صفحة الكاتب : عدوية الهلالي

أقوى من القانون
عدوية الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من هو الاقوى ، من يمتلك العقل والمباديء والوطنية ولايملك السلاح أم من يمتلك السلاح متجردا من العقل والمباديء والوطنية ؟! في دول عديدة القت السلاح وتسلحت بالعقل والمباديء والوطنية كان النجاح حليف الحكومات والشعب على السواء وازدهرت تلك الدول واصبحت ماركة مسجلة في عالم التقدم والرخاء مثل اليابان وماليزيا وسنغافورة وغيرها أما الدول التي اعتنقت مذهب السلاح لتعاقب به شعبها مشرعة الابواب للفساد والفوضى بهدف القضاء على المباديء وتغييب العقل وطمس الوطنية فقد انهارت او كادت وعاشت فيها الحكومات بينما يعاني فيها الشعب حالة احتضار دائمة ..

من المؤلم ان نسمع بعد كل هذه السنوات التي ضحى فيها العراقيون بارواحهم وامانهم واستقرارهم مقابل بناء دولة  قانون ان هنالك في العراق من هو اقوى من القانون وان من يمنحه القوة هو السلاح فقط لأن من يصبح اقوى من القانون هو اما فريق معارض لاخطاء الحكومة ولابد لهذا   ولاشك ان يمتلك العقل والمباديء والوطنية لتحقيق اهدافه في تصحيح المسار الخاطيء ، أو فريق لايعترف بالحكومة ولاالقانون ولايهمه بناء الدولة وتقدمها فهويمتلك قوانينه الخاصة ولغته التي تفتقد سمة الوطنية وحلاوة المباديء واهمية العقل وكل مايهمه هو بسط قوته بالسلاح للحصول على مكاسب خاصة ، لكن الفريق الثاني هو السائد حاليا في الساحة منذ ان اصبح السلاح اداة متوفرة ويسهل الحصول عليها بلا عقاب او حساب ومنذ أن تقاسمت الاحزاب السلطة وصار على كل حزب ان يحمي نفسه باغداق الاسلحة على افراده ومنحهم صلاحيات استخدامه ، وهكذا صار يمكن ان نسمع عن نشوب نزاعات عشائرية متعددة تستخدم فيها اسلحة ثقيلة ومتوسطة ويقع فيها قتلى وجرحى وتكون الاسباب هي الثأر او الخلافات بسبب نساء او حصص اراض ، ومؤخرا شاع سبب جديد وهو الصراع بين العشائر التي تمتهن تجارة المخدرات ، وفي كل الاحوال فهذه العشائر تتجاهل وجود القانون ولاتخشى عقاب الحكومة حتى وان جرى اعتقال بعض من افرادها لأن نفوذها يجبر الحكومة غالبا على اطلاق سراحهم مايشير ربما الى وجود علاقات بين تلك العشائر وبعض الفصائل المسلحة المتنفذة في الدولة والتي لاتعترف ايضا بالحكومة او بالقانون ..

كيف سيمكن لنا اذن ان نحلم ببناء الدولة وفي ابسط الاحوال بقدرة الحكومة على حماية المواطن من سطوة من هم اقوى من القانون ؟...وكيف يمكن ان نعيد العقل والمباديء والوطنية الى من تربى على مرافقة السلاح والاحتماء به وتحقيق اهدافه بواسطته ؟..سيكون على الحكومة ان تستنفر كل مالديها من قوة لمحاصرة هذه العشائر ومداهمتها وارغامها على تسليم السلاح او القائه،  وقبل ذلك ، ان تفرض سيطرتها على الاحزاب المتنفذة وترغمها على ممارسة العمل السياسي فقط وليس مهام رجال العصابات ليستعيد البلد استقراره ويحظى ابناؤه بالامان ، لكنها مهمة ليست سهلة أبدا ويحتاج تنفيذها الى الكثير من القوة والايمان بأن المستقبل لن يكون لنا اذا ماتفوقت قوة السلاح على سلطة القانون ..نحتاج الى حكومة قوية تقطع رؤوس الافاعي والى شعب يحب وطنه ويسعى لبنائه ..ويبدوان الحاجة ستظل قائمة طويلا مادامت قوة السلاح متفوقة على العقل والمباديء والوطنية ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدوية الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/09/07



كتابة تعليق لموضوع : أقوى من القانون
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net