صفحة الكاتب : مصطفى منيغ

احترق مَن للصمت عَشَّق
مصطفى منيغ

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

التعبير المبادر للتغيير ، نضال يستحق من ذوي الفكر المستنير، التأييد المعزز بالتقدير ، مادام القصد الانتقال لتسريع المطلوب كحل بدل التأخير، البائعون الحق الفلسطيني (للمملكة المتحدة مروراً من 2 نوفمبر 1917 كي تقر :" أن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومي في فلسطين للشعب اليهودي ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين ، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر")، من يتحملون وزر ما آلت إليه مواقفهم المؤسسة لقواعد التدمير، المترتب عنها ما تخبطت فيه دول الشرق العربي خاصة ودول العالم عامة من مشاكل تعاظمت مع مرور السنين لتنتج مآسي أصابت الصغير قبل الكبير ، لقد أهدى ذاك الطرف العربي البائع سنة 1915 ( الملك فيصل الأول بن حسين بن علي الهاشمي / 20 مايو 1883-8 سبتمبر 1933/ ثالث أبناء الحسين بن علي شريف مكة و أول ملوك العراق/1921-1933/ وملك سوريا / مارس - يوليو 1920/ وأبو الملك غازي ألأول ثاني ملوك العراق، وأخو أول ملوك الأردن الملك عبد الله الأول بن حسين ) لما تلقفها وثيقة رسمية   الصهيوني حاييم وايزمان ، تَمَّ اعتمادها سنة 1919 في إطار اتفاقية باريس التي جعلت من وعد بلفور السابق ذكر نصه انطلاقة لتأسيس دولة إسرائيل برئاسة وايزمان نفسه لا الغير ، لذا يكفي البكاء على الأطلال والاحتماء بغربال  لحجب التنفس عن الطرف الآخر ، لقد استطاعت الصهيونية بزعامة اليهودي النمساوي هرتزل منذ سنة 1948 بتأسيس دولة محورها الأساس القوة لتصبح بعد امتلاكها القنبلة الذرية بائعة للسلاح المتطور تكنولوجيا المُصَدَّر من مصانعها للعديد من الدول بما فيها المتقدمة ، وأن تفرض وجودها كدولة لها كلمة ونفوذ على العديد من الدول العربية بما قامت به مخابراتها المالكة الآن إسرارا إن أذاعتها تَبَخَّر مَن يتبخر فيها لتتيقن فلسطين أنها باقية في الأخير لوحدها عاجزة مهما ملكت من إرادة مقاوِمة إذ المؤامرة طوقتها من كل حدب وصوب ولا مناص لها إلا بوحدة حقيقية بين شطريها (الضفة والقطاع) والجلوس لطاولة المفاوضات الداخلية لتجديد الهياكل القيادية وابتكار ما يُخرجها من الاتكال على أطراف خارجية الظاهر أنها مكتفية بما قدَّمت ولم يحصل أي مفعول يؤدي لإنهاء الوضعية المزرية التي لا تزداد بمرور الزمن إلا استفحالا و تأزما ولتعلم تلك القيادات أن إيران بحزبها اللبناني لن تدوم لغزة ، إذ لها من الأولويات ما سيحتم عليها آجلا أو عاجلا الانتباه لما يحرك الغضب المتنامي وطنيا بين شرائح شابة من مجتمعها المحتاجة لما يعوضها عن البطالة والفقر وأشياء يطول ذكرها وخاصة في هذه الأثناء وهي تتحمل عبء استكمال ترسانتها النووية ، أما السعودية فحدث ولا حرج  إن كان لا زال محمود عباس يحتاج لريالات ملكها الغارق بدوره حتى الأذنين في فشل سياسته على جميع المستويات ، المتحالف سريا  مع إسرائيل المكلف جهازها المخابراتي بحمايته  . 

