صفحة الكاتب : محمود غازي سعد الدين

إسرائيل ودروس إنسانية ..
محمود غازي سعد الدين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حري بنا دائما أن نتحدث عن الواقع المزري الذي يعيشه المواطن العربي في مجتمعاتنا أو  ألإنسان عموما لكي لا يزايد علينا أحد آخر من القوميات ألأخرى الدكتاتورية المتسلطة على رقاب مواطنيها سواء كانت في دولة أو في إقليم والتي تتحدث عن الديمقراطية وحقوق ألإنسان وهم منها براء براءة الذئب من دم يوسف .
قد يشكل البعض علي ما سأطرحه خاصة بعد صدور تقرير غولد ستون الذي تضمن تحقيقا مفصلا في ألانتهاكات التي حدثت أثناء اجتياح القوات الإسرائيلية لقطاع غزة ومسؤولية الجانبين حماس+ إسرائيل في ذلك .
ولسنا هنا بصدد الدخول في تفاصيل التقرير وحيثياته  وندور في حلقة مفرغة بان التقرير جاء في صالح هذا الطرف أو ذاك بل سنستسقي مثالين فقط حول ما وصل إليه حال المواطن الفلسطيني من حال يرثى له في ضل سياسات الشد والجذب بين السلطة المقالة من حماس وحركة فتح التي يترأسها السيد محمود عباس  .
 لقد تابعنا على شاشات التلفزة الفضائية قبل فترة ليست بالبعيدة خبرا ما مفاده أن سلطات الحكومة الإسرائيلية قامت بإطلاق سراح 20 امرأة فلسطينية كن معتقلات داخل سجونها بسبب قيامهن بأنشطة عدائية تجاه الدولة الإسرائيلية , هذا العدد من النسوة المطلق سراحهن جاء مقابل صفقة تبادل تسلم الجانب الإسرائيلي لشريط فيديو (فقط لا غير) مسجل لعدة دقائق يظهر فيه الجندي الإسرائيلي (جل عاد شاليط ) الأسير الوحيد لدى حركة حماس وحزب الله والأمة العربية القومية ذات رسالة خامدة وليست الخالدة بالتأكيد  .
استطيع القول هنا وقد يختلف معي الكثير من القراء وقد يتفق آخرون مع طرحي هذا , بان إسرائيل أرسلت لمجتمعاتنا الإسلامية خاصة والدكتاتورية عموما (القصد هنا هو طبيعة أنظمة الحكم المتمثل بإسلام الحاكم ووعاظه والمنافقين من حولهم) رسالة غاية في الوضوح في قيمة الفرد والمواطن الإسرائيلي بالمقارنة لما يعيشه ألإنسان في هذه المجتمعات من انتهاكات عديدة لحقوقه والتعدي وسلبه ابسط حرياته والجهل والفقر المستشري نعزوها بالطبع لسبب أول وأخير إن مقدرات وخيرات بلداننا الكبيرة مسخرة لخدمة الحاكم وحاشيته ومن ورائهم جيشهم العرمرم من الفقهاء  المنافقين الذين يدعون له في الصباح والعشي .
لقد بات المواطن داخل هذه المجتمعات بشكل عام رخيصا جدا وقد وصل إلى أدنى سعر للصرف له بالمقارنة لما تشهده البورصات العالمية متمثلة بدول ديمقراطية متحضرة  كالولايات المتحدة وأوربا عموما التي تشهد ارتفاعا لقيمة الإنسان بل وحتى الحيوان الذي تراعى فيها كل حقوقه .
 هذا التدني شيء بديهي توارثناه عبر التأريخ وسنة اتبعها أمراء المؤمنين في إيجادهم لأسواق النخاسة ومن قبيل شراء ألاف العبيد والجواري , وأستطيع القول أنها جارية ومستمرة على قدم وساق وان اختلفت الطريقة والإلية والأزمنة واللاماكن في استعباد ألإنسان وامتهان كرامته .
