صفحة الكاتب : امل جمال النيلي

قصة " حان وقت الموت "
امل جمال النيلي
بحثت عن مكان لأنسي العالم .. أنسي من أكون .. ولما جئت لأتعلم معني الحزن .. معني الفراق .. معني الألم .. معني الدموع .
بحثت عن مخرج لحزني .. ما الفائدة من البحث ؟.. فالألم يحيط بي من كل جانب .. بين جنبات الحوائط .. وسط الكلمات .. بين طيات الذكريات .
شعرت طوال حياتي بأن الحياة تسلبني فرحتي .. تسرق ابتسامتي في قمة سعادتي .. تبدل اشراقة عيني لدموع .. رقصات قلبي الفرحة .. لرقصات طائر مذبح ُ . 
حاولت لملمت أوراقي .. وحاصرت أحزاني .. وفتحت قبو الذكريات .. وأوصدت الباب عليهم .. لأبدأ حياة جديدة .. لا أذكر فيها طيف أحزاني .
كنت أسير بشكل جيد .. بدأت أتعافي من ألمي .. تغير لون الحياة .. تلاشت الغمامة السوداء .. واختفي صوت النواح .. جففت دموعي .. ولونت ملابسي .
فجأة كنت أشاهد التلفاز .. رأيتهم يخرجوا جثمان من سيارة إسعاف .. أيديهم ترتعش .. وجوههم شاحبة .. عيونهم مدمعه .
شباب في عمر الزهور .. ذهبوا ليستمتعوا بالحياة .. ينسوا الألم لدقائق .. ينسوا قسوة الحياة .. المستقبل المجهول .. الفشل والمرض .. الفقر واليأس .. الدموع والفراق .
ذهبوا جماعة .. عادوا فراده .. كانوا معا منذ قليل .. يسيروا معا ًً .. يضحكوا .. يصفقوا .. يصحوا .. والآن عادوا محملون علي الأكتاف .. صامتون .. لا يتكلموا ولا يبتسموا .. صامت مغطي بدماء .
لحظة رأيت الجثمان تذكرت أمي .. حينما رأيتهم يحملوها علي أكتافهم .. صامتة لا تتحرك .. لا تبتسم .. لا تسير علي قدمها .. فجأة دون موعد صمتت مثلهم .
نظرات الأمهات والآباء .. الأخوة والأصحاب .. ألم ودموع لا يمكن نسيانها .. حزن يستحيل تحمله .
شخص قريب لقلبك .. كان برفقتك .. فجأة يختفي لا يبقي منه سوي الذكريات .. وصورة لا تتحرك .. وكلما سمعت اسمه .. أو تذكرت موقف تدمع عينك .. تراه يحيط بك أينما ذهبت .. تراه أمامك تندفع لتلامسه يتلاشى في الهواء .. أصبح سراب .
حان وقت موته فرحل .. رحل لبعيد ليترك أحبابه يبكوا فراقه .. صدقوني من يقول أن الأيام تنسنا الألم هو كاذب . 
بالعكس تتذكره أكثر .. كلما احتاجته لكون معك فلا تجده .. وكلما ظننا أننا نسينا لامحه نتذكره .. وكلما تطلعنا للمرآة رأينها ينظر لنا مبتسم .. وكلما احتضنا ملابسه واشتممنا رائحته نشتقه أكثر .
نحاول التعايش مع الأمر .. لكن الأمر لا يفلح .. لكني وجدت الحل الأمثل كي تكون في أسعد حال .. كي ترتاح في قبرها .
لن أنساها بالعكس سأتذكرها ..سأفعل ما كانت تفعله .. سأمشي علي دربها لأراها في كل ركن تنتظرني وتلوح لي .. تضمني بين ذراعيها .. تدعي لي بالعمر المديد والصحة والفلاح .
حان وقت الموت فرحلت .. رحل أحباب كثرة .. ليكن حصادنا لموتهم .. دموع وألم .. ذكريات وصور .. وموعد موت أتي دون معاد .. قدرهم لكن القتل معروف .. والألم يكبر ببقائه بلا حساب .
حان موعد الموت .. معلن لقد آن الأوان .. لتكن غائب بين أحبابك .. حاضر محفورة ذكرك في الأذهان .. حبيب أصبح غائب .. رحل وترك وراءه دموع لا تجف . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


امل جمال النيلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/02/04



كتابة تعليق لموضوع : قصة " حان وقت الموت "
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net