علاگة تتسبب بكفالة خمسة يتامى
اسعد البصري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 حادثة يرويها احد مندوبي مؤسسة العين للرعاية الاجتماعية 

يقول: كنا ذات يوم جالسين في احد مكاتب المؤسسة في بغداد ودخل رجل وطلب ان يتكفل خمسة يتامى دون ان يسأل الموجودين عن اي شيء حول المؤسسة فبدا مطمئنا جدا وكأنه يعرف المؤسسة منذ سنوات, فأثار الاستغراب في داخلي إذ ليس من عادة الذين يدخلون مكاتب المؤسسة لأول مرة ان يتكفلوا هذا العدد من اليتامى دون ان يتعرفوا على المؤسسة ويسألوا عن تفاصيلها ... ولكن هذا الرجل كان مختلفا تماما ..
وبينما انا اقلب هذه التساؤلات في ذهني قام موظف المكتب بإكمال كافة اجراءات طلب التكفل وسلّمهُ الاستمارة وسند القبض.
فبادر الرجل بالخروج بعد ان انتهائه ولكن عاد وتوجه نحونا وقال احب ان اقص عليكم سبب تكفلي بخمسة يتامى من مؤسسة العين ... عندما قال الرجل هذا الكلام كأنه قد قرع جرسا في وجهي فحسبتُ انهُ قد سمع افكاري وانطقهُ اللهُ ليجيب على ما جال في ذهني .
 فقال الرجل المحسن :
كنتُ ذات يوم في معرض بغداد الدولي برفقة جمع من الاصدقاء وقد اشتريت بعض الاغراض من المعرض واحتجتُ الى علاقة لأجمع بها بعض ما اشتريته واثناء خروجي لمحتُ معرضكم الذي كنتم تقيمونه في ذلك المكان , وعلاقة المؤسسة كانت من ضمن الاشياء التي كنتم تعرضونها , مررت بمعرضكم مسرعا وطلبتُ من الواقفين فيه ان يعطوني كيس بلاستكي (علاگة) فتبسم احد الواقفين واعتذر قائلا : (المعذرة ما اكدر انطيك علاكة لان هذي ذمة شرعية) فصدمني بهذه العبارة وبقيت افكر فيما قالهُ ذلك الشاب بعد مغادرتي للمعرض وقلت في نفسي ما هذه المؤسسة التي تتحفظ على علاقة بسيطة ؟ ما هذه المؤسسة التي تتمتع بهذه الدرجة من الشعور بالمسؤولية وتتصف بهذا الحجم من النزاهة بحيث يتحمل افرادها حرج الاعتذار من اجل ان لا يفرطوا بأموال هذه المؤسسة !؟
كنت استمع لذلك المحسن الذي شمله لطف الله وفيض توفيقاته وهو يقص علينا ما يدخل السرور على قلوبنا فكان يتحدث وعلى محياه علامات السعادة والرضا .
ثم قال الرجل المحسن:
جميع تلك الافكار كانت تجول في رأسي فعزمت على التحري عن تلك المؤسسة ومعرفتها بشكل تام , وبدأت ابحث عن تفاصيل مؤسسة العين من مواقعها على شبكة الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي وعرفت حجم هذه المؤسسة العملاقة التي كنت لا اعرفها فكانت في قمة الدقة والشفافية والمصداقية والعمل الخالص الذي لا تشوبه شائبة .. وادركت حينها لماذا لم يُعطني ذلك الشاب الواعي تلك العلاقة لكونها كانت تخص اليتامى ولا تُعطى إلا فيما يخدم مصلحة اليتامى كاستلام صندوق صدقات من المؤسسة او تعطى لعوائل اليتامى انفسهم اثناء استلامهم المواد العينية .. فاذا كان حرصهم الشديد يشمل كيس بلاستيكي بسيط فهذا يعني ان حرصهم اشد واعظم فيما هو اكبر من الكيس البلاستيكي .. فاطمأن قلبي لها وايقنت انها جديرة بالثقة التامة وجديرة بحمل الامانة التي على عاتقها وانها تستحق اكثر مما يتصور المادح المنبهر بعملها .
فكانت تلك العلاگة سببا بتكفل خمسة يتامى .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد البصري

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/22



كتابة تعليق لموضوع : علاگة تتسبب بكفالة خمسة يتامى
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net