صفحة الكاتب : نعمه العبادي

وسوسة محلل
نعمه العبادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

من المفترض ان تكون عقلية محترف التحليل منظمة على اسس علمية منطقية إلا ان الوسوسة والنشاط الشيطاني لا يعدم ان يجد لنفسه منافذ وطرق ليتسلل الى عملية التحليل ويتمازج معها.
انتابتني نوبة من الوسوسة ونتج عنها الآتي:
(1) ماذا لو كانت الحوادث التي راجت في الفترة الاخيرة المتعلقة بالاعتداءات الايرانية على الزوار والسواح العراقيين مدبرة مسبقا بدفع منظم من خلال زج عراقيين ليتصرفوا بطريقة مثيرة للاستفزاز او الدفع بايرانيين يتم تجنيدهم لغرض اختلاق مثل هذه الفتن التي تصعد الامور وتوتر الاوضاع، وماذا لو تم تطوير الموضوع ليتم نقله الى العراق واختلاق حوداث بوصفها ردات فعل خصوصا ونحن مقبلون على شهر محرم وزيارة الاربعيين التي تشهد اكبر تواجد ايراني في العراق، وكل الظروف مناسبة لاختلاق حوادث مماثلة او بسياق آخر المهم فيها خلق رأي عام غاضب ودفع الامور الى مشاكل بين البلدين.
(2) ماذا لو كان القصف الاخير الذي وجه لمخازن الحشد وقادته مدبر من جهة ثالثة غير اسرائيل وهذه الجهة مرة تكون بالاتفاق مع اسرائيل واخرى تكون قاصدة زج الحشد والعراق في معركة مع اسرائيل وامريكا، وماذا لو كان هذا الفعل مدبرا من الداخل العراقي او بعلم اطراف في الداخل العراقي، وماذا لو كانت الطبخة مركبة من اكثر من طرف مكونة من اسرائيل وغيرها.
(3) ماذا لو كان القصف اسرائيليا ولكن اطرافا اخرى ستدخل على الخط في ظل تورط اسرائيل بالموضوع وتنفذ عمليات مماثلة وربما ستكون التصفية الجسدية الاقرب لهذا السيناريو بحيث يختلط الحابل بالنابل فتحقق غرضا مزدوجا، مرة بما تحققه من ضرر ومرة بما تدفع به باتجاه توتر اكبر للامور.
(4) ماذا لو كانت هذه الاحداث تستهدف بالدرجة الاساس تغيير الخارطة السياسية التي انتجتها الانتخابات الاخيرة في ظل الاستفادة من معطيات الانتصارات التي تحققت على داعش، او انها لخلق ظرروف معقدة تضع الحكومة الحالية امام عجز في التعاطي مع الامور بحيث توصل الجميع الى قناعة بضرورة الاطاحة بها، وهذه الاطاحة اما لخدمة طرف يرتب اوراقه ليكون بديلا او للوصول الى منطقة انسداد كبيرة يمكن ان تدفع الى انتخابات مبكرة او حتى خيارات غير دستورية مثل حكومة طواريء او حتى انقلاب على النظام السياسي.
وعلى الرغم من الدور الفاعل للشيطان في هذه الوسوسة التحليلية لكن وحي الرحمن يقول ان الامر سواء كان وسوسة شيطانية ام حقائق صادقة يكمن علاجها في ( اجراءات حكومية شفافة جادة تسلك الطرق العلمية وتعتمد القدرات والخبرات والمهارات المتخصصة في الوصول الى الحقائق مع عدم استبعاد المحتملات المقبولة والراجحة، وان يوضع كل هذا على طاولة البحث والنقاش الصريح بين يدي كل قوى المشهد السياسي فضلا عن خطاب صادق وشفاف للجمهور، ومع كل هذا تدابير حاسمة وسريعة وكفوءة منتجة عبر رأي مؤسسي تم تنضيجه بحكمة واتقان وعدم الارتكان الى الآراء المزاجية والمرتجلة وغير المختصة، ومتابعة حثيثة للتاكد من نجاعة التدابير ونتائجها والتحول للخيارات البديلة عند عدم فاعليتها).


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نعمه العبادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/30



كتابة تعليق لموضوع : وسوسة محلل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net