صفحة الكاتب : نزار حيدر

عَن بَلاء [كورُونا]
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

شرَّقنا وغرَّبنا فاحتملنا وناقشنا وتداولنا كلَّ النظريَّات المعقُولة وغَير المعقُولة بشأن [فايرُوس كورونا] ولكنَّنا لم نتطرَّق أَبداً إِلى نظريَّة [العدل الالهي]! {ذَٰلِكَبِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.

والمقصود بـ [العدل الالهي] كما وردَ في الآيات الكريمة {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًامُّجْرِمِينَ} {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.

وغيرها الكثير من الآيات الكريمة.

فعندما تغفل البشريَّة وتظلِم بعضها البعض الآخر يُعاقبها الله بأَفعالِها لتنتبهَ إِلى نفسِها.

وهذهِ مِن سُنن الله في خلقهِ.

وظاهرة الفايرُوس اليَوم في العالَم هي واحدةٌ من هذهِ المصاديق.

تخيَّل؛ أَنَّ أَميركا الدَّولة العُظمى تصبح اليَوم؛

[Shut down] وعلى مُختلف الأَصعدة ومِن دونِ أَن يعرفُوا لماذا؟!.

وصدق الله العظيم الذي قال {وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} وقولهُ {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ}.

ومِن حِكم الله تعالى وأَدلَّة [العدل الالهي] في عقابهِ لعبادهِ قولهُ عزَّ وجلَّ {حَتَّىٰ إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَالَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ ۚ كَذَٰلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.

أَمَّا ما يسوقهُ البعض مِن تفسيراتٍ فهي كلَّها أَسباب أَمَّا الجَوهر فهو [العدل الالهي].

فلقد شاءَ الله أَن يجعلَ لكلِّ شيءٍ سبباً {إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا}.

والتلوُّث مثلاً والتغيُّر المناخي أَحد أَسباب البلاء، فهُما مِمَّا كسبت أَي النَّاس {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَالَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} وصدقَ الله الذي قال {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ۖ} وقولهُ {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَٰكِن ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ۖ} {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْوَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}.

فالسَّبب الأَصلي والجَوهري هو الظُّلم وخرُوج البشريَّة عن سُنن الكَون {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} وتجاوزها علىفطرتهِ تعالى {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ۚ فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ۚ لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ}وصبغتهِ {صِبْغَةَ اللَّهِ ۖ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ۖ}.

فعندما يُقنِّن نِصف العالَم ويُشرعن مُنكر قَوم لوط (ع) {وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ} فهذا تحدٍّكبير وعظيم وخطير للطَّبيعة التي خلقَ الله العِباد عليها.

أَرجو التوقُّف قليلاً عندَ هذهِ الآية الكريمة التي تقشعرُّ منها الأَبدان {وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا}.

أُنظر كيفَ يهيِّئ الله تعالى الأَسباب ليأخذَ بها عبادهُ الذين ظلمُوا.

وهذا كذلكَ مِن [العدل الالهي].

وبرأيي فإِنَّ [الغفلة] هي التي تحُولُ بينَ النَّاس ومعرفة هذهِ الحقيقة.

ولذلكَ فمَن لا ينتبهَ لها فهُو في غفلةٍ، ومَن أَراد أَن يعرف الحقيقة فعليهِ أَن يستفيقَ من غفوتهِ وغفلتهِ فينتبهَ ويعودَ إِلى الله أَوَّلاً.

وإِلَّا فستظلُ المسافةُ بينهُ وبين الحقيقةِ واسعةً جدّاً

وصدق الله العظيم الذي قالَ في مُحكمِ كتابهِ الكريم {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوابَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَٰذَا غَافِلِينَ}.

١٦ آذار ٢٠٢٠

لِلتَّواصُل؛

E_mail: nahaidar@hotmail.com


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/04/01



كتابة تعليق لموضوع : عَن بَلاء [كورُونا]
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net