صفحة الكاتب : د . مصطفى الناجي

التشويش 
د . مصطفى الناجي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أمطرتنا سُحب الساسة ببيانات وكلمات وخُطب عصماء ..للإشادة بالجيش العراقي ،ومثلها للمطالبة بضبط الحشد بعدما أعياهم حله ..وقبلها بالرقص على جثث مجهولة الهوية ،ودموع ذُرفت دفاعاً عن النازحين ،والفقراء ،والمظلومين ،وأصوات نددت بالتهميش ،واُخرى استنكرت التجويع ..من كردستان الى البصرة ومن شرق العراق الى غربه ..أسطوانة جاهزة للعمل في كل زمان ومكان ..ونسوا انهم من تسبب بهذا الكم من البؤس ..
مشهد اليوم نراه ونحن محاصرون من كل قناة بكم هائل من التجهيل والتضليل والتشويه والتدليس ...
ليس هذا فحسب بل امتد هذا الوباء الى عدد ليس بالقليل من النخب او ما تبقى منها ،واصيبت الرؤية بالحول تارة والبعور تارة اخرى ،فهي لا ترى الا ما يراد لها ،ولا تتكلم الا بما يُكتب لها ،ولا تأن الا حينما يُطلب منها الصراخ ..
ان اشغال الناس بحروب افتراضية له مردود إيجابي بإبقاء المجتمع تحت وطئة التأثير السلبي وغسيل دماغ ،ولهذا فهم يفتعلون الأزمات بين الحين والآخر .
أتذكر احد اساتذة العلوم السياسية  ،قبل الغزو الامريكي ،كان يقول لنا ان التظاهرات المنددة بالحرب حالة سلبية وهي ستعجل بوقوع الحرب ..سالته كيف ذلك ؟قال :التظاهرات ستعطي دفعات لكلا الطرفين بالتقدم خطوة او اكثر نحو المعركة ،وخروج اي تظاهرة تندد بالحرب يعني حتمية وقوعها ..لم افهم هذه الفلسفة في وقتها ..ولكنني وبعد مضي هذه السنوات استطيع القول ان لكل موقف هدف ..وعلينا ان لا ننساق لكل تصريح ،ولكل تصريح غاية ،ولكل غاية مشروع يتم تمريره ونحن منشغلون بالتنديد وتوضيح مواقفنا ،،والدفاع عن وجودنا ..
من يحاول دحض التهمة وهو يعلم بانها الالهاء وإشغال الآخرين شريك بهذا المشروع ..
اعذروا صراحتي ولكنها الحقيقة التي أراها ..
——

خطب [علي (عليه السلام)] بالكوفة فقام رجل من الخوارج فقال:
لا حكم إلا لله. فسكت علي، ثم قام آخر وآخر، فلما أكثروا عليه قال: كلمة حق يراد بها باطل، لكم عندنا ثلاث خصال: لا نمنعكم مساجد الله أن تصلوا فيها، ولا نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا، ولا نبدؤكم بحرب حتى تبدؤونا به، وأشهد لقد أخبرني النبي الصادق عن الروح الأمين عن رب العالمين أنه لا يخرج علينا منكم فرقة - قلت أو كثرت إلى يوم القيامة - إلا جعل الله حتفها على أيدينا، وأن أفضل الجهاد جهادكم، وأفضل الشهداء من قتلتموه، وأفضل المجاهدين من قتلكم؛ فاعملوا ما أنتم عاملون، فيوم القيامة يخسر المبطلون، و ﴿لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون﴾


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مصطفى الناجي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/15



كتابة تعليق لموضوع : التشويش 
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net