صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

أسراب الشياطين
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

‏‎يقول أحد الأصدقاء معلقا على ظاهرة السب والشتم في تويتر من قبل مغردين يعلقون بدورهم على تغريدات تتعلق بشؤون مختلفة:

 المشكلة ليست في التغريدات فحسب! المغرد أيضا، وفي أحيان يكون خارج السرب، فمن الضروري أن يعرف المغرد سربه. برأيي إن لم تمتلك الفراسة لمعرفة جمهورك فالتغريد مجرد ضوضاء لاغير. وإذن لا داع لتسميتها تغريدة.

والحق إن هذا التعليق مهم جدا وصحيح في مثل الحالة العراقية التي يتنازع الناس فيها على الولاءات الحزبية والطائفية، ويتحزبون حتى في معارضتهم للسلوك الذي يتبعه الساسة والفاعلون الأساسيون والمؤثرون، ومعرفة صاحب الرأي لجمهوره مهم، ولأن المغردين بشكل عام إما بهذا الصف، أو في الصف المقابل فليس ممكنا أن تحصل على مؤيدين لك فيما تطرح لأنك تفترض حالة شاذة بالفعل لايتقبلها الرأي العام المنحاز والمنفعل.

حين يكون المثقف والكاتب والصحفي والأكاديمي رافضا للحالة السائدة التي لاتستهويه، ويرى إنها غير مواتية، ولاينحاز لسرب من الأسراب المتقابلة فإنه سيعاني، وقد يشتبك مع الآخرين، ويصطدم معهم في النقاش، ويتلقى الشتائم خاصة مع التأويل، وخذ مثلا حالة الصراع الأمريكي الإيراني، وحالة التجاذب بين المؤيدين للدور الأمريكي في العراق بوصفه ملائما لتطلعات فئات بعينها بإنهاء الدور الإيراني في العراق، وبين من يجدون إن إيران يمكن أن تكون حليفا مفضلا في مواجهة الوجود الأمريكي، وحين يدخل المثقف ليعالج القضية بحياد كما قد يظن فإن هناك كثر سيفهمونه على غير مايبتغي وسيعاني، فحين يشتم أمريكا سيجد من يهلل له، ويعده وطنيا مخلصا، بينما سيتلقى الشتائم لو إنه رحب بالوجود الأمريكي، مثلما إنه سيعاني لو إنتقد إيران، وهناك أمثلة واضحة في الحالة العراقية.

الحالة العراقية لاتحتمل الحياد على مايبدو، وعلى كل واحد أن يتعرف الى سربه، ويكون فيه حتى لو كان سربا من الشياطين. فكيف إذا غطت أسراب الشياطين سماء العراق؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2020/02/02



كتابة تعليق لموضوع : أسراب الشياطين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net