صفحة الكاتب : حنان الزيرجاوي

النية الصادقة
حنان الزيرجاوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

منذ صغرها تعلقت بالإمام الحسين(عليه السلام)، الحب الفطري الذي بداخلها، بدأ يتعاظم مع مرور السنين، تشاهد ذلك الحب الجنوني الذي ينتاب المحبين خصوصاً أيام عاشوراء، فتراها يسافر قلبها في شغاف حب ليس له نظير، تمتطي صهوة جواد ذلك العشق الأزلي، لتحط رحالها عند تراب القبر الطاهر لتعفر جبهتها به ليكون لها واقياً من لظى النار يوم القيامة، هكذا كانت هواجسها وهي تسافر في كل ليلة بروحها إلى ذلك المعشوق الذي عشقته بعد عشقها لخالقها، كانت تسمع الحكايات الجميلة من جدتها وأمها وبعض أقاربها ممن كُنّ قد لثمن الشباك وطفْنَ حول الضريح، عندما تستمع تزداد شوقاً لفعل ذلك لعلها تطفئ بعض لهيب ذلك الشوق، هذا الحلم يراودها كثيراً، ولكن كان ذلك الأب العطوف الذي أثقلته هموم الحياة وضيق ذات اليد لا يحقق لها أحلامها، بعد سنوات وسنوات، بعد ما مضى من العمر ما مضى، أصبحت أكثر أدراكا وأيماناً وأرتباطا بالله جاء خبر ماكنت تصبوا اليه منذ صغرها، نداء الأب غداً سنذهب إلى كربلاء لن تصدق ماسمعته اتت مسرعة إلى جنب أبيها وبغنوج البنت التي تلاطف أبيها أفعلا ماتقول؟!

نعم يا ابنتي،

لم تنم تلك الليلة، أبحرت تسبح في محيط أفكارها، كيف سأُقبّل الشباك؟ ماذا أناجي سيدي؟

هل أعطّر روحي بأنفاسه ووو...

مازالت هذه الأمنيات في طريق الطويل إلى أن وصلوا، كان الأب قد اتعبهم سيراً على الأقدام إلى أن وصلوا، نال التعب منهم الكثير فجلسوا بين الحرمين ليأخذوا قسطا من الراحة، لكن المفاجأة المدوية التي كادت ان تصرعها عندما علمت بانه لايسمح بالدخول للحرم هذه الايام لوجود عملية صيانة وترميم ، انهارت من البكاء وكاد يغمى عليها،

هنا رفعت رأسها إلى السماء، نظرت ملياً ثم رمقت المرقد الشريف بنظرة ملؤها الحزن، أخذت تناجي المولى أبا عبد الله (عليه السلام):

أنت تعلم كم هو حبي وشوقي ولهفتي اليك، وكاد حلمي أن يتحقق بأن أُطّهر شفتاي بلثمة من ضريحك الطاهر، ولكن يبدو أني لا استحق هذا الشرف، ولكن أقسم عليك بغربة زينب أن تحمل حاجتي إلى الله تعالى بأن يسهل لي أمر زيارتك ولقياك في قادم الأيام، وعادت لترفع رأسها وناجت معبودها:

إلهي بحق الحسين عليك أجب دعوتي،

تقول هذه الكلمات مختنقة بعبرتها ثم عادوا إلى بيتهم، لكن المفاجأة التي لم تكن تتوقعها هي أنه بعد شهرين استجيب دعاؤها وأي أستجابة تهيأت الظروف لأن تبقى في كربلاء لأشهر، وهي تلثم الضريح في كل يوم وتسجد لله شكراً على استجابة الدعاء.

 

السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حنان الزيرجاوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/18



كتابة تعليق لموضوع : النية الصادقة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net