صفحة الكاتب : احمد الخالصي

(نظرية الضرورة) لحل الأزمة العراقية
احمد الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يسقط التنظير بالتقادم الثوري ويصبح بلا فكر بمجرد أن تعلو الهتافات الكادحة لهذه الجماهير الغنية بالانتماء، ومن هذا المنطلق تعمدنا تجاهل كل الأفكار والتنظيرات التي كان بعضها دسمًا مغريًا للكتابة، لكن لا وقت للأنانية في كنف الوطن، فالتحرير وسائر ساحات التظاهر أولى بالحضور العقلي والجسدي، ومن هذا المنطلق فأن إيماني العتيد بمبدأ التغيير التدريجي، يذهب أدراج مطالب أقراني في تلك الساحات، ومن مبدأ التطرف لمصالحهم وأضعُ هذا المصطلح في خضم الدقة المتناهية من أجل دحض مايمكن أن يقال مستقبلًا عن إشارتنا لأي خطأ يمكن أن يحدث من شأنه النيل أو التأثير بهذا الحراك الذي يمثل الخطوة الأولى في سبيل الفوز بعدة مكتسبات وهي على سبيل الأفضلية لا الحصر (الوطن والوعي).

يعلل الكثير من أجهزة السلطة ورجالتها على أن بعض مطالب المتظاهرين تخرج عن الدستور وبعيدًا عن التذكير بوابل الخروقات التي حصلت من قبلهم ، نرى من المهم التذكير بنظرية الضرورة المستندة لتلك المقولة الرومانية بأن (سلامة الشعب فوق القانون) وبعيدًا عن تطبيقات هذه النظرية والتي تم تصويرها على أنها فقط تحدد وفق رؤية السلطة، نرى لزامًا التذكير بالآتي:

1_ أن أصل النظرية تدور وجودًا وعدمًا مع سلامة الشعب، وهو الأساس التنظيري والمنطقي لها.

2_ تعرض الدولة للخطر، والتي يعد الشعب الركن الأهم في معادلة تكوينها، لذلك الشعب هو صاحب الحق الأصيل في تطبيقها من عدمه.

ويجابه هذه النظرية في العراق إشكالية انعدام النص الدستوري لتطبيقها، وبالإمكان معالجة ذلك من خلال التذكير بالتالي:

_ أن هذه النظرية إذ ماتم تطبيقها ستستند إلى الشرعية الثورية لا الدستورية، خصوصًا مع إخفاق الشرعية الأخيرة في الحفاظ على سلامة الشعب.

_ جوهر الديمقراطية المتمثل بأن الشعب هو مصدر السلطات، يعضد من رأينا، فالشعب هو الذي يقرر مايلائمه من أوضاع.

كما أود أن أشير لضرورة تطبيقها بشكل محدد ضمن مايتيح لها تسهيل الإستجابة لتطلعات المتظاهرين، لأن تطببقها الكلي يعطي التبرير الشرعي للسلطة فيما يتعلق بتضييق الحريات وغيره وللأمانة هم غير مقصرين بذلك، لذلك حتى لا يساء استعمالها نوهت لضرورة تطبيقها بشكلها المحدد في إطار الاستجابة فقط.

لايخفى على الكثير اننا نمر اليوم بمرحلة المخاض العسير الذي سينجم عنه اما ولادة شعب حي أو ولادة وعي مشوه يؤطر الشعب داخل الخنوع المستمر، ولذلك على كل أجهزة السلطة بما فيها القضائية، التشريعية والتنفيذية الكف على التحجج بما لايصح التحجج به الآن، فمن غير المنطقي التمسك بعدم الاستجابة لنداء الشباب متذرعين بالدستور في ظل نزيف الدماء هذا الذي هدد أركان الدولة العراقية الحديثة،
في الختام أن إرادة الشعب هي المحددة والغالبة في كل مراحل التاريخ ومن يقول بغير ذلك فهو واهم، كما أنها أبدية النجاح غير قابلة لفناء الفشل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/28



كتابة تعليق لموضوع : (نظرية الضرورة) لحل الأزمة العراقية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net