تمهيد الامام الحسين لامامة ولدهِ السجاد عليهم السلام
حسان زيد اللامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حسان زيد اللامي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لعل الجميع يعلم بقضية الامام الحسين عليه السلام وكل تفاصيلها وقضية استشهاده من قبل يزيد واعوانه عليهم لعائن الله. لكن اليوم نتحدث عن الدور الذي قام به الامام الحسين عليه السلام في تمهيده لامامة ولده الامام زين العابدين وما هو الدور الذي لعبهُ الأخير بعد استشهاد ابيه عليه السلام ولو امررنا الى قضية واقعة الطف وعندما قُتِل كل اصحاب الحسين وكل اولاده وإخوتهُ واولاد عمهُ وحتى اخيه حامل اللواء الأمام العباس عليه السلام فبقي وحيدا حينذاك وقال في احد الرويات الا من ناصرٍ ينصُرني ، لذلك هذا المشهد قد حدث بكل تفاصيله أمام انظار الامام زين العابدين وعمتهُ زينب سلام الله عليها ولهذا قد امر الامام السجاد عمته زينب باعتبارهِ الأمام المعصوم بعد ابيه بان تناوله السيف وخرج لمناصرة والده الحسين عليه السلام ولكن الامام رفض ذلك وقال لاختهِ ارجعيه لان لا تخلوا الأرض من نسل ال محمد .
هنا السؤال قد يُطرح لماذا رفض الامام بان ولده يقاتل ويدافع عن دينه وعن دين محمد وينال الشهادة وهي اعلى مراتب الكرامة عند الله هل الحسين عاجز أن يرى ولده امامهُ يُقتل على الرغم من انه ضحى حتى بطفلهِ الرضيع إذن فهذا مخالف على أن الحسين لا يستطيع أن يرى ولده يُقتل من أجل دين محمد ، إذن فلماذا وقد نرى أن الامام الحسين يقول ارجعيه لان لا تخلوا الأرض من نسل ال محمد على من أن الامام كان حاظرا في هذه الواقعة وكان عمره قُرابة الخمس او ست سنوات حسب الروايات إذن حتى وان استشهد الامام السجاد فان دين محمد لم ينقطع طالما موجود الامام الباقر وهو الامام المعصوم الخامس ، إذن لا بد من حكمة في هذا الأمر.
هناك بعض التحليلات البسيطة نرويها لتفسير ذلك وهي :
اولا. أن الامام الحسين يريد أن يبين أن هناك مرحلة سوف يقودها الامام السجاد ضد ال يزيد وهذه المرحلة تحتاج إلى أمام عاش هذه المرحلة وامام يافع وكان عمر الامام لا يقل عن ٢٢ سنة وان ولدهُ الامام الباقر كان عمره قُرابة الخمس سنوات .
ثانيا.ايضا الامام السجاد كان مريضا وغير قادر على القتال لذلك في احد الرويات يقول لعمتهِ زينب ناوليني العصا لكي اتوكأ عليها أي أن الامام اصلا غير قادر علوقوف لولا العصا وهذه قد تكون حكمة من حكم الله عزوجل في مرضهُ على الرغم أن الامام الحسين كان يؤكد على أن لا ينقطع نسل ال محمد لا يؤكد على مرضهُ وعدم المقدرة على القتال والا فان الامام الحسين قد قاتل واستشهد بين يديه كبار السن من هم أكبر حتى من الامام الحسين نفسه وكذلك الاطفال اللذين لم يبلغوا الحُلم امثال محمد بن جنادة وغيرهم لذلك الامام يوضح أن القضية ليست قضية مرض او ماشابه ذلك وانما هناك مرحلة يحتاج فيها الامام زين العابدين لقيادة هذه المرحلة.
ثالثا. الدور الذي لعبه الامام علي بن الحسين عليه السلام في دفن والده الحسين وعمه العباس وإخوته واولاد عمه عليهم السلام وهذا يحتاج إلى شخص كبير وقادر على كيفية الدفن لان الامام الباقر كان صغير وغير قادر على ذلك بعد ما رأى في ام عينه مقتل جدهِ الحسين عليه السلام ولذلك لا أعتقد تكون هناك قدرة كافية بالرغم من صغر سنهُ.
رابعا. الدور الاعلامي الذي لعبه الامام زين العابدين في قصر يزيد عندما خطب خُطبةً لها مثيل لها وكانت خطبة بليغة وكانت مستهدفة عمق وستراتيجية ال يزيد وكانت هذه في يوم الاربعين من استشهاد والده الحسين وقد بين للناس والحاظرين على أن هذا الرأس هو للحسين بن علي بن ابي طالب حفيد رسول الله وامه فاطمة وأنا ولده علي بن الحسين ونحن اهل البيت عندما في قوله تعالى (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويُطهركم تطهيرا) صدق الله العلي العظيم.
وأيضا ابان في خطيتهِ عندما قال (من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني انبأته بحسبي ونسبي) أي أن الحاضرين لم يعلموا هذا الرأس وهذه النساء وهذا المتكلم على المنبر هم من بني هاشم وهم أحفاد رسول الله ومن مدينة الرسول صلى الله عليه واله وسلم لذلك وضح الامام زين العابدين وعرف الناس حقيقة يزيد اللعين في انتهاك حرمة ال الرسول وقد ضج الناس وخاف يزيد على أن ينقلب عليه الناس عندما عرفوا الحقيقة لان يزيد كان يُروج على أنهم خوارج ولهذا أمر يزيد أن يؤذن المؤذن لكي يقطع نزاع القوم لذلك عندما قال المؤذن اشهد محمد رسول هُنا بين الامام السجاد عليه السلام أن رسول الله هو جده عندما قال يا يزيد هذا رسول الله جدي ام جدُك فان زعمت انه جدُك فقد كذبت واثمت وان زعمت انه جدي فلماذا قتلت ذريتهُ وسبيت نسائهُ، هنا الامام بين بشكل عام بعد اكمل الخطبة وقام المؤذن الدور الاعلامي وكيفية جر الحرب على يزيد ومعرفة الناس حقيقة ال معاوية .
خامسا.الدور الكبير الذي لعبه الامام عندما دخل المدينة وبين حقيقة ما جرى وقد استقبله عمه محمد بن الحنفية وبين دور الظليمة التي مر بِها. هذه كانت المراحل المهمة التي قادها الامام السجاد سلام الله عليه وحتى في خلافتهِ للامامة حيث كان يبين دور الظليمة التي عاناها والده الحسين عليه السلام طبعا بغض النظر عن الدور الذي لعِبتهُ عمته زينب عليها السلام والدور الاعلامي وهذا موضوع آخر .
سادسا. كل هذا وكان الامام الباقر يتعلم من ابيه زين العابدين حتى استشهاده في الخامس والعشرون من شهر محرم الحرام سنة ٩٤ او ٩٥ هجريا بعمر ٥٧ عام وطالت مدة خلافته ٣٥ سنة من التوعية ونشر رسالة جده رسول الله واعتنق الكثيرمن العبيد وعلمهم علمه وحررهم وقد عانى ما عانى في خلافة ال مروان حتى صار الانقلاب عليهم من بني العباس .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat