صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

أين الحل ؟
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يقول المثل اليوناني :" على باب رجل اصم ، يمكن أن تطرق الى الأبد" ، ويبدو اننا ابتلينا بحكومة صماء لذا فلن تجدي طرقاتنا على ابوابها ولن تستمع الى صراخ الاطفال وعويل الامهات وأنين المرضى وهتافات المتظاهرين مهما علت..ستنجح الحكومة دائما بادعاء الصمم ثم تعمل على تحويل اتجاه الغضب الشعبي الذي ربما يرافق أزمة ما لوجهة أخرى والهائه بأزمة جديدة وهكذا ..وبالتدريج سيجد نفسه يدور في حلقة مفرغة من الازمات ولن يجرؤ على الخروج منها لأن هنالك من يعيده اليها صاغرا بربطه بقيود تعليم سيء يعمل على تسطيح افكاره وانهيار في القطاع الصحي لايتناسب وحاجته الماسة الى الدواء وضعف في الاقتصاد الوطني يجعله اسيرا للاستيراد والغلاء وغياب للخدمات الاساسية يرهقه ويسلب منه راحته طوال أيامه ولياليه ..لن يكون الشعب قادرا بعد كل ذلك على الاستيقاظ من حالة التخدير التي تضعه السلطة تحت تأثيرها وسيضطر الى الاستسلام والخضوع لكل العمليات الجراحية التي تجريها له الحكومة وهدفها المعلن هو علاجه وشفائه من اسباب معاناته اما الهدف الخفي فهو الايغال في تخديره وابقائه حيا ميتا الى اطول وقت ممكن ..

منذ أن بدأت ازمة ازالة التجاوزات والكل يتبادل الاتهامات فهنالك من يتهم الحكومة بانها تستهدف الفقراء ولاتحاسب الاحزاب والمسؤولين الكبار الذين يحتلون مناطق كبيرة تعود للدولة ، وهنالك من يتهم سكان التجاوزات ويقول بأن اغلبهم يملكون دورا سكنية لكنهم عملوا على تاجيرها والسكن في مناطق التجاوز، كما اتهمت حكومة البصرة سكان التجاوزات بالعمل في تجارة المخدرات والسرقة وكل الممارسات المخالفة للقانون والقت باللوم على الطارئين على مدينة البصرة داعية الى اخراجهم من المحافظة واعادتهم الى مناطقهم ماحدا بفريق آخر الى اتهام محافظ البصرة بالتفكير ( المناطقي ) ..

في مايخص الفقير المعدم الذي وجد في العشوائيات حلا لمشكلة السكن فلم يكن امامه الا الخروج في تظاهرات والصراخ مطالبا بحقه في الحصول على سقف يأويه في زمن فقدان الثقة بوعود الحكومة ومرشحي الانتخابات..لكن الزوبعة التي حدثت لم تتخط الفنجان الذي أعد لها فهي مجرد ازمة كسابقاتها وستتضاءل وتضمحل بالتدريج بانتظار ظهور ازمة اخرى ولن تستمع الحكومة لصراخ الفقير او تحاسب الكبار الذين يستولون على املاك الدولة ولن تجد حلولا بديلة او تتناول القضية بشكل جدي ..وبعد حرق عدة دور وهدم أخرى وتشريد عوائل عديدة ستتريث الحكومات المحلية في ازالة التجاوزات لأنها لن تجد لها حلولا ولن تجعل منها شرارة يمكن ان تتسع وتصبح حريقا ، وهكذا ، سيكتشف المواطن انه يدور في حلقة الازمات ولن يخرج منها ابدا ، وخلال ذلك ، سيكتشف ايضا انه سيظل مضطجعا الى الابد على طاولة السلطة وهو في حالة تخدير أو موت سريري !


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/25



كتابة تعليق لموضوع : أين الحل ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net