صفحة الكاتب : د . شاكر عطية الساعدي

الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري المثل الناطق للضمير الإسلامي الحي
د . شاكر عطية الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المقدمة

هناك شخصيات إسلامية تأريخي تستحق الذكر والحديث عنها لا من جهة كونها تحمل بعض الخصائص والقيم والصفات التي يندر حصولها عند أقرانها فقط، بل من جهة كونها تمثل مدرسة من مدارس القيم ومنهل من مناهل العبر والدروس للأجيال اللاحقة والقادمة من بعدها، ومتى ما كان الأمر هكذا، استحقت الوقف عندها والتحدث عنها والتعريف بها، لأنّ شخصية أبي ذر الغفاري لم تكن بالشخصية العابرة التي لم تترك أثراً على وجه التأريخ الإسلامي وبصمة في صفحانه رغم كتابته بأقلام مأجورة غير أمينة؛ إذ حاولت قدر استطاعتها طمس الكثبر من الحقائق التأريخية المشرقة، ولكن كما يقولون (الشمس لا تغيبها الغيوم)، فالحديث عن هذه الشخصية الإسلامية التاريخية كما وصفه الحق تبارك وتعالى في الحديث عن شخصية تأريخية لأحد أنبيائه (عليه السلام)، حيث قال عنها: { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } ([1]).

 وهكذا كان أبي ذر الغفاري منهل لأخذ العبر والدروس ومدرسة لتعليم القيم والمبادئ الإنسانية، ومظهر من مظاهر وجه الإسلام الحقيقي المفعم بتعاليمه الربانية، فهوكما قال عنه النبي (صلى الله عليه وآله) في حديث أبي الدرداء وغيره: «ما أظلت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر »([2]) فأبي ذر الغفاري، جندب بن جنادة ـ من قبيلة غفار ـ كان رمزاً لليقظة الإنسانية، وثورة في وجه الظلمة والطواغيت، لأنّه بايع رسول الله(صلى الله عليه وآله) على أن لا تأخذه في الله لومة لائم، وأن يقول الحق ولو كان على نفسه، ولو كان مرّاً وأمره صعباً، فالتزم بما بايع الله ورسوله(صلى الله عليه وآله)، فكان جريئاً في جنب الله إلى آخر عمره، وقد لازم رسول الله(صلى الله عليه وآله) ملازمة الظل لصاحبه، وكان من حواريه الذين صاحبوه ولم يفارقوه، وكان من صفوة الصحابة وأعلامها.

ولكن شأءت الأقدار أن يكون هذا الصحابي الجليل الصادح بالحقّ والمدافع عنه، الواثق إلى جنب أصحابه، أن يُنفى من مكان إلى مكان بعدما عجزوا عن تكميم فمه بشتى أساليب الكتم وطرق الإسكات؛ وذلك لما يتمتع به من شجاعة فائق وجرأة منقطعة النظير في قول الحقّ، وسجية في نفسه لا تقبل التكلّف، فقد كان فارساً من فرسان الإسلام، وبطلاً من أبطالهم، وكان متحنّفاً في الجاهلية، ويقول: لا إله إلا الله، وما كان يعبد الأصنام، حتى أنّه لما مرّ به رجل من أهل مكة، بعد مبعث النبي(صلى الله عليه وآله) فقال: يا أبا ذر، إنّ رجلاً بمكة يقول (بمقالتك) ويزعم أنه نبيّ. وحين تناهى إلى سمع أبي ذر، نبأ ظهور النبي(صلى الله عليه وآله) في مكة ودعوته الناسَ إلى الإسلام عقد العزم على اللقاء به، والاستماع منه، لكنه فضّل في بادئ الأمر أن يرسل أخاه ليحمل إليه بعض أخباره، فقال له: «اركب إلى هذا الوادي، واعلم لي هذا الرجل الذي يزعم أنه يأتيه خبر من السماء، واسمع من قوله، ثم إئتني»([3]).

انطلق أخوه ـ أنيس ـ حتى قدم مكة، وسمع من قوله. ثم رجع إلى أبي ذر، فقال: رأيته يأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، ويأمر بمكارم الأخلاق، وسمعتُ منه كلاماً، ما هو بالشعر!

فقال له أبو ذر: ما شفيتني فيما أردت . فتزود وحمل شنّةٍ له فيها ماء حتى قدم مكة، فأتى المسجد، فالتمس النبي(صلى الله عليه وآله) وهو لا يعرفه ... وكان هذا أول الغيث.

