باختصار !!!...
شهيد الموسوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تتصدع رؤوسنا بين الحين والاخر ببعض الشعارات التي تحوي بعض الكلمات الرنانة والطنانة ذات الايقاع الحسي والنفسي والمؤثر في اوساط الشباب خصوصاً والمثقفين عموماً،كعبارة المدنية والتمدن ،والدعوة الى حياة مدنية والى دولة مدنية ، فتاخذ مأخذها من السامع لما لها من ايقاع ساحر بسبب مظهرها الحسي الجميل الذي تطرب له الاذن .
بحثت في بعض معاجم اللغة العربية وليس كلها عن المعنى اللغوي لهذه الكلمة ، فالماضي منها ؛ مدَّن يمدن تمديناً ، فهو ممدِّن،والمفعول ممدَّن، مدَّن المدائن ؛ بناها ومصَّرها ، اذن فالمدنية ؛ بناءٌ وتطور ورقي ...
فوجدت انها كعملة ذات وجهين ولها جانبان ، فاذا انتفى احد وجهيها او جانبيها ، تفقد قيمتها بل قد ينقلب معناها الى غير ماوضعت لاجله...
فالوجه والجانب الاول هو الجانب المادي من الحضارة وما تحوي من عمران ووسائل الاتصال والترفيه ، يقابله الوجه الثاني ، الجانب الفكري والروحي والخلقي من الحضارة ...فكلاهما تطوير وبناء ...
فمالنا نجد من اتخذ المدنية شعاراً ونصب نفسه لها اماماً ، قد التزم بجانب وتنكر للجانب الاخر ، وجعل نفسه مدافعاً عن فئة من الناس قد ضعفت ارادتهم امام صعوبات الحياة واتخذوا مسلكاً يخالف الفطرة السليمة ، وهو مسلك العصيان واصبح يشجعهم ويغويهم ويروج لهم ، مع اننا نرجوا لهم الهداية والتوبة والرجوع الى فطرتهم السليمة .
فعندما ينتقد مايطرحه ممثل المرجعية المباركة وخطيب جمعة العتبة الحسينية المقدسة من خارطة طريق لكل صاحب مسؤولية في الدولة العراقية تتضمن حانبي الحياة المدنية في معناها اللغوي ، فتارة نرى ان المرجعية المباركة ترسم لنا آلية بناء الدولة ذات المؤسسات المدنية والخدمية بكل فروعها الاقتصادية والعمرانية والصحية والتعليمية وغيرها لاجل الالتحاق بالركب الحضاري للعالم وكابسط دولة كبعض دول الجوار، وتارة اخرى نرى انها تعالج بعض الظواهر  الفكرية والاجتماعية والاخلاقية لتدعو الى بناء مجتمع حضاري متمدن راقٍ ياخذ دوره بين مصاف شعوب المنطقة، فنرى هذا الشخص الذي لايمكن وصفه باقل من عدم فهمه الكامل للتمدن والمدنية ، فنقول له: هل تعتقد انك عندما تسخر مما تطرحه المرجعية او تنقده باسلوب ساخر ، انك تضحكنا او تروح عنا ...كلا ايها المحترم ، فانك تضحك على عقولنا وترقص على جراحنا التي اوغلتم انت وجماعتك فيها عمقاً لتزداد آلامنا منذ ان مسكتم زمام امور هذا البلد وبددتم خيراته وثرواته ، وكان الاجدر بكم ان تجيبوا على التساؤلات التي طرحتها المرجعية المباركة ، لانه لابد للظلمة ان تنكشف بنور الصباح ، ويكون كل شيء فيكم مباح ...!!!؟؟؟


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهيد الموسوي

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/14



كتابة تعليق لموضوع : باختصار !!!...
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net