صفحة الكاتب : نزار حيدر

قِراءات في الخِطابِ المَرجِعي الأَخير
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

   ١/ المرجعيَّةُ الدينيَّةُ العُليا اليَوم تراهنُ على الشَّارع كأَقوى وسيلةٍ للضَّغطِ باتِّجاهِ الإِسراع في إِنجاز الإِصلاح الحقيقي بعد أَن يئِست مِن [مَن بيدهِم السُّلطة] على حدِّ توصيفِها ولذلك أَشادت حدَّ التَّحريض، ولأَوَّل مرَّة، بأَهميَّة إِتِّساع مدى الحراك الشَّعبي عندما يشمل مُختلف الفِئات.
   إِنَّ خطابَها الأَخير أَراد أَن يُنبِّه العراقيِّين إِلى نُقطةٍ في غاية الأَهميَّة وهي أَنَّ على الجميع من دونِ استثناء أَن يساهموا في زيادةِ الضَّغط على مَن بيدهم السُّلطة ليُساهم بالتَّالي في صِناعة العِراق الجديد، سواءً كان مِن مُختلف الفِئات أَو في مُختلف المَناطق.
   أَمَّا الذين لازالوا يقفُون على التلِّ يتفرَّجون من دونِ أَن يسندُوا الحراك ولو بحرفٍ، وكذلك السلبيِّين الظُّلاميِّين الذين على عيونهِم غِشاوة المشغُولونَ بنشرِ الأَكاذيب والإِفتراءات التي تطعن بهويَّة المُحتجِّين وتحرِّض ضدَّهم لصالحِ أَحزاب السُّلطة الفاسِدة، فهؤلاء لا يساهمُوا في زيادة الضَّغط على مَن بيدهِم السُّلطة للإِسراع في إِنجازِ الإِصلاحاتِ الحقيقيَّة، وفي نفسِ الوقت لا يساهمُوا في إِتِّساع مدى الحَراك.
   إِنَّهم بكلمةٍ موجَزةٍ مصداقٌ لقولِ أَمير المُؤمنينَ (ع) الذي وصفَ فيهِ الذين اعتزلُوا القتال معهُ بقولهِ {خَذَلُوا الْحَقَّ، وَلَمْ يَنْصُرُوا الْبَاطِلَ} إِذ من الواضحِ جدّاً الآن وبعدَ [٩] خطابات للمرجعِ الأَعلى فإِنَّ إِنتفاضة الشَّعب التي يحتضنها المرجعُ الأَعلى هي الحقُّ، وأَنَّ أَحزاب السُّلطة الفاسِدة والفاشلة وميليشياتها وذيولها وأَبواقها هي الباطل.
   وصدق اللهُ العظيم الذي قالَ {فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ ۖ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ}.
   ٢/ يتساءل البعض؛ ما الذي تمَّ إِنجازهُ لحدِّ الآن بعدَ كلِّ هذهِ التَّضحيات الجِسام التي قدَّمها العراقيُّون في طريقِ تطهيرِ أَرض الرَّافدين من دنسِ أَحزاب السُّلطة الفاسدة؟!.
   الجواب؛ لقد تمَّ إِنجاز الكثير جدّاً؛
   أ/ إِنَّها عرَّت [القدِّيسين] الذين ظلُّوا يضلِّلون الرَّأي العام ويخدعُون المُغفَّلين بنزاهتهِم وتاريخهِم الجهادي وانتماءهِم لمدرسة أَهل البيت (ع) عندما كانُوا يصوِّرونهُم وهم يخوطُونَ بقِدرِ القيمةِ أَو يسيرُون مع مشَّاية الأَربعين أَو يُقيمُون سُرادِقات العزاء والمَواكب الحُسينيَّة.
   الحمدُ لله، وببركة دماء الشُّهداء وجِراحات الشَّباب لم تعُد لهذهِ الحُثالة قدسيَّةً تُذكر، فلقد عرَّتهم وفضحت أُكذوبتهُم وهم الآن مرعوبُون يختبئُون كالفِئران في جحورهِم، يخشى أَحدهُم أَو يخجل أَن يفصح عن إِنتمائهِ السِّياسي وهويَّتهِ الحزبيَّة، بعد أَن باتت عاراً وشناراً بنظر الرَّأي العام.
   ب/ ولا نظنُّ أَنَّ أَمر إِسقاطهِم وإِزاحتهِم من السُّلطة بهذهِ السُّهولة والأَمرِ الهيِّن بعد أَن جمعُوا بينَ أَيديهِم وعلى مدى [١٧] عاماً كلَّ أَسباب القوَّة والسَّطوة والنُّفوذ، وفي غفلةٍ من النَّاسِ أَو تغافُلٍ، كالسُّلطة والمال والسِّلاح والإِعلام والعِلاقات الإِقليميَّة والدَّوليَّة.
   والقاعدةُ تقولُ؛ كلَّما طالت مدَّة سكوت النَّاس عن الباطل، كُلَّما تضخَّم ثمن الفاتورة التي يجب أَن يدفعونها للتخلُّص منهُ!.