فقال(صلى الله عليه وآله) : ... من أنت ؟

قلت: رجل من بني غفار، فعرض عليَّ فأسلمتُ، وشهدت أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله.

فقال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): ارجع إلى قومك، فأخبرهم، واكتم أمرك عن أهل مكة فإني أخشاهم عليك .

فقلت: والذي نفسي بيده، لأُصوتن بها بين ظهرانيهم .

فخرج حتى أتى المسجد، فنادى بأعلى صوته: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ... ([4]).

وهذا ما سيأتي الحديث عنه مفصلاً عن في غمار البحث ومطاويه، ولكن الجدير بالذكر هو أن هذه الشخصية مرّت بعدّة منعطفات وكانت لها عدّة محطات تستحق الوقوف عندها والتحدث عنها والتأمل فيها؛ لأنّها لم تكن شخصية تأريخية إسلامية عابرة، بل كانت تمثّل مدرسة في حد ذاتها وقصّة في نفسها من قصص التأريخ البشري على وجه العموم، والإسلامي على وجه الخصوص، وهذا ما سيطلعنا به الحديث عنها في هذا البحث المقتضب، آملين من الله تعالى أن يوفقنا وإياكم للعمل بما يرضيه والوقوف إلى جنب الحق وأهله.

الكلمات المفتاحية

أبو ذر الغفاري، قبيلة غفار، الصحابي ، الإسلام ، التأريخ الإسلامي، العدل والظلم، الحقّ.

سنكتفي بتعريف اثنين منها، لحاجتنا في البحث إليهما، ونترك الباقي لمحل آخر.

من هو أبو ذر الغفاري ؟

 أبو ذرّ الغِفَاريّ([5])، جُندُب([6]) بن جُنادة بن قيس, بن عمرو, بن مليل, بن صغير, بن حرام, بن غِفَار([7])، المتوفّى سنة (32 هـ) على المشهور ([8]).

قبيلة غفاري وبشارة النبي ((صلى الله عليه وآله))

ينسب أبو ذر إلى قبيلة غِفَار([9])، وهي قبيلة عربية ترجع إلى كنانة المضريّة. سكنت مشارف الطّريق العامّ للقوافل التّجاريّة بين مكّة والشّام، وكان أبو ذرّ سيّد غِفَار, وكان فقيراً معدماً، ويظهر من النّصوص التأريخيّة أنّ عثمان هو الّذي سبّب له ذلك في أواخر أيام حياته، لكنّه بقي ـ على عهده ـ ثابتاً في الطّريق الّذي رسمه له رسول الله (صلى الله عليه وآله).

وقد جاء في أحاديث النّبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) مدح قبيلة غِفَار: >غِفَار غفر الله لها ....< ([10])، وقال أيضاً(صلى الله عليه وآله) : >أَسلم سَالَمَهَا اللهُ، وغِفَار غفر اللهُ لها <([11])، وهناك روايات كثيرة تدلّ على المدح العالي لهم والمغفرة لما مضى من أعمالهم؛ لأنّهم كانوا يفعلون المحرّمات في شهر محرّم- الّذي له حرمة عند الله ورسوله(صلى الله عليه وآله) ـ قبل الإسلام، فجاء الإسلام فغفر لهم ما مضى من المحرّمات، فأخبر الله رسوله (صلى الله عليه وآله) بأنّ يقول لقبيلة غِفَار: >وغِفَار غفر الله لها، أما إنّي لم أقُلها، ولكن قالها الله عزّ وجلّ<([12]).

وهذه أكبر بشارة من الله تعالى على لسان نبيّه الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) لقبيلة غِفَار في ذلك الوقت. وقبيلة غِفَار قبيلة معروفة شريفة مؤمنة شيعيّة متواجدة في العالم الإسلاميّ اليوم، فمنها في إيران، في محافظة كاشان، ومنها في لبنان، ومنها في العراق([13])، ومنها في مصر حسب ما ذكر التّأريخ.

