صفحة الكاتب : واثق الجابري

قبل تشريع قانون المرور وغيره
واثق الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إشكالية ما تزال قائمةـ وتستمر ما دامت الحلول بلا تشخيص، ولا معالجاة للمشكلة من جذورها، وبالنتيجة تكون الحلول مشكلات أحياناً..
ما زالت مؤسساتنا ينخرها الفساد وسوء الإدارة، وأحيانا يكون المواطن شريكاً، سواء مرغماً أو مستغلاً للجاه والمال، وما دام الإعتقاد بأن القانون ضعيف وأن الدولة ضعيفة في تطبيقه، يعطي فرص للدخول من الشباك أو تجاوز الأسيجة لإختصار المسافة، فما بال بمواطن يبحث عن خدمة ويعتقد أن تأخيرها سيكلفه أكثر مما يدفعه خارج القانون.
ينعكس تطبيق القانون في المؤسسة ذاتها، على أفعال مراجعيها، ويمكنك الإنتظار أذا كنت تعتقد أن حقك محفوظ، لكن ما الذي يدفع ثلاثة مواطنين مثلاً للتدافع على شباك الخباز! ومن علم هؤلاء أن الأيادي الثلاث تمتد دفعة واحدة، في حين أن الخباز لا يستلم إلا واحد تلو الآخر؟!
هكذا سار النهج أينما تذهب في المؤسسة والشارع، لإعتقاد وجود وساطات ومحسوبيات وقوة ومعقبين ورشاوى، وهناك من يأخذ حقك إذا إلتزمت النظام، ولا ينتظم الواقفون أحياناً إلاّ بالزجر ويشمل المتدافع والسكت على حد سواء، ويقبلها الواقفون ويشهدون بأن النظام هو الأصح، ولكن إعتقادهم أن تطبيقه بالقوة!
على هذا النهج جاء قانون المرور المزمع تطبيقه، وفرض غرامات قاسية لا يستبعد أن تكون إنتقامية، ومخالفة لعالم التطور، الذي يقنع المواطن بأن القانون خادم والتحضر يٌقاس بالإلتزام به، والمواطن حلقة مهمة منه، ولا يقوم القانون بالردع، ولا بالعقوبات الصارمة التي تخالف مفاهيم حقوق الإنسان، ولا أقصد الحق بالمخالفة وإنما بالعقوبة.
إن القوانين لا تفرض لغرض جباية الأموال دون مرعاة حقوق الإنسان، والحالة الإقتصادية التي تناسب البيئة الإجتماعية، وفي كثير من حوادث المرور أخطاء غير متعمدة، والإلتزام بالقوانين يحتاج الى التوعية والإرشاد، أكثر من التلويح بالقوة، ومن خلال برامج تعليمية وتوعية وتثقيف، وتكون العقوبة بحجم المخالفة.
القوانين ليست مجرد تشريعات، والعراق من أكثر البلدان تشريعاً للقوانين، ولكن التطبيقات قد تنتهي وينسى القانون في اأحيان كثيرة.
يراد من القانون فرض سياقات لفرض الإنضباط، والتطبيق بحاجة الى دراية وثقافة فردية وجماعية، وعلم يعرفه المسؤول عن تطبيقة قبل المستفيدين من خدمته.
في العراق معظم سائقي المركبات يجهل معظم قوانين المرور، حيث تغيب الإشارة الضوئية في العاصمة، وعلامات الدلالة واللوحات الإرشادية وخطوط الشوارع، ناهيك عن عدم إلتزام المسؤولين بسياقات المرور الصحية، وغياب البيئة الهندسية المرورية التي تقلل الأزدحامات والسلامة المرورية.
الطرق بين المحافظات، تجعلك تشعر أحياناً، أننا نسير بطرق منسية يغيب فيها القانون تماماً، بل أن سلامتك محفوفة بالمخاطر، وحدث ولا حرج عن المطبات وعدم ترسيم الشوارع، وحين نحتاج الى تطبيق القانون، لابد من إيجاد أرضية مناسبة ووعي تنفيذي ومجتمعي بأهمية القانون، وأن الإلتزام لا يفرض بالقوة، وإنما بالشعور بالمصلحة العامة والخاصة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


واثق الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/30



كتابة تعليق لموضوع : قبل تشريع قانون المرور وغيره
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net