صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

لايكفي أن نسميهم شهداء
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يتعصب الناس للفكرة التي يؤمنون بها وكلهم توراتيون ووهابية ودواعش وقاعديون وتكفيريون بشعور، او بغيره.

لافرق بين مدني يدافع عن حقوق الإنسان، ثم يعترف أنه يقبض مرتب مقداره سبعة ملايين دينار، وبين إسلامي يقبض اضعاف هذا المبلغ، فكلاهما يضحك على المتعصبين الدينيين والمدنيين، ويستمتعان بالخيرات بينما يلهث المتعصبون دون فائدة، ويالهم من حمقى.

المتعصبون يمنحون صكوك الشهادة على هواهم مثل بعض الكنائس في العصور الوسطى التي كانت تمنح صكوك الغفران للإقطاعيين والنبلاء وللمعدمين مقابل أن يهبوا الكنيسة مالهم، أو بعض مالديهم، فهي تمنح الصكوك للأغنياء ليمنحوها ماتريد، وتعطيها للفقراء ليصبروا على ظلم الأغنياء الذين تنتفع منهم الكنيسة، وهي معادلة قذرة لكنها طبعت سلوك أوربا لقرون حتى إنتصرت العلمانية.

الشهيد هو النبي يحيى لأنه إختار الموت دون أن يتنازل عن الفكرة، وكان يريد الحق، ويدافع عنه، والشهيد هو الحسين لأنه كان يدرك أنه سيموت قتلا وتقطيعا، ولكنه لم يبال برغم التهديد بإبادة كاملة لاسرته، وسبي لنسائه وأطفاله، وإذلالهم بطريقة مريعة، مع مافي ذلك من إهانة للنبي محمد من أعلى سلطة سياسية مشفوعة بفكر ديني يدعي إقامة الخلافة على نهج ذلك النبي.

يصر المتعصبون ان يعدوا المتبنين لأفكارهم ممن يقتلون، أو يموتون في حوادث عرضية شهداء، ويرفضون تسميتهم بالموتى، أو القتلى، ويعتقدون إن الله يريدهم، وهو راض عنهم، وسيجعلهم في عليين، بينما قتلى وموتى الحوادث العرضية من مخالفيهم هالكين وباءوا بغضب من الله.

يعمل الإنسان الصالحات، ويتجنب المعاص، ويتعبد، ويرجو بعد ذلك القبول، ولايجزم به لأن ذلك أمر هو من شأن الرب وليس العبد، فلايكفي أن نؤمن بفكرة قد لاتكون صوابا، وقد يكون المخالف لنا على صواب لنعد إنفسنا خيرا منه، ثم بعد ذلك نوزع صكوك الغفران، ونقرر فتح ابواب الجنة لمن هم على شاكلتنا، وهكذا يكون الناس منقسمين بشدة، ولايقبلون بأنصاف الحلول، ويدعون إن الحقيقة الكاملة معهم هم دون غيرهم، وإن من يخالفهم هالك لامحال، وسيكون في دائرة الغضب، بينما هم في النعيم المقيم.

علينا ان نعمل ماهو صواب، وأن لاننشغل كثيرا بحسم الأمور لصالحنا بالجزم في ذلك، بل الصحيح هو العمل الصادق، ثم ترك الأمر للإله ليقرر. قللوا أخطاءكم يزداد املكم بالنجاة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/18



كتابة تعليق لموضوع : لايكفي أن نسميهم شهداء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net