صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

ملف إغتيال القديس فالنتاين
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماتزال حادثة إغتيال القديس فالنتاين تحاكي الضمائر البشرية, وتوقد فيها جذوة الرفض للظلم والجبروت والقسوة المتناهية والبغض الذي يعتمل نفوس الطغاة والمرضى بالشر والعهر.
هذا القديس الذي رفض النزول عند حكم سلطان جائر أراد للعلاقات الإنسانية أن تكون في دائرة اللذة المحرمة ,والإستمتاع خارج الدائرة القيمية ,ورفض بقوة تلك التعاليم الباطلة وأخذ يقيم مراسيم عقد القران الرسمية في الكنيسة, ودفع حياته ثمنا لذلك التحدي.
روي من بين عديد الروايات التي تحدثت في أصل هذا العيد, وأسباب قيام الناس بالإحتفال به في بلاد المسيحية حول العالم ,لكن الأقرب الى الصحة, أو الى الفائدة من سواها هي الرواية التي ذكرها أحد الباحثين الإسلاميين المعترضين على مشاركة المسلمين في الإحتفال بعيد الحب, التي تقول):إن  كلوديوس حاكم الأمبراطورية الرومانية العظيمة وجد صعوبة في تجنيد جميع رجال روما للحرب ، فلما بحث في سبب عدم مطاوعة الناس له لفي التجنيد تبين له عدم رغبتهم في ذلك هو إن الرجال المتزوجين كانوا يكرهون إن يتركوا أهليهم ويخرجوا معه فما كان منه حينئذ إلا إن منع الزواج وضيقه فجاء القس " فالنتاين " ليخالف أمر الإمبراطور فكان يزوج الناس في الكنيسة سراً فاعتقله الإمبراطور فقتله في الرابع عشر من فبراير 269م).
مرت قرون عديدة على رحيل القديس فالنتاين ,ومازال الناس يحيطون ذكراه بالعناية والحب ,ويحيون المناسبة في الرابع عشر من فبراير كل عام, ويوزعون الهدايا والورود الحمراء المعبرة عن الحب والسلام والأمنيات الطيبة.
خرج البعض عن أخلاقيات الإنسان المتزن, وصار يسئ الإحتفال بالمناسبة, ويتفنن في ذلك ,وشهدت بعض المدن الأوربية والأمريكية تجاوزات خطيرة حيث قام بعض باعة هدايا عيد الحب بكتابة عبارات إباحية على الهدايا التي يقدمونها للأطفال,ماأثار حفيظة الأسر التي إستلمتها, أو التي وقعت عيونهم عليها.
ليس لهذا العيد من ذكر في الأدب الإسلامي,وإحتفالات المسلمين معروفة لكن ليس بالإمكان منع الناس من أن يحتفلوا شرط عدم التجاوز ,أو ممارسة مايخل بالآداب العامة,لذلك أخذ الناس في البلدان العربية والإسلامية يحتفلون بيوم عيد الحب كما لو أنهم يحتفلون بعيد الأضحى أو الفطر,ولربما مضت العادة في ذلك كما هي في إحتفالات رأس السنة الميلادية,حيث يحتفل المسلمون بمايفوق إحتفالهم برأس السنة الهجرية,وهذا يعود في الغالب الى سطوة الغرب وعاداته وثقافاته على البلدان التي في أغلبها كانت مستعمرة من دوله, والتي تمتلك القدرة على التوصيل بعد النشاط الثقافي والتجاري والإقتصادي والإستعماري, وماعاضده من تقنيات حديثة ساهمت في نشر تلك الثقافات.
وسواء كانت المناسبة مرتبطة بتراث إسلامي, أو كانت من عنديات الغرب والديانات الأخرى فلابأس من مشاركة الآخرين الإهتمام بها لنشر مبادئ المحبة والتسامح والتصالح والتواصل بين الشعوب ومعرفة عاداتها وتقاليدها.
في البلاد العربية مازالت أزمة السياسة, وأجواء عدم الثقة تطبع المشهد العام بعد سنوات قضاها تحت سلطات الإحتلال كما في العراق ,أو في ظل الفوضى والدكتاتورية والتناحر السياسي كما في تونس ومصر وسوريا وليبيا والجزائر واليمن والبحرين والسودان وموريتانيا والصومال ولبنان ,ومرت بظروف صراع طائفي وسياسي أرهق الناس وأتعبهم وأفقدهم الكثير من طاقة المواصلة والرغبة في الحياة ,وهم يستثمرون كل اللحظات السعيدة ليكونوا في المشهد ولتخفيف تركيز الأحزان والهموم في نفوسهم المرهقة,وربما كانت ذكرى فالنتاين واحدة من المناسبات العالمية السعيدة التي لابد أن تكون جزءا من التراث الفكري والروحي الإنساني الذي يمكن أن يساهم في تقريب الشعوب ومنحها فرصة المحبة والخلاص من العذاب.
mediaafree@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/13



كتابة تعليق لموضوع : ملف إغتيال القديس فالنتاين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net