صفحة الكاتب : يحيى غالي ياسين

الثقافة العملية
يحيى غالي ياسين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يُقال : لو سألتَ رجال الفضاء الذين صعدوا إلى القمر ومشوا على سطحه ، أين أُنفقت معظم الطاقة في تلك الرحلة إلى الفضاء ؟ لأجابوك : في الإقلاع من الأرض ، فالطاقة المُنفقة في الدقائق الأولى من الإقلاع أكثر من الطاقة التي أُنفقت في النصف مليون ميل التي تقطعها السفينة الفضائية في بقية الرحلة ، وعندما سئُل أحد رواد الفضاء عن مقدار طاقة الهبوط على القمر أجاب : أقل من نَفَس رضيع ..!!

هذا المثل يعطينا فكرة عن الطاقة التي نحتاجها للإنتقال من الثقافة النظرية الى الثقافة العملية ، ولا تشفع العلوم النظرية - بما هي علوم نظرية - عن الاستغناء عن تلك الطاقة المبذولة في العمل إلّا بنسبة ضئيلة ..

الثقافة النظرية شيء والعملية شيء آخر ، ولعل أصحاب بعض الأختصاصات أعرف بهذا الشيء ، كالطبيب والمهندس والطيّار والمعلّم والجندي والقاضي .. الخ ، فما درسوه في قاعات الدرس في أربع سنوات أو ست احتاجوا الى تطبيقه وإتقانه في صالات العمليات ومواقع المشاريع والوقوف الى جنب السبورة عشرات السنين ..

والبشرية في هذه الأيام تعيش التحديين معاً ، علماء الطب والكيمياء وعلوم الحياة يعيشون التحدي النظري في ايجاد لقاح أو علاج لفايروس كورورنا ، وتحدي اقتراح افضل طرق الوقاية منه ، وأمّا المجتمعات تعيش التحدّي العملي ويُجبرون على ممارسة الثقافة العملية الموجهة إليهم كنصائح وتوجيهات من أصحاب التحدي النظري ..

بعض المجتمعات نجحت نجاحاً باهراً في تحدّي الثقافة العملية ، وبعضها الآخر فشل فشلاً ذريعاً وبينهما نسب متفاوتة من النجاح والفشل ..

التحدّي العملي نعيشه في كل لحظة من حياتنا وليس في أوقات الاختبارات والأزمات فقط ، وهو يحتاج الى تربية في قبال حاجة النظري الى التعليم ، ولو أنفقنا طاقات ضئيلة على الثقافات العملية اليومية الاعتيادية لما احتجنا الى هكذا طاقة عملاقة اثناء الاختبارات والمنعطفات ولما فشلنا فيها ..

ولتأخذ بعض المجتمعات والحكومات درساً في ذلك ، فلابد من التربية العملية والممارسة التطبيقية للوائح القوانين التي تنظم المجتمع في جميع المجالات ، وستلاقي حتماً صعوبة في أول الأمر تصل الى مستوى الحراجة الّا انها ستوفر لها جهود وطاقات وثروات مهدورة في الحالات الاعتيادية والاستثنائية ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


يحيى غالي ياسين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/03/26



كتابة تعليق لموضوع : الثقافة العملية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net