صفحة الكاتب : شيروان كامل الوائلي

الرسول الاعظم والقيادة المعاصرة للعالم اليوم
شيروان كامل الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ونحن في اجواء ذكرى ولادة التقي الصادق الورع .. نبي الامة وقائد الغر الميامين .. قائد امة لا اله الا الله بالامس .. وقائدها اليوم وقائدها في المستقبل ..
ولا يسعنا الا ان نقول ..نحمد الله على الاسلام والايمان وعلى ابي القاسم محمد صلى الله عليه واله وصحبه وسلم في الاولين والاخرين ..
**
هو كما قالت زوجته السيدة خديجة ام المؤمنين اذ قالت ..
(والله إِنك لتصِل الرحم وتحمل الكَل وتكسب المعدوم وَتَقري الضيف وتعين على نوائب الحق )
ولا شك ان الرسول العظيم  كان نموذجا للرجل (النموذج ) ليقتدي به في خلقه كل الناس هذا الخلق الذي جعل قريش تغتبط حين اختلفت القبائل عند اعادة بناء الكعبة ايهم يضع الحجر الاسود ..ولا شك ان فرحتهم بكونه هو الذي سيحكم بينهم يعكس امرا لازما وان لم تذكره كتب التاريخ والسيره وهي ان محمد (ص) كانت له سوابق قضائية في الفصل في النزاعات لاقت اعجاب واستحسان الجميع ..وهذا هو ما يفسر سر سعادتهم حين كان هو المحكم في النزاع ايهم يضع الحجر الاسود ,وطريقة حله للنزاع المعروفة تشهد بأن هذا الرجل كان حكيما بالفطرة
 فقبل البعثة كان رجل التجارة الناجح وكان الزوج الناجح , والمحكم القضائي الناجح , والرجل البار الذي يعين ويساعد الناس في حوائجهم ..كل هذه صفات تجعله مؤهل كنموذج عام ناجح في كل المجالات.. وهذا ما حصل فعلا ..واصدق مثال على نبل ورقي اخلاقه هو خطاب الباري  عز وجل له ( وإنك لعلى خلق عظيم )
**
كان لرسول الله علامات كثيرة تنبئ بصفاته القيادية ..والمثال الاول الذي ندرجه هنا ..ماحدث عند الهجرة ..
فامره بهجرة المستضعفين من اتباعة خارج مكة ..ولم يتركهم يتيهون في الارض بل ارسلهم الى ارض الحبشة , بينما اليمن كانت اقرب ..ولكن القائد الحكيم اختار للمستضعفين المكان الذي يأمن هو فيه على اتباعه من التعرض للظلم
فالاقوياء في وجه قريش يملكون منعتهم وقوتهم .. اما المستضعفين .. فكانوا بحاجة الى رحمة الله –التي نحتاج اليها جميعا ولا نستطيع ان نكون بدونها- وكانوا ايضا بحاجة الى تكتيك لوجستي يؤمنهم جغرافيا ..
وهذا دليل على اهتمامه صلى الله عليه واله وسلم بالسياسة الدولية وتتبعه اخبارها حتى علم يقينا ان النجاشي ملك لا يظلم عنده احد
ومثالنا الاخر نورده من الثبات الذي اظهره امام الحصار الاقتصادي حين حوصر وقوطع في شعب ابي طالب بمكه
بينما كان يمكنه ان يقدم نموذجا لينا للقيادة  لو وافق على طلباتهم

