صفحة الكاتب : عباس العزاوي

مازال هناك مبرر للمقاومة!
عباس العزاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في اكثر من مناسبة ورد على لسان القادة السياسيين وعلى مستوى عالي في الدولة ـ من غير قادة القائمة العراقية, سيئة الصيت ـ  جملة مفادها.. " ان الامريكان خرجوا من العراق ولم يعد هناك مبرر لاحد في التفخيخ والقتل واستهداف العراقيين " ولا اعرف بالتحديد مالمقصود بهذا القول ؟ ولمن يقدم الارهابيون هذا المبرر؟ حتى فقدوا الان المسوغ الوطني والشرعي لممارساتهم!! هل المبررلأنصارهم وداعميهم في الداخل او لمموليهم واحبابهم من دول الاقليم! ام المقصود تقديمها  للشعب العراقي كي يفهم لماذا يموت يومياَ وفي سبيل منْ؟ وهل هذا يعني؟ ان قتل العراقيين كان قتل اضطراري ونتيجة التسديد الخاطئ للاهداف ضمن عملية مقاومة الاحتلال وان الشعب كان واقع بالمصادفة في طريق نيرانهم الموجهة للامريكان!! ارى ان الفكرة مستلبة اساساً لان فلول البعث والقاعدة كانوا يوجهون بنادقهم  وسياراتهم المفخخة واحزمتهم الناسفة باتجاه الشعب منذ البداية ولم يكونوا يحتاجون لتغطية عملياتهم الفاضحة والمكشوفة  بأيِّ ذريعة!! وكلنا نعرف ان الاعمال الارهابية كانت ومازالت ضد العراقيين الذين لم يشتركوا مع ايتام البعث بالثأر لابيهم المقبور واستعادة حكمهم الغابر , وقد صدر عن الكثير من قياداتهم  تصريحات تؤكد على محاربة وقتل الشيعة ـ الروافض ـ والخونة من السنة, وهم اولى بالمفخخات البعثية الفاخرة من المحتل الامريكي الغريب!!
 
خضع العراق بشكل كامل للاحتلال لمدة 8 سنوات  و8 اشهر و22 يوم ,هذا اذا استثنينا ايام الحرب منذ بدأ الهجوم اي  يوم 20.3.2003  وبعميلة حسابية بسيطة لاتحتاج الى مدرّس رياضيات! بل الى عراقي منصف يقرأ الواقع بعيون وطنية  ترى  بوضوح قبل وبعد 2003 اما العيون التي اتسعت حدقاتها وبدأت تبصر خراب الوطن واستفاقت انسانيتها بعد هذا التاريخ عليها مراجعة طبيب الامراض الطائفية والعنصرية او داء السذاجة المزمن!! وحسب آخر احصائية وردت في الاعلام حول عدد الضحايا الامريكان  تشير الى سقوط 4400 ـ 4500 جندي امريكي خلال فترة الحرب والاحتلال , وبتقسيم عدد القتلى على عدد الايام ( 3142)  يوم يصبح الناتج 1,4 يعني واحد وثلث جندي يومياَ ولو توفرت احصائية دقيقة وموثوق بها عن القتلى الامريكان في معارك الناصرية وكربلاء ومعركة المطار لكانت النسبة اقل بكثير , ناهيك عن اعداد القتلى الذين سقطوا بنيران صديقة او حوادث سير او ربما حوادث الانتحار!! لكن سنعتبر جدلاَ كل القتلى الامريكان سقطوا نتيجة المقاومة المزعومة!!
 
بمعنى ان مقاومتنا" الوطنية الشريفة " لم تحارب الامريكان واقعاً بل كانت تحارب على جبهة ثانية ويفترض ان يكون فيما لو اتفقنا جدلا على وجود مقاومة  صادقة وموجهة بشكل صحيح ضد الاحتلال, ان يكون العدد مضاعف لخمس مرات على اقل التقادير اواكثر ليكون على الاقل متناسب وحجم الاعلام العروبي والتصريحات الضارية وغير الضارية حول الضربات "الموجعة " للاحتلال من قبل الفصائل المشلحة " من الشلح " امام الامريكان والمسلحة والمفخخة  بالسي فور وال " تي ان تي " شديدي الانفجار امام ابناء الوطن!!  ولااعرف اي نوع من الاسلحة والمتفجرات استخدمها " المجاهدون " ضد جنود الاحتلال الذين كانوا يجوبون البلاد طولا وعرضاَ وامام انظار الجميع بهمراتهم ومعداتهم العسكرية لتكون خسائرهم قليلة جداً.
 