لقد ألف هؤلاء القادة سماع ما يروقهم فحان الوقت ليسمعوا ما يجعلهم على نفس مستوي غيرهم من القاعدة الشعبية الغائب على أغلبيتها ما يدور ، اللهم الاستعداد الدائم للتظاهر أمام قنوات فضائية بما يزكي الحماس الذي لا يدري أحد إلى متى يدوم ، وقنابل العدو الإسرائيلي تنقص عددهم كل يوم ، فكان لزاما على تلك القاعدة الشعبية أن تتخذ مبادرة التظاهر العلني المشروع لتحقيق وحدة جميع الفلسطينيين أينما تواجدوا تحت قيادة واحدة مخلصة لفلسطين غير منحازة إلا للنضال الحقيقي من أجل تحرير نفسها من احتلال بغيض دام لحد الشعور بالملل ، فيتم اعتماد خطة مرحلية لاستعادة ثقة تكاد تتلافى بوجود وجوه لم تعد صالحة لأي طليعة ، وجوه تتجسد فيها أوصاف الكسل، واسترخاء العجز، والاستعداد التام لترك ما تبقى عرضة للتآكل الذاتي كما تسعى لذلك إسرائيل.

علمتُ أكثر من مرة أن الجهاز له عيون في كل مكان يحسب على الناس أنفاسهم ويحصى عوامل تدمرهم ويتمعن فيما يجلسهم منتظرين ما سيؤول إليه مصيرهم فبكون التقرير بردا وسلاما على ذاك الجهاز المخابراتي ومع ذلك يتهيأ بالثانية لما هو أسوأ، بل له مَن يأتيه بالأخبار أولاً بأول لينجى بنفسه ساعة الاجتياح الأكبر، المُخطَّط له من سنوات يتم تحيين ما يستوجب التحين ليكون التدخل إن حصل على درجة عالية من الدقة ، المهم الطرف الفلسطيني استحلى انتظار الحل الخارجي وهو يعلم علم اليقين أن الغرب كمعظم الشرق نزع يده من تصفح حتى أوراق مستجدات القصية بالأحرى المشاركة في معايشة متطلباتها المادية ، وهذا يعني أن إسرائيل تسحب البساط من تحت أقدام قيادات الفلسطينيين بكيفية إن شعروا بها لا يملكون ما يواجهون به مثل العملية .

مرة سألت "البهلولية" ونحن الخمسة مجتمعين ببيتها في بروكسيل بمناسبة عيد الفطر ،بما فينا "أهدافا" العائدة من المملكة الأردنية ، عن مصير دولة فلسطين بعاصمتها القدس ؟. اجابتني بسؤال : أي فلسطين تقصد؟، أدركت أنها تتهرَّب حتى لا تزعجني واليوم يوم عيد ، ومع ذلك تجاهلت ُ قصدها قائلا: فلسطين الحالية.

- إسرائيل لن تمكن الفلسطينيين من ذلك مهما طال أمد الصراع بينهما ، ثمة معاهدة موثقة بين رواد الحركة الصهيونية الكبار، المتوارث العمل بها، أن إسرائيل ستظل قائمة باندثار الفلسطينيين على مراحل واصلة العشرة ، مهيأ لها ما يوازيها من خطط وبرامج أعدت من طرف مفكرين يهود لهم السبق في عدة ميادين منها الاجتماعية ، فطعنا من تلك المراحل اثنثين ، الأولى منذ سنة 1948 لغاية امتلاك السلاح النووي ، والثانية انطلاقا من فصل الضفة الغربية عن غزة منتهية بإقناع أغلب الدول العربية بالتحالف معنا . ونحن الآن نلج المرحلة الثالثة باقتلاع القدس(بما فيها الشرقية) من أوهام الفلسطينيين وجعلها عاصمة أبدية لإسرائيل. (للمقال صلة).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى منيغ
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/13



كتابة تعليق لموضوع : احترق مَن للصمت عَشَّق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net