صفحة الكاتب : كاظم فنجان الحمامي

هكذا تكلم فَرَج عن تأخر الفَرَج
كاظم فنجان الحمامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


مراجعة تحليلية للنقاط الحساسة التي أثارها

السيد موسى فرج (الرئيس الأسبق لمفوضية النزاهة), في حلقة خاصة بثتها قناة الفيحاء الفضائية مساء يوم 7/2/2012 عبر برنامجها الأسبوعي (فضاء الحرية),

http://www.alfayhaa.tv/alfayhaa-programs/daily-programs/freedome-space/10054.html


وكانت بعنوان:
(الفساد: آفة العراق الجديدة)

وكتب بعد اللقاء مقالة جريئة, كانت بعنوان:

(هل انهم يسعون لمواجهة الفساد في العراق. . حقا؟؟)

نشرها على صفحات المنتديات العراقية في أكثر من موقع

من منكم لا يعرف القاضي (موسى فرج) ؟؟, ذلك المواطن الريفي البسيط المخلص الصريح الجريء المشاكس, أغلب الظن إنكم شاهدتموه على شاشات التلفاز وهو يتحدث بحرقة, من دون أن يخاف في قول الحق لومة لائم. .
ليست لفرج مشاريع استثمارية, ولا مؤسسات ربحية, ولم يرتبط بحزب أو كتلة سياسية, فالرجل تسلح بأخلاق القرية, ولا يخشى أحد, بيد أن أعظم هفواته انه من القلائل, الذين مافتئوا يؤمنون بالقواعد الأخلاقية, التي هجرتنا وغادرتنا منذ زمن بعيد, من مثل: ((لعن الله الراشي والمرتشي)), و((من غشنا ليس منا)), و((من كان فقيراً فليأكل بالمعروف)), ولا يعلم بانحسارها من التعاملات اليومية في القطاعين العام والخاص, حتى لم يعد لها وجود إلا في كتب الحديث, والمؤسسات الدينية, وبعض المقررات الدراسية القديمة. .

اما هفوته الثانية فتكمن في قصر قامته, فعلى الرغم من فارق الطول بينه وبين أعضاء المنتخبات السياسية المتقوقعة في ملاعب المنطقة الخضراء, إلا انه كان مهووسا باللعب مع الكبار, فما أن أصبح رئيسا لمفوضية النزاهة حتى بادر إلى تطبيق المبادئ والقيم العليا الراسخة في عقله, وسعى منذ اليوم الأول إلى نشر المفاهيم الرقابية والحسابية والتدقيقية, فلم يتهاون مع الذين امتدت أيديهم إلى المال العام, وكان يظن إن الحرمة في الرشوة لا تقف عند حدود من يدفعها فقط, وإنما تشمل الراشي, الذي يدفع, والرائش بينهما, والرائش هنا: هو الوسيط الانتهازي, أو (العلاس) في اللهجة العراقية الدارجة, ولم تمض بضعة أشهر على برنامجه الرقابي حتى اجتمعت الآراء المتناقضة على رأي واحد, واتفقت الأطراف المتخالفة على قرار واحد يقضي بعزله خارج السرب الذي لم يكن ينتمي إليه بالأصل. .

قال (فرج) في كلامه عن تفشي الفساد في العراق: ((منذ سنوات طويلة والقائلين باستشراء الفساد يعتمدون تقارير منظمة الشفافية العالمية حجة للتدليل على حجم الفساد في العراق, آخذين بعين الاعتبار أن تلك المنظمة هي الجهة الدولية المستقلة المحايدة, وهي التي تتولى تقييم حجم الفساد العالمي, وتشرف على ترتيب النتائج في جداول تشمل جميع أقطار العالم, ابتداء من الدولة الأكثر نزاهة إلى الدولة الأكثر فسادا, في حين تواجه الحكومة العراقية تلك النتائج والتقارير بعدم الرضا والإنكار والشجب, وتدعي أن البيانات التي اعتمدتها المنظمة كانت مقتبسة من مصادر معادية للعراق)).

  وفي هذا السياق, اقترح (فرج) البحث عن معايير أخرى تصادق عليها الحكومة وترضى بها حتى تكون هي المعيار الذي تقاس به وعليه مؤشرات الفساد والانحراف في الأداء, وكأنه يريد الإشارة إلى غياب تلك المعايير جملة وتفصيلا.

وبناء عليه وجه (فرج) سلسلة من الأسئلة الاستفزازية, في محاولة منه لإزاحة الغطاء عن الحقائق المغيبة, فأطلق سؤاله الأول بثقة عالية, حين قال: ((اسألوا الحكومة والسياسيين في العراق. . لماذا قاطعتهم المرجعية الدينية ؟؟, ولماذا رفضت استقبالهم منذ ما يزيد على السنة ؟؟. أليس بسبب استشراء الفساد ؟؟. طيب موسى فرج مغرض وضد الحزب والثورة ؟؟. فهل صارت المرجعية الدينية في العراق مغرضة وضد الحزب والثورة ؟؟. ألم يكونوا قد وصلوا إلى سدة الحكم من خلال التفيؤ بعباءة المرجعية الدينية, واستقطبوا البسطاء من أبناء هذا الشعب من خلال ادعائهم مباركتها لهم؟؟)). .

