صفحة الكاتب : ايليا امامي

#الجولة_الرابعة : ( بين القانون القديم والجديد )
ايليا امامي

 نحن الآن في هذه الجولة .. وستكون واهماً جداً إذا تصورت أن الأحزاب قد استنفذت كل أوراقها .. وقررت الاستسلام .
السلاح القديم الجديد هو نفسه ( تخويف الناس ) وهنا عندما يتم الحديث عن قانون تمثيل فردي 100% لانسبة فيه للأحزاب .. أو يتم الحديث عن دوائر انتخابية صغيرة ( داخل المحافظات ) تتوزع على الوحدات الإدارية .. أو الأعداد المقررة بالدستور ( 100 ألف للمقعد ) _ والفرق ليس مهماً بالنسبة لي _ فهنا تسمع أصواتاً تتعالى بالتخويف والتحذير .. يرددها الناس بدون التدقيق في مصدرها أو دوافع قائلها .
ولن أبالغ ان قلت لك بأن القانون الجديد ( المطلوب الآن ) سيقطع أوصال الأحزاب شر تقطيع .. لذا فإنهم لن يقابلوا السكين بالزبدة .
ولايمكن في مقال مختصر أن نفتح ورشة قانونية للحديث عن تفاصيل هذا الموضوع .. ولكن هناك ملامح عامة قد تساعد القارئ الكريم على فهم الموضوع بشكل مبسط :
١) التخويف بأن هذا القانون لن يضر الاحزاب .. كلام غير صحيح .
من قواعد العمل السياسي أن الأحزاب الكبيرة أشبه بأواني جمع المطر .. كلما كانت أوسع حجماً كلما جمعت قطرات أكثر في مكان واحد .. وهذا ما يفسر إصرار الأحزاب على أمرين ( دوائر أكبر + نسبة كوتا ) .. لأنهم يراهنون على جمع الأصوات من كل المحافظة _ كدائرة واحدة _ وجعلها في إناء واحد كبير .. أما إذا تعددت الدوائر فليس للأحزاب قدرة وضع أواني المطر في كل دائرة .. ومهما جمعت لن تكسر أصوات الآخرين بدون كوتا .
بمعنى أن الحزب مهما تضخم حجمه على مستوى العراق .. سيكون في الدائرة الواحدة قزماً صغيراً لايملك فرصة أكبر من الآخرين .. ولو زرع في كل دائرة ألف مرشح .. لم ينفعه ذلك بدون أن تجتمع أصواتهم .. وهذا معنى تقطيع الأوصال .. وأن ( لكل شخص تمثيله الحقيقي )
٢) التخويف بأن هذا القانون سيخدم التيار الصدري دون غيره من الجماعات .. وأنه سيكون الرابح الوحيد منه .
دعونا نتفق من بداية أن قاعدة أخرى في العمل السياسي تقول ( الغلبة للأكثر تنظيماً وليس للأكثر عدداً ) وعندها يأتي السؤال .. الخوف من تنظيم التيار الصدري في مقابل من ؟
* إذا كان في مقابل الأحزاب فهذه مشكلتهم .. والجميع يتنافس .. وكأن حزباً ما يقول : ( لاتسمحوا لهذا القانون .. لكي لانخسر نحن في مقابل التيار الصدري ) وهل هذه مشكلتنا ؟
* وإذا كان الخوف من فوز التيار في مقابل بقية أبناء المجتمع المستقلين .. فهذا السؤال يجب أن يطرح على بقية المجتمع ( أنا وأنت ) .. لماذا لاننظم أنفسنا من الآن ونحدد الشخصيات التي سنجتمع عليها ؟ والمستقلون أضعاف التيار الصدري ؟
بالتالي يجب أن يتقبل الجميع نتائج الديمواقراطية مادام كل شيئ يسير بحرية تامة .. و ( كلمن ياخذها بذراعه ) وسنة الله في الحياة أن ( من جد وجد ) ويقول أمير المؤمنين عليه السلام ( آفة النجح الكسل ) .
٣) التخويف بأن هذا القانون يخدم الكرد .. وهذا أيضاً غير صحيح .. ومن يعرف تفاصيل الداخل الكردي يدرك جيداً أنها مشابهة لظروف الداخل العربي .. والجهة الوحيدة التي تطرح هذه المخاوف هي المكون العربي في كركوك .. ليس بسبب قوة الكرد .. بل بسبب ضعف العرب عن الإتفاق على شخصيات محددة .
وما يقال أن دوائر الأقضية تخدم الكرد لكثرة الأقضية المستحدثة مؤخراً أيضاً غريب .. فالتمثيل العددي لازال معمولاً به دستورياً فلماذا الخوف ؟ .
٤) التخويف من صعود خليط غير متجانس الى البرلمان مما يسبب فوضى سياسية وتأخر في تشكيل الحكومة .
وهذا مما يثير الاستغراب .. فهل صعود خليط متجانس من السراق للمال العام .. وبقاؤه يهدد العملية السياسية برمتها .. أفضل من صعود خليط غير متجانس يريد أن يأخذ تجربته .. ويشعر الشعب أنه مارس حقه عن قناعة ؟
أليست هذه إهانة خفيه للنخب المثقفة والعشائر والروابط الدينية والإجتماعية التي تلملم شملنا ؟ وكأنها جميعاً ستختفي بزوال الأحزاب .. ونبقى في حالة شتات الى أبد الآبدين ؟
أي منطق هذا ؟!
وأعجب ممن يرى مشكلة ( عدم الانسجام ) ولا يرى مشكلة الانفجار الوشيك والتدمير التام للبلد .. إذا بقيت هذه الطبقة جاثمة على صدور العراقيين .

٥) وتخويف خامس حول نسبة التمثيل النسوي .. وهذه المشكلة تحتاج الى معالجة وليس إيقاف قانون .. ولها مخارج قانونية يعرفها المختصون كدمج نسبة قضائين أو أكثر .. أو تقسيم عدد مقاعد الدائرة الواحدة على أربعة .. أو غيرها من الحلول .
وأرى أن المرجعية كما حسمت المراحل السابقة بالاستناد الى رؤية قانونية وسياسية واضحة .. ستفعل المثل في هذا الموضوع .. ومن دون الدخول في التفاصيل .. وسنفهم عاجلاً أم آجلاً .. هل سننتقل الى الجولة القادمة .. أم سنبقى في خضم هذه الجولة لفترة إضافية ..
تصوري أن ذلك يعتمد على مدى قدرتنا على الضغط.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ايليا امامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/17



كتابة تعليق لموضوع : #الجولة_الرابعة : ( بين القانون القديم والجديد )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net