صفحة الكاتب : هادي الدعمي

شوق اللقاء
هادي الدعمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إن التبسم للموت وإشراقة الوجه على أعتاب الشهادة، وطمأنينة القلوب في أخر لحظات الحياة إنما تتيسر لمن ملأ شوقه لقاء الحبيب، ورأى الدنيا سجنآ وقفصآ يحطم قضبانه الموت في سبيل الله ويعرج به في عنان السماء والقرب الالهي.

فالسجن لاتسعه الارض على أعتاب حريته، فيودع السجن بسكينة مفعمة باللهفة، فيقفز من جوف القفص ليحط على غصون أشجار الجنان، هذا حال أولياء الله وخاصته.

هذا تمثل في مضامين يوم عاشوراء، والشعار الذي إضاء التاريخ البشري برمته؛ وينهي الاستعمار والإستغلال واستعباد الشعوب، فالشعوب عادة ماتذل خشية الذلة وتستسلم للظلم حين تخافه، والظلمة والجبابرة يستغلون نقطة الضعف هذه.

مواجهة الحسين عليه واله افضل الصلاة والسلام لأعوان يزيد بهذا الشعار وستشهد في معركة غير متكافئة، لكن شهادته أضحت منطلقآ للثورات، فقد أراد الله سقي نبتة الإسلام بهذه الدماء الطاهرة وفضح أعداء الاسلام والمنافقين، لتصبح مدرسة يتعلم فيها الاحرار طيلة التاريخ دروس العزة والكرامة ويعلموا أن الموت بعز خير من الحياة بذل.

ظهيرة العاشر من محرم، يوم ذكرى مقتل الإمام الحسين، كان آلاف المعزين يسيرون في هرولة سريعة الجري على شكل موكب، تعرف بـ”ركضة طويريج”، يتقدمها العشرات من أهالي كربلاء، تتدفق نحو مرقد الامام الحسين، في ذروة العزاء.

دون توقف، وصل الموكب السريع إلى باب قاضي الحجات، أحد ابواب الصحن الحسيني، وعلى حين غرة ووسط تلاطم الأجساد، حصل تدافع مفاجئ عند الباب ضيق الأطراف، الأمر الذي أدى لوقوع شهداء وجرحى بين صفوف المشاركين، يوم إحياء مراسم عاشوراء عام 1966، هكذا يتجدد هذا الموقف

في حادثة تشابهت كثيراً مع حادثة التدافع يوم أمس الثلاثاء 2019،في كربلاء، بينها عشرات السنين.. عزاء طويريج يوقع نفس الضحايا، هكذا يتجدد أمتداد الشهادة في باب الرجاء، لترتقي الارواح الى بارئها وهي مبتسمة، كشف لها الغطاء الذي رأت من خلاله ما كانت تطلبه خلال شعاراتها التي اطلقتها حناجرهم، (ابد والله ما ننسه حسينا)، ياترى ماذا كانت تعني أبتسامة جل الشهداء؟ هل رأت عيونهم الباصرة ما تقر به عيونهم؟ أم شوق اللقاء مع المحبوب المرتقب؟ أم واقعة الشهادة التي تزامنت في نفس الوقت من حيث اليوم والساعة واختلفت في السنين، سنة 61 هچري تجدد في عام 1441 ليكون أمتداد لثورة الحسين، لكي يتجدد الاعلام من خلالها بمظلومية الامام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام.

وأن الحسين الثأئر لازال ألى الان يردد هيهات منا الذله.

امنياتي...موتى يوم العاشر

امنياتي.... من اطب للحاير

بركضه طويريج ....... وبنص اليعزون

كون اطيح على الصدر والكل يدوسون

كون ياربي بضريحك .. تغمض العيون

بلكي يحسبني الحسين اويه اليلطمون

عمري ما اطلب يربي اتزيده...

لو رضه حسين العمر ما اريده...


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي الدعمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/16



كتابة تعليق لموضوع : شوق اللقاء
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net