صفحة الكاتب : عبد الكاظم حسن الجابري

عيد الغدير وملامح الدولة العادلة
عبد الكاظم حسن الجابري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لاشك أن الأمم تطمح لأن تعيش في ظل نظام متكامل وشامل لكل نواحي الحياة, الانسانية منها والاقتصادية والسياسية, لذا فإن الأمم تسعى لن تكون بيئتها متكاملة افقيا "علاقات المجتمع" وعموديا "نظام الادارة والقيادة".

يمثل الاسلام خلاصة الرسالات السماوية, وهو امتداد لما جاءت به الرسل من ديانات قبله, ومكمل لها, فجميع الاديان جاءت لعبادة الله وحده, ولسعادة الانسان, لذا فإن الخالق عز وجل جعل خلاصة السعادة في التطبيق الكامل والصحيح والسليم للشريعة الاسلامية.

هذه الشمولية والكمال التي يمثلها الاسلام, تُلْزِم ان يطبقها ويحملها ويبينها للعالم من هو أهلا لذلك, ومن هو الأقدر بين الاخرين على فهم الرسالة وممارستها عمليا.

كان النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم يمثل خلاصة الانسانية في القيم, والنبل, والايثار, والسخاء, ولكون مسيرة الحياة تقتضي أن لا خلود لأحد فيها, لذا فمع تصرم أيام النبي الكريم صلى الله عليه واله, وفي نهاية مطاف ايامه "الاعتبارية" في الدنيا, كان من اللازم ان يسير بالرسالة من هو أهلا لها, ومن هو بدرجة النبي صلى الله عليه واله من السمو وعلو النفس, وقادر على ان يدير دفة الامة كما رسمها الشرع تماما.

علي ابن ابي طالب عليه السلام كان يمثل هذا النموذج النقي, فهو أول من اسلم وامن, وهو من فدى النبي صلى الله عليه واله بنفسه, وهو أول من طبق تعاليم الاسلام التي نزلت تباعا, وهو الفرد الوحيد الذي حظى بمؤاخاة النبي الكريم صلى الله عليه واله في يوم التآخي بين الانصار والمهاجرين في المدينة, وهو المنصوص عليه بانه نفس النبي صلى الله عليه واله في اية المباهلة, وغيرها من المناقب التي حازها علي عليه السلام بفضل ايمانه وورعه وتقواه وبذله للنفس في سبيل الله وطاعته.

جاءت واقعة الغدير لتُثَبِّتَ هذا الأمر, ليعلن صاحب الرسالة الخاتمة محمد صلى الله عليه واله بان الأمر الهي قد صدر بتنصيب علي عليه السلام وليا للمؤمنين, له ما للنبي صلى الله عليه واله من ولاية, حتى ان الباري عز وجل جعل التبليغ بأمر الولاية هو تأكيد لتبليغ الرسالة, بصورة توحي وتؤكد أن خلاصة البعثة هي في تنصيب الخلفاء الالهيين خلفا للنبي الخاتم صلى الله عليه وآله, وجاء التحذير شديدا لقائد الاسلام انك إن لم تبلغ بأمر الولاية فكأنك ما بلَّغْتَ الرسالة.

صعد النبي صلى الله عليه واله منبرا من اعواد جمعت له, والمسلمون يستمعون اليه في غدير خم بعد عودته من حجة الوداع قائلا " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم والي من واله وعادي من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله" فتنادى المسلمون يهنئون عليا عليه السلام بإمرة المسلمين, يتقدمهم عمر بن الخطاب قائلا "بخ بخ لك يا علي اصبحت مولاي ومولى كل مسلم ومسلمة" ثم لتاتي البشارة الالهية متحدثة عن لسان النبي صلى الله عليه واله بإتمام النعمة وكمال الدين بتنصب عليا عليه السلام اميرا للمؤمنين.

تنصيب علي ابن ابي طالب عليه السلام خليفة الهيا, وقائدا شرعيا للمسلمين كان اساسا لبناء الدولة العادلة, التي تنظر للمسلمين بعين السواء, حيث لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى, وحيث ان المسلمين سواسية كأسنان المشط, وحيث ان الدولة ترعى اقلياتها من غير المسلمين وفق نظرية " الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الكاظم حسن الجابري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/30



كتابة تعليق لموضوع : عيد الغدير وملامح الدولة العادلة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net