صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

مرة أخرى.. قابيل يريد قتل هابيل
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حين نقلب صفحات التاريخ.. ونقف عند جريمة قتل قابيل لآخاه هابيل ونبحث في الأسباب التي أدت الى ذلك، لربما تصبينا الدهشة! فلا ذنب لهابيل من عدم تقبل نذور قابيل، سوى إنه كان صالحا تقيا نقي السريرة، لكنه قوبل بالظلم والحسد من أخيه فأقدم على قتله.

تلك الجريمة أصبحت أساسا في الصراع البشري، ورمزا للصراع بين الفضيلة والرذيلة، بين الحق والباطل، فكان على إثر ذلك الصراع الدائم بين البشرية، الذي ذهب ضحيته الملايين من الضحايا على مر التاريخ، وإتخذ طرقا عديدة تطورت بتطور البشرية، فمن حرب السيوف والضرب بالمنجنيق الى الأسلحة النارية، حتى وصلنا الى إستخدام الأسلحة النووية.

بتنا نشهد الآن طرقا أخرى مثل الحصار الإقتصادي والحروب الإعلامية التي تحاول تشويه الحقائق وتغير مفاهيم المجتمعات، محاولة نخرها من الداخل حتى تبدو ضعيفة هزيلة، يسهل هزيمتها وإنكسارها بعد أن تفقد الثقة في الحقائق الدامغة، حتى وإن تشاهدها في أم عينها، فيكون الإعلام كالعثة التي تأكل الشجرة الخضراء، فيحيلها يابسة جرداء خاوية على عروشها.

يعبر عن الصحافة أو الإعلام بصورة عامة بأنها " السلطة الرابعة "، لإنها عين الجماهير في مراقبة السلطات الثلاث، وصوته المعبر في أيصال مظلوميته وطلباته والمطالبة بحقوقه، ولها الدور الرئيسي في ولادة الديمقراطية ونموها، ونشر الأخبار والحقائق وإثارة الثورات ضد الدكتاتورية والطغيان، ودليل ذلك ما كان للإعلام من دور رئيسي في ثورات " الربيع العربي ".

لكن بعض الدول التي تريد فرض هيمنتها وأجنداتها الخاصة على الأمم والشعوب، ما زال مصرة على إستخدام الإعلام كسلاح للسيطرة، وليس وسيلة للتواصل وتبادل الثقافات، مثال ذلك ما فعلته قناة الجزيرة إبان الأحداث المصرية الأولى التي أوصلت الإخوان الى سدة الحكم، وما تفعله قناة العربية في صراعها مع إيران والأحداث في سوريا، وقناة الحرة التي هي إنعكاس للسياسة الأمريكية في المنطقة.

قناة الحرة التي وجهت سهامها نحو مكون عراقي معين، وإستخدمت إسلوب دس السم في العسل في أخبارها وتقاريرها عن الوضع العراقي، رفعت من وتيرة إستهدافها هذه المرة حتى وصل الى العتبات المقدسة، وراحت تلفق التقارير الكاذبة، عن مؤسسة كانت تمدحها قناة الحرة في تقارير سابقة، ولكن لأن ضياء الإنجازات التي حققتها العتبات بإدارة معتمدي المرجعية صار يعمي عيون إدارة الحرة، فكان لابد من وضع النظارات الواقية وفبركة الأخبار الكاذبة.

حين نراجع بيانات الإقتصاد العراقي نجد إن للعتبات الدور الأكبر في تحسنه، وحين نشاهد حجم المنشآت التي إنجزتها العتبات، نراها تعادل حجم ما أنجزته الدولة، وعندما نذكر الاستثمارات نجد العتبات هي المتفوقة في هذا المجال، وفي الواقع الصحي فإن مستشفيات العتبات من أرقى المستشفيات في البلاد، ناهيك عن تشغيل آلاف الأيدي العاملة، وزراعة آلاف الدوانم بمختلف المحاصيل الزراعية، فضلا عن عشرات الآلاف من الحالات الإنسانية التي تقدم لها العتبات معونات شهرية.

ولكن لأن الفضيلة لابد من رذيلة تتصدى لها، فقد شمرت قناة الحرة عن ساعدها وإستنفرت كوادرها، لإثارة الغبار وذر الرماد في العيون وإستغفال عقول السذج، حول منجزات العتبات المقدسة التي غيرت موازين القوى الإقتصادية في المنطقة، وذلك هو المقصود من تقرير الحرة، محاولة إرتكاب جريمة أخرى هي شبيهة بجريمة قتل قابيل لأخاه هابيل.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/07



كتابة تعليق لموضوع : مرة أخرى.. قابيل يريد قتل هابيل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net