صفحة الكاتب : خالد الناهي

عندا نصبح سلما.. لأمجادهم
خالد الناهي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أخرج سكينا وقطع ما تبقى من جسدي الممزق، و اروي ضمأك من شرايني، وأجمع اجسادنا الممزقة بعضها فوق بعض، لعلك تستطيع ان تصل الى مبتغاك.. فأنت لا تختلف عمن سبقك، فالغاية نفسها وان اختلفت طريقة الذبح..أليس كذلك؟!

لم نعد نهتم، فالاجساد الميتة لا تشعر بالألم، و لا تهتم كثيرا بمن يقطع اوصالها بعد موتها.. فهي لن تميزه أصلا..
على ما يبدوا ان قاتلنا لم تعد تكفيه اجسادنا التي كانت سلما لوصوله لمبتغاه، فهو يريد الصعود أكثر..وأكثر!

لذلك يجب ان يجد له سلما اغلى واخف وزنا من الجسد!

ولأنه سبع ضاري.. فقد وجد ضالته، وجاري العمل على صناعة سلم المجد الجديد.. لكن هذه المرة عن طريق قتل الروح فينا، ليصنع من ارواحنا الميتة سلما اخر أعلى من السابق.. ليصل به الى حيث يريد ويشبع طموحاته..وهل يشبع مثل هؤلاء؟!

احباط ويأس وفقدان للأمل، هذا ما نسمعه من شبابنا، فمن المسؤول عن ذلك؟
الهروب الى الألعاب الألكترونية التافهة، وقضاء ساعات طويلة فيها، لماذا؟
كلما اقترب الطالب من اكمال دراسته ونيل شهادته الجامعية، دب الخوف الى قلبه من مجهول قادم.. فاين الحلول؟
كلما طلب الأب من ابنه الأهتمام بدراسته، يحرجه الأبن بسؤال، لا يملك اجابته.. وماذا افعل بهذه الشهادة؟!
لماذا أصبح غالب سياسيينا, لا يستطيعون المشي بين الناس في الشارع؟!
لماذا الأهل قلقون على ابناءهم، حتى بعد أن يكبروا؟
لماذا أصبح الانتحار بطولة ؟
لماذا اصبحت مقدساتنا مباحة للتجريح والتطاول؟
اين قضيتنا..وما هي أصلا, هل نعرفها؟!
عشرات الاسئلة بل والمئات.. وجميعها لا يوجد من يجيب عنها، وان اجاب احدهم، لا يسمي الاشياء باسمائها، ويكتفي بالأشارة الى مجهولين، أو يزيف الحقائق ويقلبها..فينطبق عليه قول المثل "صمت دهرا ونطق كفرا" لأنه بكلامه هذا زاد العتمة ظلاما.

لمصلحة من لا توجد اجابات؟

الجواب، قطعا للفاسدين.. فمن هم الفاسدون؟ هل نعرفهم؟ هل يعيشون بيننا أم من كوكب اخر؟!
الجواب بسيط, نعم هم من بيننا "كلهم حرامية".. كلهم !!.. من هم هؤلاء "كلهم"..ألا نعرفهم!

الجواب: السياسون!
اذا كان جميع السياسين سراق، فمن انتخبهم؟!

الجواب: المقصود "بكلهم" جميع السياسين الا من أحبهم!

لكن.. من تحب ثبت انه سرق وابتز واحتال!

الجواب: لا يمكن ذلك فان كل ذلك اتهام باطل, والهدف منه التسقيط..فأنا اعرف ان صاحبي مسدد من الرب..و مقدس!

صاحبك مقدس!
هل تعرفه عن قرب؟ هل التقيت به؟ هل هو يعرفك؟ هل يشعر بمعاناتك؟ هل يدافع عن قضاياك؟ هل انت شخص مهم بالنسبة اليه؟
هل واساك في مصيبة او شاركك افراحك.. ولو مجاملة وكذبا؟

هل زار قريتك النائية ؟ هل شعر يوما بأن فقرات ظهره، تكاد تخرج من مكانها، من الحفر الموجودة في الطريق؟
هل زار مدرسة اطفالك ليشاهد زجاج الشبابيك المهشم؟

هل سأل عن مدخولك الشهري؟ وهل يعرف كيف وماذا تأكل..إن كنت تأكل أصلا؟!

قطعا لم يفعل اي من تلك الاشياء، لأنه لا يراك كأنسان،انما يراك وسيلة لغاية في نفسه.. نعم انت سلم للوصول الى مجده الشخصي فقط!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد الناهي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/19



كتابة تعليق لموضوع : عندا نصبح سلما.. لأمجادهم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net