صفحة الكاتب : محمد حسن الساعدي

حكومة عبد المهدي في مهب الريح
محمد حسن الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بعض النواب ان عملية "رفع الثقة عن حكومة عبد المهدي " باتت في حكم المنتهية ، وسط تكهنات بان هناك ضغوطاً تمارس على الأخير لغرض تقديم استقالته على خلفية التظاهرات التي اندلعت خلال الأسبوعين الماضيين والتي راح ضحيتها 108 من الأبرياء العزل إلى جانب المئات من الجرحى بين صفوف المتظاهرين والقوى الأمنية،والتي قابلتها حملة من الاعتقالات الواسعة ضد المتظاهرين والناشطين المدنيين ، الأمر الذي سبب حالة من الإرباك السياسي وتهديدات بإسقاط حكومة عبد المهدي ، وعلى الرغم من حزمة الإصلاحات التي أطلقها عبد المهدي،إلا أن يوم 25 بات انعطافة تاريخية في حكم العراق، وتغيير معادلته السياسية القائمة ،مايجعلنا أمام العديد من الخيارات والاحتمالات الصعبة ، حيث عدها عدد من المراقبين بان تظاهرات يوم الجمعة القادم ستمثل حجر زاوية في خارطة طريق الحكم في البلاد،خصوصاً بعد التقرير الفارغ من أي محتوى في من هي الجهة التي قامت باستهداف المتظاهرين وبصورة مباشرة ، حيث كشف هذا التقرير عن مدى الاستخفاف بدماء الناس، وطريقة تعاطي الحكومة مع الشعب العراقي في تحقيق مطالبه المشروعة وتحقيق رغباته .

التظاهرات المزمع انطلاقها يوم الجمعة سيكون شعارها "إسقاط الحكومة" والدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة في البلاد، وغيرها من مطالبات سابقة تدعو إلى توفير فرص العمل للعاطلين،وتحسين الخدمات والمستوى المعاشي للفرد العراقي،كما أن المظاهرات التي شهدها العراق مؤخرا احتجاجا على سوء الخدمات وتفشي الفساد والتي غاب عنها بشكل واضح أي تمثيل للأحزاب والتيارات يعتقد الكثيرون أن الشارع العراقي لن يعود كما كان قبل هذه الأحداث.

 

خصوصا وان هذه الاحتجاجات قد أسفرت عن قتل أكثر من 108 أشخاص وإصابة أكثر من ستة آلاف آخرين، بينهم عناصر من الأمن.

أن الأسباب التي جعلت هذه المظاهرات مختلفة في نتائجها هو تميزها بأن غالبية المشاركين فيها من فئة الشباب وأنها غير مؤدلجة، وليست لها قيادة معلنة،كما أنها تركزت في المحافظات الوسطى والجنوبية ، حيث تعتبر حاضنة للأحزاب السياسية المسيطرة على الحكم منذ عام 2003،وذلك بسبب تكرار الخيبات والخذلان التي تعرض لها الشعب العراقي من الحكومات المتعاقبة على حكمه والتي أدت إلى الإحباط في الشارع العراقي ، وهو ما دفع المسؤولين للاعتقاد بعدم إمكانية حدوث احتجاجات بهذا الحجم وهذا الوعي، حيث أزال الشباب هذه النظرية وأسقطوها.

أن سعة الفجوة بين الشعب وحكوماته المتعاقبة جعلت الأمور تسير نحو الانهيار،وأمام أخطاء الحكومة فإن هذا الجيل يعتبر نفسه "فاقداً لحقوقه الحقيقية"، وهو ما تسبب بحالة الانهيار في الشارع وتحولها إلى انتفاضة شعبية ضد الحاكم، وهنا تقف الحكومة أمام جيل يمتلك ذهنية مغايرة تماما لجيل نشأ في سنوات النظام السابق، فجيل الشباب الحالي لا يعاني من الشعور بـ"المظلومية "فحسب بل سرقة خيراته وثرواته،ولعل الشعار الذي استخدمه ويستخدمه المتظاهرون "باسم الدين باكونا (سرقونا) الحرامية"، ، خير دليل على فقدان الثقة بالأحزاب السياسية والتي استخدمت الدين كغطاء لها في الحكم .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حسن الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/10/29



كتابة تعليق لموضوع : حكومة عبد المهدي في مهب الريح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net