فالقائد الاستراتيجي يمكن ان يضع خطط تكتيكية ولكنه لا يضعها على حساب المباديء ولا على حساب الخط الاستراتيجي الذي يفضي اليها رسولنا الكريم ليس قائدا مكيافيليا, الغاية عنده تبرر الوسيلة .. والا لداهن ولقبل عروض الكفار ولربما اصبح ملكا للعرب .. الا ان ذلك كله لم يكن القضية .. القضية كانت وستبقى تبنى على المباديء وعلى اساس التوحيد المطلق للباري عز وجل ..
ولعل الوجه السياسي الابرز في هذا الثبات عند هذا القائد العظيم هو قدرته على المواجهة والتحدي ..ولا شك ان هذا من اعمال القيادة واهم صفاتها
**
الرسول والقيادة العسكرية ورئاسة الدولة
جمع الرسول العظيم صفات عدة في الوقت ذاته منها صفة النبوة التي بها يدعو الناس الى عبادة الله الواحد وما تتطلبه هذه الصفة من اللين والرحمة في دعوة الناس والصبر عليهم ...وبين صفة الزعيم السياسي المصلح الذي ينادي بمبادئ ونبذ اسس القبلية والطائفية التي تفرق ولا تجمع ورئيس الدولة الذي يقوم بالمعاهدات وتنفيذ القوانين والقائد العسكري الماهر الذي يقود الحروب بنفسه وعلى صهوة جواده وفي قلب الهجوم
فقد عمل الرسول الاعظم في بداية انشاء الدولة على تأسيس روابط الوحدة اللازمة لشعب ينقسم الى قسمين هم المهاجرون والانصار.والانصار بدورهم ينقسمون الى اوس وخزرج بينهما خلافات قديمة ومستمرة .. فلغى روابط القبلية العنصرية التى تعيق ذوبان افراد الشعب ببعضهم واسس رابطة وحدوية جديدة تقوم على وحدة الدين وآخى بين المهاجرين والانصار لضمان تفعيل روابط الوحدة وتحقيق الذوبان الحقيقي بين افراد الشعب وقام ببناء مسجد واحد يجتمعون فيه جميعا ونهى عن مسجد الضرار وبناء المساجد على اسس قبلية وعنصرية
ثم التفت بعدها نحو تأمين حدود الدولة ...وهذا ما فعله حين اقام المعاهدات مع اليهود الذين كانوا ينتشرون على اطراف يثرب او المدينة المنورة..مقر دولة محمد الجديدة حيث اقام معاهدة اتفاق الدفاع المشترك وعليهم الالتزام بها طالما انهم يعيشون في نفس الرقعة الجغرافية.
في عصرنا الحديث فان مثل هذا الاتفاق ما هو الا حلف عسكري استراتيجي  وبالتالي فقد  قام الرسول الكريم بتوفير اسباب القوة للمنطقة التي توجد فيها دولته وهو عمل تقوم به الدول المعاصرة ..
اما في مجال ما نسميه اليوم بالتعويضات الدولية -فإذا كانت القوانين الدولية تجيز للاجئين الذين تم تهجيرهم من اوطانهم حق طلب التعويض المادي فإن محمد ( ص) قد استخدم هذا الحق القانوني الحديث حين اراد من دولة الكفر في مكة تعويض اللاجئين المهاجرين عن اموالهم وبيوتهم التي تركوها في مكة
ونظرا لعدم وجود منظمة دولية كالامم المتحدة ومجلس الامن  انذاك ليستخدموا القوة طبقا للفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة لفرض احترام القوانين الدولية على الدول التي تنتهكها ..قام صلوات الله عليه واله اجمعين بنفسه بالسعي في تعويض شعبه من اللاجئين عن اموالهم عن طريق التربص بقوافل قريش فقط
**
قائد عسكري من الطراز الاول
قام الرسول الاعظم بتاسيس قوة عسكرية رادعة وعمل على بناء جيش قوي .. وهي خطوة تقوم بها كل الدول المؤسسة حديثا
وكانت المعطيات التي تم تاسيس هذا للجيش عليها هو الخروج لملاقاة عدوه دائما خارج حدود دولته
اي انه لا يجلب المعركة لما داخل دولته ومحارمه ومحارم المسلمين بل ينقلها الى المكان الاخر .. .... فكان محمد ( ص) اذا سمع بأن قبيلة ما تستعد لمهاجمته فإنه على الفور تراه جهز جيشا واعد خطته الاستراتيجية وفي هذا اشارة الى انه كان يمتلك جهاز استخبارات يقظ لذلك لم تأخذ المدينة ابدا في غفلة ويخرج لملاقاة عدوة ويجبر اعدائه على لقاءه في المكان الذي يختاره هو فيضمن ذلك له الانتصار..
وكان الى جانب كل هذه الحنكة العسكرية سياسيا مفاوضا من الطراز الاول .. وكيف لا وهو حبيب خالق الكون كله ..
فقد استطاع الرسول الاعظم ان يكسب كمفاوض في صلح الحديبية هدنة عشر سنوات وهي بالنسبة له فترة كافية جدا تضمن الاستقرار مما مكنه فعلا من نشر دعوته بشكل عالمي اوسع وهو مـأمن على الجبهة الداخلية
وبالفعل بدأ بعدها في مراسلة الملوك ودعوتهم للاسلام حتى اخضع معظم شبة الجزيرة العربية من عمان والبحرين شرقا الى البحرالاحمر غربا ومن اليمن جنوبا حتى شمال المدينة باستثناء مكة وهوازن وثقيف وبعض البطون الصغيرة
**
هو الحبيب وهو المجتبى .. هو الذي قال فيه الله عز وجل .. وانك لعلى خلق عظيم .. وهو رسول العظمة للعالمين ..
استطاع محمد بن عبدالله صلى الله عليه واله وسلم , ان يحطم كل خرافات الجاهلية ويكشف زيف من صنعوا الاصنام وعبدوها , متحديا كل النظم السياسية والاجتماعية التي كانت تتحكم بالناس انذاك , ووقف بوجه تجار الدين والدنيا , من المدججين بالمال والسلاح , وانتصر عليهم ...

ولعل اهم عامل للانتصار هذا كان اخلاق الرسول الاعظم .
تلك التي أهلته ان يكون حاملا وامينا على الرسالة ومختارا من قبل الله ان يبلغها للناس, ساهمت في كسب الناس للاسلام وتعلقهم به ودفاعهم عنه
ماذا نتعلم من اخلاق محمد ؟
واي دروس يجب ان نستلخصها من شخصيته العظيمة ؟
(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً)
علينا ان نتحرك في كل مفاصل الحياة حاملين محمد (ص) اسوة حسنه .. عندها .. نكون على درب يفضي الى الفلاح .. عندها سيبنى العراق


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شيروان كامل الوائلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/07



كتابة تعليق لموضوع : الرسول الاعظم والقيادة المعاصرة للعالم اليوم
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net