صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

ستموت بعد تسعة أيام
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

كان يحرك جسده الثقيل على كرسيه الكبير في مكتبه الفخم، ويتحدث بفلسفة العارفين، منبها إياي، وأنا الموظف الصغير: هذا الكرسي مثل كرسي الحلاق، مهما طال جلوسك عليه لابد أن تقوم عنه. كان يتحدث مزهوا منتشيا، و لم يكن يضع في الحسبان فكرة متى سيقوم عن الكرسي، وكيف سيقوم؟ بمزاجه، أم بفعل قوة قاهرة ترغمه على القيام عنه؟ ودليل ذلك إنه كان يشتم الموظفين، وعلا عليهم وطغى، ولو كان يدرك شيئا من ذلك لما تكبر وتجبر.

لو كان الإنسان يعلم الساعة واللحظة التي تنزع فيها روحه لتصرف بطريقة مختلفة. أحدهم رأى حلما شبهه بالكابوس، إنه في منامه، وقد تسلط عليه كيان غريب لم يألفه، وأطبق على أنفاسه، ووضع كلتي يديه على رقبته، وأخبره إنه سيموت بعد تسعة أيام. حين أفاق كان الرعب يحكمه، وإحتضن أولاده، وتغير مزاجه، وصار أكثر لينا وسهولة، ولم يعد يرفع صوته، لكنه وبعد مضي الأيام التسعة عاد الى ماكان عليه قبل أن يرى مارأى في المنام.

يسالون: لماذا يكون المريض طيبا رقيقا، و متسامحا، يسأل كل من يزوره أن يغفر له ويسامحه إذا كان تسبب له في مشكلة، أو أساء إليه بقصد، أو بغير قصد؟ وهذا في تكوين الإنسان طبيعي للغاية. فهو شبيه بطريقة حياته التي يبدأ فيها ضعيفا، ثم يتقوى، ويطغى، ثم ينتابه الضعف والهوان، ولايستطيع أن يحكم الأشياء كما كان يحكمها عندما كان قويا، ثم يذهب راغما الى الفناء.

كان أحدهم، ويعمل في مؤسسة، وكان مديره يشفق عليه، فيقول له: عد نفسك أنت المدير، وبمرور الوقت صار يتدخل فيما لايعنيه، وفيما لايعرف، وفيما ليس من شأنه، بل ولايفهمه، لكنه غفل عن مهمته التي كلف بها، وتجاوزها الى ما لايحق له، فأصبح محط نقد وسخرية العاملين معه، لكن المدير لم يتوقف عن الشفقة، بينما غادر هو العمل، وعاد الى ماكان عليه.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/02/04



كتابة تعليق لموضوع : ستموت بعد تسعة أيام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net