صفحة الكاتب : جواد كاظم الخالصي

احمد المهنا دافع عن وطن لا يملك فيه مأوى فاستشهد
جواد كاظم الخالصي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

خاض جميع المعارك وكل المحن التي عاشها مع اخوته خلال المواجهات الدامية ضد تنظيم داعش الإرهابي في معارك التحرير من هذا التنظيم المتطرّف وكان الوسيلة التي تنقل لنا الصورة بواقعيتها من عين عدسته ليستمر مداد الشرفاء اصحاب الكلمة الحقّة والاعلام الحقيقي كي نفهم ما دار في معارك الشرف والكرامة ضد الارهاب الداعشي آنذاك وهم ينقلون للعالم اروع المآثر التي حملها ابناء العراق الذين جادوا بالدماء والارواح.

كانت الحقيقة هي هدفه الاساس والشاخصة امام عينه وعدسة كاميرته التي أرعبت الدواعش بسبب نقل تلك الحقيقة التي تُظهربشكل واضح مدى قذارة افعال هذا التنظيم الاجرامي .

في هذه الحلقة الشهيد المصور احمد المهنا هو احد الأبطال الذين ينتمون الى الاعلام الحربي التابع لهيئة الحشد الشعبي برجالاته التي سطرت الملاحم البطولية لتبهر العالم على امتداد الجغرافية حيث لم يكن احد ليصدق ان هناك قوة قادرة على دحر اعتى تنظيم ارهابي عالمي ليتحمل العراق وزر تلك المواجهة نيابة عن دول العالم اجمع.

كان الشهيد المهنا بعمره اليافع مضحيا بأعز ما يملك يضع روحه على اكفه من اجل العراق والعراقيين تنقّل بين المدن والقصبات مهرولا مع المقاتلين وعلى أصوات الرصاص من شارع الى شارع ومن حي الى حي اخر والموت يتراقص امام عينية قاب قوسين وهو ذلك الشاب اليافع الملئ بحيوية الحياة والعيش في سعادتها لكنه وضع كل ذلك خلف ظهره، وعينيه تلاحق الأفق باحثا عن تحرير وطن كبير في داخله رغم انه وعائلته والده ووالدته وإخوته لا يملكون بيتا في هذا الوطن ، هل رأيت إنسانا يدافع مستميتا عن وطنه وبينه وبين الموت لحظات وهو لا يملك شبرا لسكنه وسكن عائلته اليست هذه معادلة مغلوطة في قياسات الوطن وترابه والانتماء وفي شعار الوطنية التي يتبجح بها الكثير من مدعيها ...

شاب بكل هذه الحيوية والحياة ينتقل من معركة الى اخرى في لهوات الحرب وعلى امتداد السنين الماضية من اجل ان يصنع الامان لشعبه والبسمة على شفاههم دون ان يفكر في شيء من حطام الدنيا سوى وصيته العميقة في معناها وهو يقول تمسكوا بآية الله السيد السيستاني وهي تعبر عن نظرة ثاقبة ان من يحفظ موازين السلم الأهلي ووحدة العراق هو هذا الرجل العابد لله بروح الاولياء، لم يطلب في نص تسجيل الوصية ان امنحوا اهلي بيتا او مأوى وانما التفت الى الأهم لكي يحافظ على حياة الشعب العراقي بمحبته لبلده ..

كل هذا الحب الذي يحمله في داخله لنا كشعب عراقي لكن البعض لم ينصفه عندما وقف مع المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير لينقل بالصورة تلك المعاناة فطعنوه في ظهره ليقتلوه بعدان عجزت كل ترسانة داعش عن قتله فسقط مغدورا به وهو في ربيع عمره..

  • اكتب هذا اقال انحيازا له باعتباره استشهد في ساحة التحرير دونما غيره الذين استشهدوا هناك ولكن لانني اكتب في سلسلة مقالات عن اراسلين الحربيين وهو ضمن هؤلاء اراسلين، والسبب الاخر هو فقدان التوازن في معادلة أن هناك من يدافع عن وطن لا يملك فيه مأوى .

رحمك الله وألهمك ذويك الصبر والسلوان وشكرا لمرجعيتنا الرشيدة على أبويتها للعراق على التفاتتها لعائلة الشهيد احمد ومنحهم داراً سكنية لتكون مأوىً لهم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


جواد كاظم الخالصي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/13



كتابة تعليق لموضوع : احمد المهنا دافع عن وطن لا يملك فيه مأوى فاستشهد
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net