صفحة الكاتب : رحمن علي الفياض

المرجعية العليا باب من أبواب الجنة
رحمن علي الفياض

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قدمت الحوزة العلمية ورجالاتها, والتي صمدت خلال قرون من الزمن أمام المحن والأبتلاءات, قوافل سار فيها آلاف الشهداء, من العلماء وطلبتهم وأبنائهم, واحدا تلو الأخر, فكان مسكها وليس ختامها مئات من الشهداء في معارك التحرير ضد فلول داعش الأرهابي.

من خلال أطلاعنا على تاريخ العراق السياسي الحديث, نجد أن المؤوسسة الدينية, هي الأساس في تحريك سواكن الحياة السياسية في العراق, بالشكل الذي يحقق المساوة والأصلاح في المجتمع.

طالما كانت الحوزة العلمية, هي البوصلة التي تحدد مسار الأحداث في المجتمعات الشيعية, فقد غيرت معادلات وأسقطت حكومات, وقادت ثورات, وأعطت الشهداء وغيبت في غياهب سجون الظلام لسنوات, فعلى مدى قرون من الزمن, كانت حركة الجماهير, مرتبطة نفسيا وعقليا, برجال الدين الذين كرسوا جل وقتهم لخدمة مجتمعاتهم.

منذ بداية النهضة الفكرية الأسلامية, تعلقت القلوب برجال الدين, وأن بوادرها الأولى,  سجلت لدينا في بداية القرن التاسع عشر, مع الفتوى الشهيرة للسيد محمد حسن الشيرازي, في سامراء المقدسة سنة (1891), والمعروفة بفتوى التنباك, ضد الأمتداد البريطاني في أيران, أن أزدياد الوعي السياسي في العراق, جعل من المرجعية الدينية, هي محط أنظار العالم والعراقيين بصورة خاصة, حيث أن موقف المرجعية, لم يكن مقتصرا على الأحداث الداخلية, والمحلية بل تعدى الى الدول المجاورة, والأحداث الأقليمية.

فالمواقف عظيمة وكثيرة, فعندما بدءت بوادر الأحتلال البريطاني للعراق, بالظهور عام 1914, قامت الحوزة العلمية في النجف الأشرف وكربلاء المقدستين, بتعبئة الجماهير ضد الأحتلال, وأخذ رجال الدين على عاتقهم, تنظيم وتسليح المتطوعين, فكانت ثورة النجف عام 1918, وثورة العشرين هما الفيصل, في نقل القيادة وجعلها بيد رجال الدين, بسب الأفكار والأهداف الأصلاحية التي تحملها تلك المؤوسسة, ووضع مصلحة البلاد فوق أي أعتبار.

تعدد الأدوار التي خاضها رجال الدين, فلم يتركوا ساحة او مساحة, دونما أن يكون لهم الأثر الواضح فيها, فكانوا المحرك النفاث الذي يشحذ الهمم والذي يحسب له الف حساب, من قبل أعداء الأمة, فعلماء الحوزة العلمية, لم يكونوا بمنائ عن المجتمع, الذي عاشوا فيه, تبعا لمسؤولياتهم, بل أصبحوا جزء من الأحداث لاسيما الأجتماعية والسياسية, فوقفوا بوجه الحركات الهدامة, وسجل لنا التاريخ الوقفة الشجاعة لزعيم الطائفة المرجع الراحل السيد محسن الحكيم (قدس).

ولم تكون سنوات الحكم البعثي أفضل من سابقاتها فقد عانت الحوزة العلمية من التضيق والخناق والحرب النفسية والتي كانت في ذروتها في تلك الفترة فقدمت قرابين من الشهداء، فالحكيم وقرابينهم والمبرقع والصدر وغيرهم من عشرات العوائل العلمية قدموا دمائهم لنحيا بهدوء وسعادة، في حين لم يتجرء غيرهم ليقف بوجه الطغيان البعثي والأنحراف العقائدي المتمثل بنظام صدام
فكانت أصوات النشاز تلعب القمار في ملاهي اوربا.

بعد سنوات التحرير وسقوط عرش الطاغية صدام، كانت المرجعية الدينية هي الملاذ الوحيد للعراقيين في رسم خارطة الطريق كون التجربة فتية والاعبين جدد، فرسمت وحددت خارطة طريق للمحتل الأمريكي وللساسة الجدد تمثل بكتابة الدستور وأجراء الأنتخابات، ووضعت البلاد على السكة الصحيحة ورسمت معالم دولة جديدة يتساوى فيها العراقيين بكل قومياتهم بالحقوق والواجبات، وارشدت الساسة الى معالم بناء العراق الجديد وكيفية ادارة الدولة فليس ذنبها الخذلان.

توالت الأحداث والمرجعية تصوب وتوجه حتى بح صوتها وكانت من نتائج عدم الأستماع الى ارشادتها أن ضاعت ميزانيات أنفجارية تقدر بمليارات الدولارات وسقوط ثلث اراضي البلاد بايدي أرهابي داعش، فكانت هناك صولة جديد عنوانها المرجعية باب من ابواب الجنة، بالفتوى الشهيرة بالجهاد والتي تصدر رجال الدين ميدانها فكانوا المحرك الرئيسي في الميدان مابين مقاتل ومرشد وداعم بأمواله للقطعات العسكرية، قدموا قواقفل من الشهداء في حين أفل نجم من يدعي حب الوطن ويعلو صوته الأن بالعويل والنعيق والصياح ضد المرجعية ، الرجال مواقف والتي تظهر في الأوقات العصيبة وهذا جزء يسير من مواقفها فلا ينزغن الشيطان في قلوب بعضكم بالتعرض لباب الجنة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رحمن علي الفياض
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/25



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية العليا باب من أبواب الجنة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net