صفحة الكاتب : محمد حيدر

سلامٌ على زينب (ع)
محمد حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هناك في كربلاء بعد حرق الخيام، وصعود النيران، واستشهاد الابطال وذبح روح رسول الله صلى الله عليه وآله، وقتل مولانا المفدّى وقطع كفوف الكفيل وتقطيع جسم عريس كربلاء ونحر رقبة الطفل الرضيع وانقطاع صوت اشبه الناس برسول الله، هربت وركضت الأطفال نحو الصحراء، احتارت النساء والعلويات، بقي مولانا السجاد عليه السلام ينادي عمّه زينب اجمعي الأطفال خوفاً من الخيل ألا تدوسهم. كانت السماء تبكي والأرض تنوح والحجر يصرخ ياحسين (ع)، لابُدَّ من بطلٍ يحمي كربلاء ويخلدها، يجب أن يأتي من يتحمل كل هذه المصائب ويقود القافلة من استشهاد الولاة، هنا ظهرت وتجلّت صورة البطلة المفدّاة زينب (ع)، ظهر الدرع الحامي لأطفال مولانا. كأنها تقول انا احمل الراية من بعد استشهاد أبطال كربلاء، ها هي سفينة بحر هموم كربلاء وبطلة كربلاء وشمس السماء ورمز الوفاء قد بدأت برحلتها الصعبة، وهي تنفيذ وصية أخيها الحسين (ع) بحماية الاولاد وقيادة النساء وقافلة النور. كانت كربلاء صعبة يكب ماتحمله الكلمة من معنى، حتى الأقلام لاتستطيع ان توصِفَ ١٪ منها، حتى العقول لا تستطيع تحمل وادراك ماجرى على أهل بيت النبوة وخزائن علم الله، لكن القائدة الامينة وفخر حيدر (ع) وروح كربلاء، صاحبة الغيرة والشرف والهيبة تحملت كل هذا في سبيل الدين وارضاء الله عز وجل، حتى قالت {اللهم تقبل منا هذا القربان}. يا مولاتي ياروح الكرار وذات الوقار والاقتدار يا سر هيبة ذو الفقار، من أين صبرك على تحمل كربلاء ومصائبها واحدةً تُلْوَ الأخرى؟ حتى الجبال تزعزت وانهارت، والصخر والحجارة تفتت، والسماء احمُرَّت. بعد تضحيتك بولديك الشهيدين، وفقدان اخويك عليهما السلام، كانت زينب عليها السلام على قدر المسؤولية التي كلفها بها سيد الشهداء عليها السلام، هكذا استمرت زينب (ع) بالمحافظة على شرف وقدسية كربلاء، وقيادة الدين والاسلام والمحافظة عليهما. كيف يصفك قلمٌ؟ وانتِ احتار في وصفكِ التأريخ! الأسطر خجلت لأنها تحمل اسمك، والجبال نزلت تحت قدميك خجلة من صبرك وحملك لهذه المصائب، زينب عليها السلام هي روح كربلاء وخلود عاشوراء، وأن كان العباس عليه السلام قمر كربلاء فهي الشمس هناك، سلامٌ عليكِ يا مولاتي يا سيدة الوفاء.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/14



كتابة تعليق لموضوع : سلامٌ على زينب (ع)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net