قد يعود بنا خبر استبدال شريط الفيديو للجندي ألإسرائيلي بعشرين امرأة فلسطينية قليلا إلى الوراء قبل ما يناهز السنتين ونيف عندما شاهدنا على شاشات التلفزة امرأة فلسطينية من حركة حماس اعتقلت على أيدي الشرطة الإسرائيلية بعد أن وصلت بها الظروف والخطب الفارغة وعمليات غسيل الدماغ إلى أن تقوم بتفخيخ نفسها وهمت بتفجير حزامها الناسف تحت عباءتها ألإسلامية في وسط جمع من الإسرائيليين (نساء أم رجال أو عجوزا مدنيا أم عسكريا ) وشاءت الظروف انها فشلت في إكمال مهمتها المكلفة بها , وبعد اعتقالها من قبل الشرطة الإسرائيلية وسريان إجراءات الاعتقال وإجراء الفحوصات الطبية بحق أي سجين معتقل تبين أن المرأة تحمل في أحشائها جنينا في أشهره ألأولى من التكوين , هذا الكائن البريء الذي قدر الله ان يكون في أحشاء هذه الإرهابية من نطفة من زوجها الإرهابي الذي كان على علم مسبق بما تروم القيام به بل وحظيت بمباركة وموافقة منه .
يطرح سؤال نفسه هل أن المرأة لم تكن تعلم انها تحمل داخل أحشائها جنينها هذا ؟ وهذا ما لا أظنه  وان بعض الظن إثم , إلا ان طبيعة المرأة  في تقصي ذلك في مجتمعاتنا عموما لا يعكس ذلك , خصوصا أن جزءا من خطابات الحركات الإسلامية والمتشددة  عموما يؤكد على زيادة أعداد الولادات والزيجات كذلك إن فسلجة جسم المرأة يتيح لها أن تكتشف حملها بعد مضي  فترة ليست بالطويلة , وعسى ان أكون مخطئا استنادا للحكمة القائلة أن الناس اعداء ما جهلوا .
  لقد تبين من خلال آخر استطلاع سكاني رقمي فقط للمسلمين أنهم يشكلون ربع سكان المعمورة ليبتهج المطبلون والناعقون على المنابر المختلفة متناسين مدى تفشي الفقر والجهل والظلم وانتهاك للحقوق  لأقول هنا لقد حق القول في ان ينطبق نص الآية القرآنية علينا حرفيا  (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ حَتى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ).
هل يتصور عقل ما أن يتحول الإنسان إلى مشروع لقتل نفسه وقتل أخيه الإنسان عموما , لا أشك قطعا ان هذه المرأة كانت تعيش أزمة عاطفية ونفسية بل وحتى ذهنية وعقلية , كما ونعلم أن أصحاب هذه الأجساد النتنة من الذكور خاصة التي تفجر نفسها في العراق وأفغانستان وباكستان والصومال والهند وإسرائيل وبغض النظر عن أهدافهم الخبيثة والتي قد ملئت رؤوسهم الفارغة بخطب وعظية وجهادية أو قومية وأنهم بالنهاية سيحظون بلقاء رسول الله وبمعيته أربعون من الحور العين كواعب أترابا .
ولكن ما خطر وطرق  ذهني هو سؤال ماذا يبغين النسوة من حماس وغير حماس وفي العراق وغير العراق بأن تحلن أجسادهن وحتى أجنتهن وان تستغني عن روحها وعن الزوج والولد , لا  اشك انهن قد وعدن أيضا من قبل المنافقين بجنة عرضها السموات والأرض بألاضافة إلى أربعين من الولدان المخلدين عوضا عن زوجها !!!
المفارقة هنا ان السلطات ألإسرائيلية قامت بتامين جميع وسائل الراحة للمرأة ألانتحارية ومولودها الجديد وتحت إشراف طبي في احدث مستشفيات إسرائيل لتصرح في حينه لإحدى الفضائيات العربية أن (الكيان الغاصب ألإسرائيلي ) قد انتهك حقوقها ومنع مرافقة أيا من أقاربها لها أثناء عملية الولادة ..
دروس ودروس لا  نتعظ منها تؤكد على مدى تخلفنا العقلي  وثقافة العبودية للحاكم والوعظ المنافق ونظرية المؤامرة التي تعشش في أذهان هؤلاء المتطرفين ... لقد سئمنا وشبعنا من دروس وخطابات طغاتنا وحكامنا  والمتاجرة بالإنسان كسلعة رخيصة  وحري بنا أن نتعلم بعضا من الدروس حول القيم ألإنسانية ومعانيها ولا ضير أن يكون درسنا ألأول من دولة إسرائيل.
 