وجاء في سؤاله الثاني, قوله: ((اسألوا الشعب العراقي. . لا تسألوا المنخرطين بأحزاب سياسية, ولا تسألوا المؤدلجين, ولا تسألوا المثقفين كي لا يقال أن بواعثهم سياسية أو أيديولوجية, أو أنهم مثقفون مشاكسون يتمسكون برؤية نرجسية, بل اسألوا البسطاء من الناس. . بدءاً من أم عامر البصرية والى المتسكعين بالأسواق. أليس ما يجمع عليه سواد الأمة حجة ؟؟؟)). ؟

ووجه سؤاله الثالث إلى عامة الناس من (فضاء الحرية), فقال: ((اسألوا قادتكم السياسيين, فها أنا ذا أرى سبتايتل (الإخبار المرئية)  على قناتكم (الفيحاء) يقول السيد إبراهيم الجعفري يقول إن العراق من الدول الغنية, ووجود هذا العدد المخيف من الفقراء يشكل مفارقة يجب أن تعالج. وها هو السيد رئيس الحكومة يقول إن خطر الفساد لا يقل عن خطر الإرهاب في العراق, وكل الحكام والساسة في العراق يقولون باستشراء الفساد, لكنهم يقولون ذلك من منطق: أنا نزيه وصفحتي بيضاء, وغيري غير نزيه)). .

يقول فرج: أنا شاهد على هذا الفساد, بس شهادتي غير مقبولة, ويعقب على كلامه بالعامية: ((ليش يابه مجروحة شهادتي ؟, قابل أمطيرجي ؟, بالمناسبة: أمس كنت وأبني نتابع التلفزيون , فظهر شخص على الشاشة, فقلت لأبني: انظر يا بني أتعرف هذا الرجل, قال: لا. . قلت له: هذا هنري كيسنجر أمريكي من أصل ألماني, كان وزير خارجية أمريكا للسنوات 1973 – 1977, لكنهم حتى يومنا هذا يستأنسون برأيه, ويسمعون كلامه, وجماعتنا بمجرد أن يترك المنصب صاروا يباوعون عليه من تحت مو من فوك. . تعرف ليش ؟؟. لأن المنصب في العراق يعني الهراوة, وعندما تروح منه الهراوة يعتبرونة ما يشوّر, وأنته تعرف شيسمون الما يشوّر, هسه آنه مو كيسنجر بس شوفوا شهادتي. . تفضلوا: موازنات العراق السنوية تفوق موازنات أربع دول مجاورة, وعدد نفوس العراق لا يتجاوز ثلث نفوس واحدة فقط من تلك الدول, وهي مصر, لكن معدل الفقر في العراق يفوق حاصل مجموع معدلات الفقر في تلك الدول مجتمعة, انطوني ابن مرة منكم يفسر هاي المفارقة بتفسير آخر غير الفساد. . . . . )).

واصل (فرج) حديثه المؤلم عن شهاداته الاستقصائية على بعض المواقف, التي سجلها من خلال متابعاته كمواطن عراقي يرى ويسمع ويقرأ ويحلل الأخبار والبيانات العامة, فخرج بتساؤلات تثير القلق. .

قال في موقف آخر: ((ألم تسمعوا بقصة الرئيس الألماني كريستان فولف. الذي اجبروه على تقديم اعتذاره للشعب. . ما هي جريرته ؟؟. زوجة صديقه الثري حصلت له على قرض بفائدة مخفضة من بنك أهلي, ليرمم به مسكنه في حين لا يحصل المواطن الألماني على قرض من ذلك البنك بفوائد مخفضة. رئيسنا أخذ مليونين دولار مصروف جيب عند إيفاده لحضور اجتماع الأمم المتحدة, ولما سألوه, قال: هاي انتو العراقيين أشكد لجّة (تلحون)., يابه هاي خردة زادت بجيبي نص مليون دولار أخذوها واسكتوا)). .

ختاما نقول: لا يختلف القاضي (فرج) كثيرا عن القاضي (أبو وهيب بن عمرو الصيرفي الكوفي), والذي عرفه الناس في بغداد باسم (البهلول), فكلاهما من طينة واحدة, ومن بيئة واحدة, وعلى منهج واحد. .

عرضوا على (فرج) القضاء في صومعة (مفوضية النزاهة), فجن جنونه في اليوم الأول, وركب موجة العدل ليزيح الفساد بضربة واحده من قصبته, فاستيقظ في اليوم التالي ليجد نفسه معزولا من دون أن يعرف السبب. .

وعرضوا القضاء على (البهلول), فتجانن (اظهر الجنون), وركب قصبة, وراح يصول بها ويجول وسط الزحام في الأسواق وبين الناس, وهو يمتطي قصبته الطويلة, فقالوا: جن البهلول, فقال الأمير: ما جنّ ولكن فر بدينه, وظل على ذلك إلى أن مات. .

لم يركب (فرج) قصبة البهلول, لكنه ركب سفينة من قصب, فعبر النهر إلى الضفة الأخرى, وكان من الناجين. أما نحن فما زلنا بانتظار أفضل العبادة (الفرج). .

فالأيام دول, والليالي حبالى, والغيب مستور, والحكيم كل يوم هو في شأن, ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا, وإن مع العسر يسرا, فمن المحال دوام الحال, نأمل أن تتحسن أحوالنا, ونغادر المواقع المتردية, التي التصقنا بها في قعر الجدول العالمي لنتائج الفساد في عموم أقطار كوكب الأرض. .

 

 

وخزة

ليس كل ما نواجهه يمكن تغييره, ولكن لا تغيير بلا مواجهة

 

أنيس منصور

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


كاظم فنجان الحمامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/14



كتابة تعليق لموضوع : هكذا تكلم فَرَج عن تأخر الفَرَج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net