صفحة الكاتب : نزار حيدر

لِحلِّ البَرلمان...إِذا
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

    ١/ الشَّارع يعتبر أَنَّ إِستقالة الحكومة جاءت كنتيجةٍ وثمرةٍ طبيعيَّةٍ أَوَّليَّةٍ ملموسةٍ للتَّضحياتِ التي شهِدتها الإِحتجاجات على مدى الشَّهرين الماضِيَين.
   وهي أَوَّل خُطوة عمليَّة لتحقيقِ الإِصلاح الحقيقي الذي ينتظرهُ العراقيُّون ومعهُم المرجع الأَعلى الذي رسمَ خارطة طريقٍ واضحة لا لبس فيها على مدى [٨] خطابات أُسبوعيَّة.
   ٢/ وبرأيي فإِنَّ مجلس النوَّاب سيعتبر نفسهُ الكُتلة الأَكبر ويتَّفِق فوراً على مُرشَّحٍ جديدٍ لرِئاسة الحكومة للفترةِ الإِنتقاليَّةِ القادمة، على أَن يكونَ مُستقِلاًّ ومِهنيّاً يلزم أَن تدعهُ الكُتل النيابيَّة وزُعماء الأَحزاب يختار وزراءهُ بعيداً عن المُحاصصة ليتمكَّن من أَداء الدَّور المطلُوب ويتحمَّل مسؤُوليَّاته الدستوريَّة بشَكلٍ أَفضل بعيداً عن ضغط الكُتل وإِبتزاز زُعماء الأَحزاب.
   ٣/ الحكومة الجديدة ستعمل مع مجلس النوَّاب على تشريع قانون الإِنتخابات المُعدَّل والذي يجب أَن يتضمَّن تعديلَين أَساسيَّين هُما؛
   أ/ يُعدُّ فائزاً في دائرتهِ الإِنتخابيَّة مَن يحوزُ على أَغلبيَّة الأَصوات [صوتٌ واحدٌ لمواطنٍ واحدٍ].
   ب/ تقسيم العراق إِلى عددٍ من الدَّوائر الإِنتخابيَّة يُساوي عدد مقاعد مجلس النوَّاب [نائبٌ واحدٌ لكلِّ دائرةٍ إِنتخابيَّةٍ].
   كذلك تشريع قانون المفوضيَّة المُعدَّل وتسمية أَعضاءها من القُضاة على أَن يكونُوا مهنيِّين مشهودٌ لهم بالنَّجاحات المِهنيَّة ومُستقلِّين ونزيهين وشُجعاناً لتكونَ المُفوضيَّة كما وردَ إِسمها في الدُّستور، مُستقلَّة وغَير حزبيَّة أَو كُتلويَّة.
   وأَخيراً؛ يتمُّ الإِتِّفاق على موعدٍ لإِجراء الإِنتخابات النيابيَّة المُبكِّرة على أَن لا يتجاوز موعدها عن [٤] أَشهر كحَدٍّ أَقصى.
   [أَمَّا إِذا ظلَّت [العِصابة الحاكِمة] وأَقصد بها زُعماء الكُتل والأَحزاب على وجهِ التَّحديد، تُسوِّف وتُماطل وترفض الإِعلان عن موعدٍ مُحدَّدٍ لإِجراء الإِنتخابات النيابيَّة المُبكِّرة، الأَمر الذي يعني تشبُّثهم بالسُّلطة ووقوفهُم حجر عثرة بوجهِ خيارات العراقيِّين في التَّغيير والإِصلاح، فستتَّجه الإِحتجاجات إِلى المُطالبة بحلِّ مجلس النوَّاب ضمن المادَّة [٦٤] من الدُّستور، فورَ المُصادقةِ على قانونَي الإِنتخابات والمُفوضيَّة المُعدَّلَين في إِطار التَّعديلات أَعلاه].
    بهذهِ الخُطوات الدستوريَّة والقانونيَّة سيُمارس المُواطن حقَّهُ الدُّستوري والقانوني في التَّغيير وإِصلاح العمليَّة السياسيَّة وكذلك سيُساهم بشَكلٍ مُباشر في بناءِ الدَّولة على أُسُسٍ سليمةٍ وصحيحةٍ.
   كما سيتمكَّن الشَّعب، ومِن خلال البرلمان الجديد، من إِجراء التَّعديلات الدستوريَّة الضروريَّة متى ما رأَى ذلكَ أَمراً مُهمّاً يُساهم في تصحيحِ المَسارات الخاطِئة في الدَّولة والنِّظام الديمقراطي.
   قد يتساءل سائلٌ؛ وهل تمتلك الكُتل السياسيَّة وزعامات الأَحزاب الإِرادة الوطنيَّة الحرَّة لإِنجازِ كلِّ ذلك؟!.
   الجواب؛ لقد فرضَ عليهم الشَّارع والدِّماء الغزيرة والتَّضحيات الكبيرة للمُحتجِّين والظُّروف الخطيرة التي تمرُّ بها البلاد، وكذلك الخطاب المرجعي المُتصاعد، إِرادات جديدة فهُم اليَوم إِنَّما ينفِّذُون ما يريدهُ الشَّعب من باب [مُكرَهٌ أَخاكَ لا بطلُ] بغضِّ النَّظر عمَّا إِذا كانُوا يمتلكُون إِرادة التَّغيير والإِصلاح أَم لا؟!.
   ولا أُخفيكَ فإِنَّ المرجعيَّة الدينيَّة العُليا سعت من خلالِ التدرُّجيَّةِ بخطاباتِها الأُسبوعيَّة الأَخيرة إِلى أَن تحفظ كرامة الكُتل السياسيَّة وزعاماتها، فلم تشأ أَن تتكلَّم بشَكلٍ مُباشر، على اعتبار أَنَّ [اللَّبيبَ مِن الإِشارةِ يفهمُ] ولكن يبدُو أَنَّهم ليسُوا كذلكَ ولا يتَّصفُوا بهذهِ الصِّفة فجاء الخطابُ المرجعي أَمس قاصِماً ليضعَ حدّاً لمُحاولاتهِم بالتَّسويفِ والمُماطلةِ.
   *بتصرُّف، مُشاركتي في التَّقرير الصَّحفي الذي أَعدَّهُ وحرَّرهُ الزَّميل عدنان أَبو زَيد لصحيفةِ [المُونيتُور] الإِليكترونيَّة وباللُّغَتَينِ العربيَّة والإِنجليزيَّة.
  


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/12/04



كتابة تعليق لموضوع : لِحلِّ البَرلمان...إِذا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net