صفحة الكاتب : حيدر الحد راوي

تعليق الجسد البشري
حيدر الحد راوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ظاهرة التعليق البشري ليست جديدة ، كانت على شكل صلب ، الا انها تطورت بمرور الزمن ، لتحرر الجسد الانساني من مسامير الصلب وتعليقه في الهواء بحبال كانت اكثر تطورا ، وأكثر نكاية ، حيث يستطيع جميع الأعداء رؤيته فيسروا لذلك ويفرحوا ، كما يمكن لذوي صاحب الجسد المعلق ان يروه بأم أعينهم ، ما يزيد الألم والحسرة والاعتصار في قلوبهم ، فلا يمكنهم إنقاذه لضعفهم أو لقلة عددهم أو خشية أن يعلقوا معه أو لأي سبب كان.

وهذه الحالة بالذات ليست غريبة على العراقيين ، فقد شاهدوا سحل وتعليق الوصي عبدالاله وسحل نوري السعيد ومجازر الشيوعيين ومجازر البعثيين لتمدد الى صفحة الإرهاب ومن بعدها داعش البتراء وحتى هذه اللحظة حين ندعي الإنسانية وحفظ كرامة الأنسان حتى وان كان الامر بعيدا عن الدين .

الحشود السعيدة بتعليق الجسد تتناسى دائماً ، إن هذا المعلق في الهواء هو إنسان مثلهم لا يختلف عنهم في شيء ، وأي واحداً منهم معرض أن يكون مكانه يوماً ما !.

إن كان المندسون فعلوها ، لكانوا قد هربوا بعد قتله وسحله ، حفاظاً على سلامتهم والحؤول دون إفتضاح أمرهم ، لكن الإصرار على المزيد من النكاية ليتطور الأمر الى التعليق أمام جميع الأنظار يعد سابقة خطيرة للتظاهرات ولثقافة الإنسان العراقي.

((اكرام الميت دفنه)) لا تعليقه امام انظار العامة وسط فرحة غامرة والأنكى تدافعهم لتصويره والتقاط الصور مع الجسد المعلق ، في نفس الوقت الذي اندلعت فيه التظاهرات ضد الفساد ، متغافلين ، إن الفساد لا يناهض بالفساد ، رغم شعار السلمية الذي بات في خطر .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حيدر الحد راوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/13



كتابة تعليق لموضوع : تعليق الجسد البشري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net