 
 
 
            بقلم
محمود غازي سعدا لدين
         بلجيكا
البريد ألالكتروني
Nelson_usa67@yahoo.com
www.iraqfreedom.blogspot.com 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمود غازي سعد الدين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/18



كتابة تعليق لموضوع : إسرائيل ودروس إنسانية ..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : ماهر البصري من : العراق ، بعنوان : لا تصبح اسرائليا اكثر من الاسرائليين انفسهم في 2010/11/19 .

تعددت الأسباب التي بها حصنت “إسرائيل” نفسها من المساءلة الدولية، ومن أبرز هذه الأسباب قدرتها على توظيف “الهولوكوست” في مواجهة الانتقادات التي توجه إلى انتهاكاتها وجرائمها. فهي ومناصروها لا يتركون زماناً أو مكاناً من دون إقحامها في أذهان العالم، حتى بات الكثير من الناس يرون أن ما ارتكب من جرائم في حق اليهود يعطي صك غفران لجرائم “إسرائيل” حيثما وقعت ضد العرب. وقد قادت الجرائم الصهيونية المتراكمة إلى نوع من التمرد على عصمة الكيان الصهيوني، برز بعضها مؤخراً في طلب يهود رفع أسماء ذويهم من على النصب التذكاري “ياد فاشيم” في الكيان الصهيوني لأنه أصبح يستخدم من جانب المسؤولين “الإسرائيليين” ذريعة إلى “ارتكاب هولوكوستات أكثر”.
فيا ايها الكاتب لاتصبح اسرائليا اكثر من الاسرائيليين انفسهم
فلن يصفق لك غير اصحاب القلنسوات



• (2) - كتب : علي حسين النجفي من : العراق ، بعنوان : علينا ان نعتذر في 2010/11/19 .

طالما ان جارتنا اسرائيل على هذا المستوى الراقي من الاخلاق والالتزام بالمعايير الانسانية المتوافقة مع تعاليم شريعتنا الاسلامية السمحاء ولاننا ظلمناها كثيرا طيلة اكثر من ستة عقود من الزمن واتهمناها زورا وبهتانا بالوحشية والعدوانية والعنصرية وخدعنا العالم بادعاءات لاصحة لها على الاطلاق بانها كيان توسعي شرد شعبا من ارضه و احتل اراضي دول عربية مجاورة وهو امر لم يحصل اطلاقا انما سولت لنا انفسنا الشريرة اختلاقه ليكون ذريعة لنا للاعتداء على امن و استقرار هذه الجارة المسالمة وبث الرعب في نفوس المستوطنين الصهاينة الابرياء المساكين الذين لاذنب لهم سوى انهم اصحاب حق ارادوا ان يعيشوا كباقي خلق الله احرارا على ارض اجدادهم ويؤدوا مناسكهم العبادية لله الواحد الاحد عند حائط المبكى الذي علينا ان نعترف باغتصابنا له ظلما وعدوانا ..اقول طالما ان الامور توضحت وانكشفت الحقيقة فمن الواجب ان نعود الى جادة الصواب ونقر بذنوبنا ونكفر عن جرائمنا بحق جيراننا وابناء عمومتنا شعب الله المختار بني صهيون ونسال الله المغفرة لنا على ما اقترفته ايادينا ونعلن امام كل شعوب الارض اننا كذبنا عليهم ولفقنا اتهامات باطلة ما انزل الله بها من سلطان وان كل ماشاهدوه على شاشات التلفاز وصفحات الجرائد من صور عن قتل الطفل محمد جمال الدرة في حضن والده او تكسير عظام شاب فلسطيني او اطلاق الرصاص على اسير معصوب العينين او هدم منازل الفلسطينيين بالجرافات والقاء قذائف الفسفور الابيض على الاحياء السكنية ووووووووو الى اخر تلك المشاهد لم تكن الا افلام ((اكشن)) من تاليفنا واخراجنا , اما الحقيقة الحقة والخبر اليقين فان جارتنا اسرائيل حمل وديع ابتلاه الله بمجموعة ذئاب تريد الانقضاض عليه ...






حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net