صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

الحب في زمن المظاهرات
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التظاهرات والمظاهرات تذهب الى المعنى ذاته، ولاتنفصل عنه، ولكنه ثراء اللغة، وبهجتها المونقة.

فالتظاهرة والمظاهرة هي الخروج الى الشارع، أو مكان عام، ويكون المتظاهرون متفقين على نية واحدة، وهم متعاونون ومتعاضدون بغية تحقيق الهدف المنشود الذي تظاهروا من أجله، وربما كان الترف اللغوي سببا في تعدد المعاني، وتجاوزها حدود التعريف والإصطلاح، الى الفلسفة العالية، والبحث عن معان أخرى.

كان قوم يحكمون العراق منذ العام 1920 أي قبل مائة عام، وإستمروا في ذلك حتى العام 2003 وكان الملك وعائلته من أولئك القوم، وكان رئيس الوزراء والوزراء وكبار الضباط والمسؤولين منهم، وكانت المظاهرات مستمرة بلاإنقطاع حتى إنقلاب تموز 1958، وكان المثقفون والصحفيون وأصحاب المهن والطلاب يخرجون الى الشوارع في أوقات مختلفة، وكانت المواجهات عنيفة، وتكررت الإنقلابات العسكرية، وعمليات القتل والسحل، وسميت ساحات بغداد وجسورها بمسميات خرجت من رحم الأحداث والتظاهرات، فالساحات منها (الشهداء والوثبة والتحرير) ومن الجسور (الأحرار والشهداء والجمهورية) وسواها، وكان كبار الضباط يثورون من حين الى آخر، ويقودون الإنقلابات، ويعدمون بوحشية.

بعد عام 2003 بدأ نظام الحكم يتغير، وصار قوم من الناس هم الأقوى في السلطة، ولكن المواطنين الذين يتظاهرون هم من هولاء القوم، بينما كبار الضباط المتذمرين منهم، وغالب النواب والوزراء منهم، وغالب رجال الدين المتصدرين للمشهد منهم، وفي ظل حكم من سبق لم يكن حال العراق جيدا. فمنذ تأسيس الدولة كانت الإنقلابات والتظاهرات والحروب الداخلية والخارجية والحصارات والمنازعات والدكتاتوريات والفساد هي من طبع حياة العراقيين الذين وجدوا بعد 2003 إنهم ليسوا بأحسن حال في ظل الحكم الجديد. فالفساد والمناكفات والحروب الداخلية والنزاعات مع المحيط العربي والإقليمي والإحتلالات والآرهاب كلها عوامل طبعت المشهد العراقي على مدى 16عاما.

لم تسمح الأوضاع السيئة من بناء مؤسسات تمنع تراجع الدولة، مع تمسك البعض بعقد مقارنة بين هذا الزمن وماسبقه، وبين نظام وآخر دون أن يكون من وراء تلك المقارنة فائدة تذكر.

العراقيون بحاجة الى وطن مختلف لاتبنيه الدكتاتورية، ولاالطائفة، بل جيل إنساني متحفز وواع، ويملك القدرة على الفعل والتاثير وصناعة التغيير.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/02/08



كتابة تعليق لموضوع : الحب في زمن المظاهرات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net