صفحة الكاتب : د . الشيخ عماد الكاظمي

دور المرجعية الدينية في رسالة المنبر الحسيني الإصلاحية -قراءة تحليلية لتوصيات المرجعية الدينية إلى الخطباء- (4)
د . الشيخ عماد الكاظمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 - المحور الرابع: الجانب التربوي.

إنَّ الاعتناء بالجانب التربوي للفرد والأسرة من أهم الموضوعات التي أكدت عليها الشريعة المقدسة من خلال تعاليم القرآن والسنة، فالتربية لا تكون إلا بمجاهدة الإنسان المؤمن نفسه قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ﴾ وغيرها من الآيات المباركة، وروي عن : ((جَاهِدُوْا أَهْوَاءَكُمْ تَمْلِكُوْا أَنْفَسَكُمْ)).   
وتعد التربية التي يقوم بها خطيب المنبر الحسيني من أهم الأعمال التي يجب عليه إتقانها، والدعوة إليها من حيث القول والعمل، والتأكيد على التربية والأخلاق الفاضلة، فرسالة المنبر رسالة تربوية عظيمة تحقق أهداف الإسلام والأخلاق التي دعا إليها، ولأهمية ذلك كان للمرجعية تأكيد وتوصية فيها، حيث ورد في البيان: ((تَنَوُّعُ الْأُطْرُوْحَاتِ، فَإِنَّ الْمُجْتَمَعَ يَحْتَاجُ إِلَى مَوْضُوْعَاتٍ رُوْحِيَّةٍ وَتَرْبَوِيَّةٍ وَتَأْرِيْخِيَّةٍ، وَهَذَا يَقْتَضِيْ أَنْ يَكُوْنَ الْخَطِيْبُ مُتَوَافِرًا عَلَى مَجْمُوْعَةٍ مِنَ الْمَوْضُوْعَاتِ الْمُتَنَوِّعَةِ فِيْ الْحُقُوْلِ الْمُتَعَدِّدَةِ، تُغَطِّيْ بَعْضَ حَاجَةِ الْمُسْتَرْشِدِيْنَ مِنَ الْمُسْتَمِعِيْنَ وَغَيْرِهِمْ)). 
            وفي قراءة لهذا المقطع وما يتعلق بالجانب التربوي يمكن بيان ما يأتي:
1- أهمية أنْ يكون الخطيب على ﭐطلاع على مناهج التربية التي يحتاجها المجتمع، ومعرفة سبل الدعوة إليها، والأحاديث المتعددة التي تبين أهمية التربية في الإسلام، فضلاً عن سيرة المعصومين التربوية، مع مراعاة أحوالهم ومقاماتهم.

2- ضرورة مراعاة الخطيب أنْ يكون على بينة تامة بمراحل حاجات المجتمع الضرورية التي لها أثر في علاج الأمراض الروحية التي تحافظ على النفس من الانحرافات المتعددة التي لا يمكن علاجها إلى بالمواعظ التربوية، مع الاستعانة على نصوص الشريعة المقدسة.

3- محاولة الخطيب تسهيل المطالب التي يمكن من خلالها أنْ يفهم الناس ما يدعو إليه، وأنْ تكون الدعوة صادقة ليكون أثرها كبيرًا في النفس، وهذا يتوقف على مهارات الخطيب العامة وإخلاصه في الدعوة إلى صلاح النفس.   

4- تأكيد المرجعية على أنَّ المجتمع بحاجة إلى معاهدة الموضوعات التربوية، فالتربية روح حياة الفرد والمجتمع، ويجب أنْ يكون المجتمع المسلم على منزلة كبيرة من الأخلاق الفاضلة، وما في ذلك من منهج لتقويم المجتمع، والارتقاء نحو تكامله الاجتماعي.

إنَّ للمنبر رسالة عظيمة في تربية الفرد والمجتمع ويجب أنْ يعتني الخطباء بأداء هذه الرسالة التربوية وبيان أثرها في الارتقاء والتكامل الفردي والمجتمعي نحو الأخلاق الفاضلة، فقد روي في الحديث: ((أَفْضَلُكُمْ إِيْمَانًا أَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا)).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . الشيخ عماد الكاظمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/10/19



كتابة تعليق لموضوع : دور المرجعية الدينية في رسالة المنبر الحسيني الإصلاحية -قراءة تحليلية لتوصيات المرجعية الدينية إلى الخطباء- (4)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net