صفحة الكاتب : زعيم الخيرالله

النَصْبُ لَيسَ تَدَيُناً
زعيم الخيرالله

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 النصب : هو البغض والعداء ، وهو لَيْسَ بُغضاً عادِيّاً ، بل هو ابرازُ هذا البغضِ واعلانِهِ والمجاهرةِ به . وفي الاصطلاح : هو اعلان هذا البغضِ لاميرِالمؤمنينَ عليه السلام ولاهل البيت (ع) . بل هو اكثر من ذلك ، هو تَدَيُّنٌ ببغضِ امير المؤمنينَ عليه السلام ، اي ان البغضَ صار ديناً يدينونَ الله بهِ عند النواصب.
والمصداقُ الابرزُ لهذا التدين بالبغض : (الخوارج) الذين تدينوا ببغض عليِ عليه السلام ، وكفروا علياً ، وقتلوا عبدالله بن الخباب بن الارت ، وهو صحابيٌّ ، وبقروا بطنَ زوجه الحامل لانهم كانوا يوالون علياً . حتى ان عبدالرحمن بن ملجم لمّا قتلَ علياً عليه السلام اختارَ اشرفَ الشهور (شهر رمضان) ، واشرف الليالي (ليلة القدر) ليوقع جريمته تديناً وتقرباً الى الله تعالى.
النصب هو تَدَيُّنٌ مُشّوهٌ تُرفعُ فيه راياتُ الكراهية والبغضاء . الخوارج كانوا مصداقاً لهذا التدين المُشّوَّهِ . وان كان الفقهاءُ يفرقون بين الخوارج والنواصب .
ومن مصاديق النصب ، معاوية بن ابي سفيان ، الذي لم يكتفِ بحربِ عليٍّ في صفين ، بل امر بسب عليِّ عليه السلام في كل مسجد ، وفي كل كورة ،وفي كل زاويةٍ من زوايا الارض التي حكم فيها معاوية . هذا هو التدينُ الاموي ، تدينٌ مغشوشٌ يقوم على الكراهية. حتى ان صلاة الجمعة تُبتدأُ بالسبِّ ، وتُختمُ بالسبِّ ، تديناً وتقرباً الى الله .
ويستمرُ تَدَيُّنُ الكراهية ليؤدي الى ارتكاب ابشع مجزرة عرفها التاريخ بسبط رسول الله الحسين عليه السلام واهل بيته وحرم رسول الله (ص)، وهم يعلنونها صريحةً : ( نقاتلك بغضاً لابيك ) .
والمتوكل العباسيُّ حمل تدين النصب والكراهية ضد علي عليه السلام ، وحرث قبر الحسين عليه السلام وهدمه واجرى الماء عليه .
بعض الفقهاء لايرى حروب بعض الصحابة كطلحة والزبير نصبا ؛ لانها كانت حروبا بدوافع دنيوية وشخصية ؛ ولم يكن اصحابُها يتدينونَ ببغض عليِّ عليه السلام . نعم : موقفهم باطل ، وعلى خلاف الحق . ولكنهم ليسوا نواصبَ بالمعنى المُصطَلَح . وهذ ا ماجاء في القاموس في تعريف النواصب: (النواصبُ والناصبةُ واهلُ النصبِ المتدينون ببغض عليِّ عليه السلام ؛ لانهم نصبوا له ، اي عادوه).
القران يفرض علينا حبَّ اهل البيتِ فرضاً ، يقولُ الله تعالى :(ذَٰلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا ۚ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ). الشورى: الاية: 23 . ، وبغضُ امير المؤمنينَ علامةٌ من علاماتِ النفاق ، كما جاء في صحيح مسلم عن علي عليه السلام :(والذي فلقَ الحبَّةَ وبرأَ النسمةَ ، انه لعهدُ النبيّ الاميِّ (ص) اليَّ ان لايحبني الا مؤمن ، ولايبغضني الا منافق) . " النيسابوري، مسلم ، صحيح مسلم : ج1 ، ص 85.
الحب دين ، والمؤمنون يتدينون بحب اهل البيت (ع) .
نحنُ نَتَدينُ الى الله ، ونتقرب اليه بالحب ، يقول الامام الباقر (ع) :
( وهل الدينُ الا الحبُّ) .
ماذا جنينا من النصبِ ، ومن نواصب التاريخ الذين يلعنون علياً صباحاً ومساءً ، تديناً وتقرباً الى الله تعالى ببغضِ من امرَ الله بمودتهم ؟ ماذا جنينا غير الحروب ، وحرق البيوت ، وسفك الدماء ، والاحتراب الداخليّ .
اليوم ، المنابر الوهابية تروج لدين الكراهية والاحتراب بين المسلمين ، وتكفيرهم وازهاق ارواحهم . تدينُ الكراهية اليوم انتج لنا داعش التي تكفر جميع من يختلف معها ، نواصبُ العصر هولاء ، صحيحٌ انهم لايلعنون علياً واهل بيته علانيةً ، بل يدعون انهم يحبونهم ويوالونهم .. الا انه تدينٌ مشوه ، ينشر الكراهية ويشيع الاحتراب .
نواصب اليوم يشيعون الكراهية في صفوف المسلمين ، حتى وان ادعوا الانتماء الى اهل البيت (ع) ؛ لان رسالة اهل البيت عليهم السلام تدين الله بالحب ، ولاتدين الله بالكراهية .كل راية تنصب العداء للمسلمين ، وتنشر الكراهية في صفوفهم وتدعو للاحتراب ، وترى الكراهية تدينا يقربها الى الله ، هي رايات نصبٍ وكراهيةٍ مغشوشة .
بعض منابر الكراهية تشيع ان الشيعة يقصدون بالنواصب ، اهل السنة ، وهذا الكلام مجانب للصواب ؛ فاهل السنة يوالون اهل البيت عليهم السلام ، وانما النواصب : هم من يجهر ببغضهم وكراهيتهم .
وفي الختام ندعو المسلمين جميعاً ان يعودوا الى اسلامهم دين المحبة والرحمة والتسامح ، وندعو اتباع اهل البيت عليهم السلام ، ان يرجعوا الى تعاليم اهل البيت وتدينهم ، تدين الحب ، وينبذوا التدين الذي يرفع راية الكراهية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


زعيم الخيرالله
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/11/14



كتابة تعليق لموضوع : النَصْبُ لَيسَ تَدَيُناً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net