماء الفيزياء ومن اهمهم ألبرت أينشتاين الذي يقول عند السرعة في أي جسم يتقلص الزمن أي أن الانتقال السريع من مكان الى آخر قد يؤدي الى تقلص الزمن ولذلك نحن نعلم أن الامام ينتقل ويتحرك بسرعة لا مثيل لها من المشرق الى المغرب ويُدير الأرض بكفتهِ وبسرعة هائلة وهذا اعجاز الهي نحن نعتقد به والله قادر على كل شيء ولذلك نظرا لهذا الانتقال السريع للأمام قد يقلص من عمرهُ الزمني الذي قد يصل الى الستينات او الخمسينات او الاربعينات وهذا يجب أن يتقبله العقل العلمي واللذين يشككون في عمر الامام لحد الان فان الأرض لله يورثها من يشاء الى عبادهِ المتقون فكيف لا واذا كان صاحبُها وريث خاتم الانبياء والمرسلين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حسان زيد اللامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/12



كتابة تعليق لموضوع : الاعتقاد في صاحب العصر والزمان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net