صفحة الكاتب : جودت العبيدي

تصريحات بايدن الاخيرة تحت المجهر
جودت العبيدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
امكانية استمرار "الوجود العسكري" الامريكي ,والمصداقية في تنفيذ اتفاق "تقاسم السلطة" بحسب قوله ,نقطتان اساسيتان بالاضافة الى نقاط اخرى تطرق لها في مقاله محاولا خلق حالة من التوازن على المستويين السياسي والامني في العراق و مذكرا الجميع بااستمرارية الدور الامريكي هناك.
لقد اوضح جوزيف بايدن نائب الرئيس الامريكي في مقاله المنشور في صحيفة نيويورك تايمز يوم 20 تشرين الاول 2010 بان بلاده مستعدة للاستمرار بدعم العملية السياسية في العراق وكذلك مساندة القوات الامنية هنالك وامكانية ابقاء عدد اقل من الجيش الامريكي بعد 2011.
واعترف بايدن بان القوات الامنية العراقية لاتزال بحاجة الى تطوير ومساندة وان جاهزية تلك القوات لم تكتمل بعد, وهذا امر صحيح فمن تلك الهجمات الارهابية التي ينفذها الارها بيون وباستمرار في العراق نستدل الى تلك الحقيقة ونعتقد بان دور الولايات المتحدة في دعم وتطوير تلك القوات لايزال مهم ومطلوب وبموجب الاتفاقية الامنية بين البلدين.وتناول ايضا موضوع مساعدة العراقيين في حل المشاكل التي لاتزال موجودة كمشكلة كركوك وتوزيع الثروات والاحصاء.
 
ولقد اشاد بايدن  بالاتفاق الاخير الذي تم بين الكتل السياسية العراقية حول تشكيل حكومة عراقية تستند الى الشراكة وتقاسم السلطة,وقال"انه لامر جيد ان يتفق العراقيين وبشكل سلمي وعدم اللجوء الى العنف" الامر الذي يعتبره الكثيرين من المراقبين السيا سيين انه ايجابي على الرغم من ان الفترة التي اعقبت الانتخابات  قد ناهزت التسعة اشهر تقريبا ,فموضوع التداول السلمي للسلطة يبقى امرا مهما على المسار الديمقراطي للعملية السياسية حيث سيصب في النهاية في مصلحة المواطن العراقي الناخب الذي لازال يعاني من الارهاب وضعف الخدمات .ولقد اشار بايدن الى ان هذا الاتفاق يجب ان يحقق المساهمة لكل الطوائف والكتل استنادا الى الاستحقاق الانتخابي بعيدا عن التهميش والاقصاء .
 
 كان الاتفاق بين الكتل العراقية بمثابة رسالة واضحة الى دول الجوار والعالم بان الحل يبقى عراقيا وان العراقيين مصممين اكثر من اي وقت مضى على السلم والتعاون والاتفاق فيما بينهم وتجنب الانزلاق في الحرب الاهلية التي قد تحرق الاخضر واليابس.وتبقى المصداقية وتنفيذ الاتفاقات بين الكتل السياسية هو الامتحان الاكبر والاصعب , لان الالتزام بها يعني النجاح في تحقيق مبداء الليبرالية التي تقضي بقبول الطرف الاخر واحترام ارائه, والمصداقية ايضا تعني خلق اجواء الاستقرار السياسي وبناء الثقة بين تلك الاطراف وهذا بالنتيجة سوف يخلق نوعا من الاعراف السياسية في البلاد التي سوف تسهم في دعم المسيرة وبناء البلد على تلك الاسسس التي  سيصعب الانقلاب عليها مستقبلا من قبل اية جهة كانت .
 
 
ان الحرب في العراق كلفت الولايات المتحدة الامريكية الالاف من الارواح بالاضافة الى تكليف الخزينة الاف من المليارات  والتي تسعى الادارة الى تقليصها جاهدة لكنها تواجه امورا غاية في الصعوبة فتقليل الدعم الامريكي للعملية السياسية والوضع الامني في العراق يعني فشلها الواضح التي لطالما اشار اليه بشكل جلي العديد من المتابعين للوضع في العراق وبالجانب الاخر فتنفيذ الالتزامات الامريكية واستمرار الدعم يعني الاستمرار في المشاكل الاقتصادية الداخلية الامريكية,انه امر صعب للغاية .وتشعر ادراة الديمقراطيين بالاخفاقات المتتالية في الملف العراق كلما مضت قدما في العملية السياسية وكلما اندلعت موجة جديدة من عمليات ارهابية يسقط ضحيتها المئات من العراقيين الابرياء.ان الولايات المتحدة لايمكن ان تعفي نفسها من مسؤولية ردائة الوضع الامني والسياسي والخدمي الذي يعاني منه العراقيين بشكل يومي. 
 
ان كلام بايدن المنشور يوم امس هو دليل واضح على عمق التحدي الذي تشعر به ادارة الديمقراطيين في العراق فلقد اراد ان يخفف من وطئة الانتقادات التي تواجهها ادارة اوباما حول فشلها في العراق ولو كان كلامه الاخير استند الى تصحيح في الاستراتيجية هنالك لكنا قد لمسنا تغير واضح وتقدم ملموس في الايام القادمة في العملية السياسية والوضع بصورة عامة في العراق. وعلى كل حال فنحن ندعو الى تصحيح  الاخطاء وبالشكل الذي يجعل الوضع افضل بحيث يشعر المواطن العراق بالامن والامان وان تقوم الحكومة بتوفير الكهرباء والماء والخدمات الانسانية الاخرى وفرص عمل احسن , و لسوف تكشف لنا الايام القادمة مااذا كات تصرحات بايدن الاخيرة ترقى الى مستوى التصحيح ,ام انها لاتعدوا اكثرمن مناورة كلامية وتصريحات لطالما سمعنا امثالها.
 
Jawdat.kathum.alobeidi@gmail.com
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جودت العبيدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/22



كتابة تعليق لموضوع : تصريحات بايدن الاخيرة تحت المجهر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net