ماعرضته اعلاه من ارقام واحصائيات يعتبر معيباً ومخزياً قياساً باعداد الضحايا من  ابناء البلد  خلال هذه السنوات وعدد العبوات الناسفة وحمير الارهاب الملغمة والسيارات المفخخة المصنعة محلياً واقليمياً , وبذلك يتضح ان المقاومة كانت ضد الشعب العراقي  بامتياز وليس ضد المحتل كما يقول من ران على عينه وقلبه غشاوة من حقد اسود! او اصابه الهوس بسبب الاعلام البعثي والعروبي المركز!
 
لايكاد يمر يوم دون ان نسمع عن انخراط فصائل مسلحة او مايسمى بالمقاومة!! في العملية السياسية , وهناك المزيد في طريقهم للانخراط!! ,لانعرف من اين جاءوا ؟ واين كانوا...؟ وضد من كانوا يوجهون بنادقهم؟ وهل هم من فئة الارهابيين من " ذوي المبررات "؟ وجدوا صعوبة في الاستمرار بالعمل " الجهادي المقدس" وفضلوا تجميد نشاطاتهم مؤقتاَ, ام هم من نوع اخر لم يشتركوا في قتل العراقيين واستطاعوا المحافظة على نظافة ايديهم من التلطخ بدماء الابرياء!!... ولكن كيف لنا التوصل لمعرفة  حقيقتهم؟ , ولاننا في زمن لايثبت فيه الجرم على احد حتى مع وجود اعترافات مدعمة بالادلة والوثائق الدامغة, لاسيما اذا كان المدان من الوزن الثقيل , ولديه كرش طائفي كبير وخلفية شعبية كبيرة يستند عليها.
 
فليس من المعقول ان تكون كل هذه الفصائل باعدادها المهولة اضافة للمجاميع الاخرى التي تطلق على نفسها كذباَ "جيوش المقاومة " كانت تشترك في كل ثلاثة ايام في قتل 4 جنود امريكان فقط  فهل علينا ان نفتخر بهذه المقاومة ؟.. ولغرض القضاء على جنود الاحتلال ( 130 الف  جندي) فيما لو بقوا في العراق ستحتاج هذه الفصائل " البطلة " الى اكثر من ( 200) سنة لقتل اخر جندي هذا اذا لم تفكر الادارة الامريكية بارسال المزيد من الجنود!! مقابل ملايين العراقيين , يسقطون صرعى نتيجة اخطاء تقنية بحتة للمقاومين الاشاوس الذين يخطئون غالباً في اصابة اهدافهم!! ناهيك عن  الخراب المادي والنفسي والدمار الذي لحق بالبلاد... فاذا كانت كل هذه الفصائل  المنخرطة في العمل السياسي باعدادها الهائلة  بريئة من العمليات الاجرامية  كما تدّعي,  وتريد الان بعد ان خبأت اسلحتها ان تستثمر الفرصة لصرف الانظار عن اعمالها  وكسب المزيد من الوقت والمال !! فمن كان يقتل اذن؟ ومن كان يفجر ؟ ومن كان يهّجر ؟ ومن كان يروع الاهالي في البلاد ؟ ولايمكن لنا باي حال من الاحوال اعتبار الذين وقعوا في ايدي القوات العراقية من الارهابيين يشكلون نسبة كبيرة من العدد الفعلي وبتناسب مع الانخفاض الملحوظ في العمليات الارهابية !! اذن اين ذهب الارهابيون الاخرون الذين اشعلوا البلاد بالمفخخات لسنوات طويلة ؟ اترك الاجابة للمنخرطين..!!
في لقاء مع احد فدائيي صدام في قناة الجزيرة قبل السقوط بايام قال .." سنقاتل الامريكان ونقتل من لايقاتل الامريكان" فنسي الاولى وعمل بالثانية لانها الاسهل والاقرب لفكر البعث الفاشي.
 
4.2.2012

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس العزاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/05



كتابة تعليق لموضوع : مازال هناك مبرر للمقاومة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net