   ولذلك يلزمنا الصَّبر والمُثابرة لإِنجاز الهدف السَّامي الذي سيتحقَّق هذه المرَّة في نهايةِ المطاف بإِذن الله.
   ج/ النُّقطة الأَهم في الموضُوع، هو أَنَّ الشَّارع والمرجعيَّة الدينيَّة العُليا ملتزمونَ، لتحقيقِ الإِصلاح الحقيقي، بالدُّستور والقانُون والنِّظام، وهم يبذلونَ كلَّ ما بوسعهِم من أَجلِ حِماية الدَّولة ومؤَسَّساتها والعمليَّة السياسيَّة والديمقراطيَّة في البِلاد، وهو الأَمرُ الذي أَشار إِليهِ المرجعُ الأَعلى في أَوَّلِ خطابٍ لحظة إِنطلاق الإِحتجاجات عندما قالَ [أَنَّ المبنى هو الدُّستور والإِنتخابات الدَّوريَّة] ولذلك فإِنَّ الأَمر بحاجةٍ إِلى بعضِ الوقت لتحقيقِ عمليَّة إِزاحة أَحزاب السُّلطة الفاسِدة، ولو كان الشَّارع والمرجعيَّة لا يُبالِيان بكلِّ هذا لأَسقطوهُم عن عروشهِم بثورةٍ شعبيَّةٍ عارمةٍ لا يطُولُ أَمدها أَكثر من [٤٨] ساعة فقط لِتجدهُم يتسكَّعونَ في شوارع بُلدان المَنشأ كُلّاً حسبَ ولائهِ [طهران والرِّياض وأَنقرة وواشنطن ولندن].
   فليحذرُوا إِذن.
   ٣/ في خطابهِ الأَخير رفض المرجعُ الأَعلى أَي تدخُّل خارجي في تسميَة رئيس الحكُومة الجَديد.
   السُّؤَال؛ مَن الذي يفسح المَجال في كلِّ مرَّةٍ لمثلِ هذهِ التدخُّلات الخارجيَّة؟! الشَّعب أَم المرجعيَّة أَم مُنظَّمات المُجتمع المدني أَم من؟!.
   أَكيد هُم أَحزاب السُّلطة، فهم الجسر الوحيد الذي تعبر عليهِ والمنفذ الوحيد الذي تمرُّ منهُ التدخُّلات الخارجيَّة منذُ التَّغيير عام ٢٠٠٣ ولحدِّ الآن.
   أَحزاب السُّلطة الفاسِدة والفاشِلة هُم الضَّرع المحلُوب والظَّهر المركُوب للإِرهاب والفَساد والفَشل والتدخُّلات الخارجيَّة.
   ولذلك فإِذا أَردنا أَن نحمي البلد من كلِّ ذلك وأَكثر فيلزم إِزاحتهُم عن السُّلطة فوراً وقبلَ فواتِ الأَوان.
   ٤/ نعم هنالك أَطرافٌ عديدةٌ متربِّصةٌ بالعراق تسعى لإِستغلال الظَّرف العصيب الذي يمرُّ بهِ للإِجهازِ عليهِ، وإِنَّ أَخطر هذهِ الأَطراف هم أَحزاب السُّلطة الفاسِدة والفاشِلة فهيَ أَعظمُ خطراً وأَشدُّ المُتربِّصينَ بالعراقِ وشعبهِ الأَبي قساوةً، وهم يسعَون لاستغلالِ الظَّرف لتكريسِ سُلطتهِم ونفوذهِم ليس بالدُّستور والقانُون والإِنجاز والنَّجاحات وإِنَّما بالسِّلاح والسَّكاكين والقتل والتَّدمير والحَرق.
   إِنَّهم يعيشُون لحظة المُحتضِر الذي يرتعش قبلَ المَوت.
   ٥/ يوم الخميس الفائِت بشَّرتنا الجيُوش الإِليكترونيَّة التي تديرها أَحزاب السُّلطة الفاسِدة بأَنَّهم قضَوا على [الجُوكر الأَميركي الصُّهيوني الرَّجعي] الذي كانَ مُتوطِّناً في ساحة التَّحرير بالعاصمةِ بغداد، فاستبشر [المُغفَّلون] خيراً.
   إِذا بهم في اليوم التَّالي [الجُمعة] يأمرُون ميليشياتهِم بالنِّزُولِ إِلى ساحة التَّحرير لحصدِ أَرواح الأَبرياء وجرح أَعدادٍ غفيرةٍ منهُم!.
   إِنتبهُوا كيف يضلِّلونَ الرَّأي العام بالأَكاذيب والإِدِّعاءات الرَّخيصة، ظنّاً منهم أَنَّ بإِمكانهِم خداع النَّاس.
   فخابُوا، فلقد فضحت مليونيَّة الجُمُعة [جوكر أَحزاب السُّلطة].
   ٧ كانُون الأَوَّل ٢٠١٩
                            لِلتَّواصُل؛
‏E-mail: nazarhaidar1@hotmail. com
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/08



كتابة تعليق لموضوع : قِراءات في الخِطابِ المَرجِعي الأَخير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net