عماد الأخرس.. لماذا اصبحت صديقي؟
عدنان الفضلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هكذا ومن دون مقدمات، وفي لحظة مريبة يغيب عني (عماد الأخرس)، هكذا وبكل سهولة تختطف المنية روح انسان يحمل من الرقة والشفافية والشجاعة والصدق ما لا يمكن قياس حجومها، هكذا وبلحظة مشكوك بها تأتي سيارة مسرعة لتصدم الاخرس وترديه قتيلاً ويفرّ سائقها تاركاً خلفه جثة عراقي اصيل.
عماد الأخرس لمن لا يعرفه اقول: كان أصدق من جميع السياسيين في حبه للعراق والعراقيين، يحمل بداخله انسانية لو وزعت على اعضاء البرلمان لخدموا الوطن بعيونهم فهو وفي لوطنه حد العشق وهو قلم شجاع لو اطلع ساستنا على حروفه المضيئة لتعلموا معنى ان تكون عراقياً اصيلاً، فقد عاد من غربته المضنية ليساهم في بناء وطنه بعد ان زال الدكتاتور البعثي، عاد الى بعقوبته البرتقالية ليتعطّر بها ويشمّ اريج بساتينها، دون ان يعلم انه عاد لتقتله عراقيته وأصالته.
صديقي عماد الأخرس كان لصيقي في اغلب فترات عودته الى العراق نلتقي في اتحاد الادباء وشارع المتنبي ومقر الحزب الشيوعي في الاندلس، نتسامر ونتحدث في شؤون هذا الوطن المعتّق بالوجع، كان يبكي بمجرد تذكره لمعاناة الانسان العراقي فيكيل السباب والشتم لكل من أسهم بخراب العراق وسرقة حقوق اليتامى والمساكين، كانت حروفه تومض بتلك الشتائم حين يرسل لي اعمدته التي انشرها في البينة الجديدة، لكنها شتائم مؤدبة، لا كشتائم بعض المحسوبين على الصحافة الساخرة اليوم، كون عماد تربى في مدرسة سياسية عريقة واصيلة، استقى منها الثقافة الحقيقية المنقعة بالفكر اليساري التقدمي، فهو اسوة بزملائه الشيوعيين يحمل لوطنه وشعبه كل الحب والتقدير ويدافع عن حقوقهم بقلبه وقلمه ولسانه، وتشهد له بذلك ساحة التحرير التي ما فارقها منذ التظاهرة الاولى قبل عام من الان وحتى ايامه الاخيرة.
عماد الأخرس ايها الراحل الكبير ماذا عساني اقول، وقد تركت بي جرحاً جديداً حين فقدت اسمك الذي لم يكن على مسماك؟، كونك كنت طليق اللسان، ولم تكن يوماً اخرساً، بل كان صوتك هادراً يسمعه القاصي والداني، اما تدري ياصديقي اني مليء بالفقد فلماذا جئت لتكون صديقي ومن ثم تتركني اعاني فقدك الكبير؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عدنان الفضلي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/01/31



كتابة تعليق لموضوع : عماد الأخرس.. لماذا اصبحت صديقي؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net