صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

إحتجاجات تشبه بالجهاد الكفائي
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

" إنّ الحكومة إنما تستمد شرعيتها ـ في غير النظم الاستبدادية وما ماثلهاـ من الشعب، وليس هناك من يمنحها الشرعية غيره، وتتمثل إرادة الشعب, في نتيجة الاقتراع السري العام, إذا أُجري بصورة عادلة ونزيهة" ما ورد من مكتب المرجعية العليا, في خطبة الجمعة ليوم 15/11/2019, كربلاء المقدسة.

كانت ولا زالت خطب الجمعة, منذ إقامتها بعد سقوط الصنم, المنار الذي يهتدي به العراقيين, كونها تمثل رأي المرجعية العليا, بزعامة السيد علي السيستاني, تلك الخطب التي حوت بثناياها, وصايا بالغة الأهمية للحفاظ, على وحدة العراق بكل مكوناته, نابذة كل فِكرٍ يحض على الفرقة, الكراهية بين أبناء العراق, وكانت وصاياها للساسة, عبر كل خطبها الخاصة للحكومات المتوالية, أن تقوم بواجبها, نحو الشعب المظلوم, محذرة من غضب الجماهير, موجهة المواطن العراقي, قبيل كل دورة انتخابية, لعدم انتخاب المجرب الفاشل والفاسد.

بادرت المرجعية العليا, منذ أول انطلاقة للتظاهرات الشبابية, بتوجيه النصح للمتظاهرين, الالتزام بالسلمية وعدم التجاوز, على الأملاك العامة والخاصة, والحذر من المندسين, الذين قد يحاولون, حرف مسار هذه التظاهرات, كما وجهت الحكومة, بعدم التصدي للمطالبين السلميين بحقوقهم, باستعمال القوة المفرطة, والحفاظ على دماء الشباب المنتفض, وأكدت على محاسبة من يقوم, بعمليات القتل للمتظاهرين, ما يؤكد دعمها للمطالب الشعبية, بعد أن بلغ السيل الزَبى, وحصول الزلزال البشري, بأغلب محافظات العراق.

جاء في سياق آخر خطبة, ليوم 15/11/2018 ما نصه" ): إنه بالرغم من مضي مدة غير قصيرة على بدء الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإصلاح، والدماء الزكية التي سالت من مئات الشهداء وآلاف الجرحى والمصابين في هذا الطريق المشرِّف، إلا انه لم يتحقق الى اليوم على أرض الواقع من مطالب المحتجين ما يستحق الاهتمام به." لقد استعملت المرجعية ببيانها وصف شهداء, على ضحايا التظاهرات, كما استعملتها في الجهاد الكفائي ضد داعش.  

، ولا سيما في مجال ملاحقة كبار الفاسدين واسترجاع الاموال المنهوبة منهم والغاء الامتيازات المجحفة الممنوحة لفئات معينة على حساب سائر الشعب والابتعاد عن المحاصصة والمحسوبيات في تولي الدرجات الخاصة ونحوها، وهذا مما يثير الشكوك في مدى قدرة أو جدية القوى السياسية الحاكمة في تنفيذ مطالب المتظاهرين حتى في حدودها الدنيا، وهو ليس في صالح بناء الثقة بتحقق شيء من الاصلاح الحقيقي على أيديهم.

لم تقف المرجعية عند ذلك, فقد لمست عدم تحقيق, ما طالبت به سابقاً, ووعدت الحكومة بتنفيذه, لتخلف وعودها كالعادة, لتؤكد على ما يلي" إن المواطنين لم يخرجوا الى المظاهرات, ألمطالبةِ بالإصلاح بهذه الصورة غير المسبوقة ولم يستمروا عليها طوال هذه المدة بكل ما تطلّب ذلك من ثمن فادح وتضحيات جسيمة، إلاّ لأنهم لم يجدوا غيرها طريقاً للخلاص من الفساد المتفاقم يوماً بعد يوم."

رفضت المرجعية التدخلات الخارجية بقولها" إنّ معركة الإصلاح, التي يخوضها الشعب العراقي الكريم, إنما هي معركة وطنية تخصه وحده، والعراقيون هم من يتحملون اعباءها الثقيلة، ولا يجوز السماح بأن يتدخل فيها, أي طرف خارجي بأي اتجاه، مع أنّ التدخلات الخارجية المتقابلة, تنذر بمخاطر كبيرة، بتحويل البلد الى ساحة للصراع, وتصفية الحسابات بين قوى دولية واقليمية, يكون الخاسر الاكبر فيها هو الشعب."

وضوحٌ لما يجري على أرض العراق' تبين الفقرة الأخيرة, من بيان المرجعية العليا, رفضها للتدخلات الخارجية, وعدم السماح للانجرار, خلف من يرد حرف مسار المطالب, واستغلال الإحتجاجات لهذا الطرف أو ذاك, فهل فهمت الأطراف المعنية ذلك؟ وهل يعي المتظاهرون الحقيقيون, ما يخطط له أرباب المصالح؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/21



كتابة تعليق لموضوع : إحتجاجات تشبه بالجهاد الكفائي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net