المحطة الأولى: مظالم أبي ذر الغفاري في ظل الأسلام

لقد طالت أبي ذر الغفاري (رض) مجموعة من المظالم، نقتصر هنا على ذكر اثنين منها:

المظلمة الأولى: من قبل الصحابة

لقد طال أبا ذر الغفاري من الظلم ما لم يطل أحداً سوى آل البيت ((عليهم السلام)) من قبل بعض الصحابة المتنفذين، ومن له اتخاذ القرارات، وإدارة الدولة بعد النبي الأكرم ((صلى الله عليه وآله)) بالطريقة التي تمكنوا فيها من الوصول إلى دفة الحكم وكرسي الرئاسة، ولكن أشدها كان ما عاناه من قبل الخليفة الثالث عثمان بن عفان؛ إذ كثرة الوشاية فيه، فكان من بينها قول حبيب بن مسلمة الفهريّ لمعاوية:>إنّ أبا ذرّ لمفسد عليكم الشّام، فتدارك أهله، إن كان لك فيه حاجة<([14]). ومنها وشاية معاوية في كتابه إلى عثمان:>إنّ أبا ذرّ تجتمع إليه الجموع، ولا آمن أن يفسدهم عليك، فان كانت لك في القوم حاجة، فاحمله إليك< ([15]) ، وكتب إليه أيضاً:>إنّ أبا ذرّ قد حرف قلوب أهل الشّام، وبغّضك إليهم، فلا يستفتون غيره! ولا يقضي بينهم إلا هو< ([16]). وفي الفتوح أنّه كتب معاوية إلى عثمان: > إنّ أبا ذرّ، قد أفسد عليك الشّام..< ([17]). وهذا ما يكشف عنه قول عثمان لأبي ذرّ حين طلب أبو ذرّ الرجوع إلى الشّام:>إنّما جلبتك من الشّام لمّا قد أفسدتها! أفأردّك إليها؟!< ([18]

ونقل لنا اليعقوبي في تأريخه أنّه:>بلغ عثمان أنّ أبا ذرّ يقعد في مسجد رسول الله(صلى الله عليه وآله) فيجتمع النّاس إليه فيحدّث بما فيه طعن عليه.... ويقع فيه، ويذكر ما غيّر وبدّل من سنن رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأبي بكر وعمر< ([19])، وقد كان من بين من يبلغ الخليفة عنه مروان بن الحكم، قال السيد المرتضى:>روى جميع أهل السير على اختلاف أسنادهم وطرقهم، أنّ مروان رفع ذلك إلى عثمان، فأرسل إليه مولاه ناتلاً: أن انته عمّا بلغني عنك ! فقال أبو ذرّ: أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله وعيب من ترك أمر الله ! فوالله لئن أُرضي الله بسخط عثمان أحبّ إليَّ وخير لي من أن أُسخط الله برضاه، فغضب عثمان لذلك ولكنّه صبر وكفّ عنه< ([20]).

وقال ابن أبي الحديد:> واعلم أنّ الذّي عليه أكثر أرباب السّيرة، وعلماء الأخبار والنّقل، أنّ عثمان نفى أبا ذرّ أوّلاً إلى الشّام، ثمّ استقدمه إلى المدينة لمّا شكى منه معاوية، ثمّ نفاه من المدينة إلى الرّبذة لما عمل بالمدينة نظير ما كان يعمل بالشام. أصل هذه الواقعة إنّ عثمان لمّا أعطى مروان بن الحكم وغيره بيوت الأموال واختص زيد بن ثابت بشيء منها، جعل أبو ذرّ يقول بين النّاس وفي الطرقات والشوارع: بشّر الكافرين بعذاب أليم، ويرفع بذلك صوته، ويتلو قوله تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} ([21]).

فرفع ذلك إلى عثمان مراراً وهو ساكت، ثمّ إنّه أرسل إليه مولى من مواليه: أن انته عمّا بلغني عنك. فقال أبو ذرّ: أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله تعالى، وعيب من ترك أمر الله تعالى، فوالله لأن أرضي الله بسخط عثمان أحبّ إليّ، وخير لي من أن أسخط الله برضا عثمان.

فأغضب عثمان ذلك وأحفظ فتصابر وتماسك إلى أن قال عثمان يوماً والنّاس حوله: أيجوز للإمام أن يأخذ من المال شيئاً قرضاً، فإذا أيسر قضى؟ فقال كعب الأحبار: لا بأس بذلك، فقال أبو ذرّ: يا ابن اليهوديين أتعلّمنا ديننا...< ([22])!

وذكر المسعودي:>ومن ذلك ما فعل بأبي ذرّ، وهو أنّه حضر مجلسه ذات يوم، فقال عثمان: أرأيتم من زكّى ماله هل فيه حقّ لغيره؟ فقال كعب: لا يا أمير المؤمنين، فدفع أبو ذرّ في صدر كعب وقال له: كذبت يا ابن اليهوديّ، ثمّ تلا: {ليس البرّ أن تولّوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب} الآية، فقال عثمان: أترون بأساً أن نأخذ مالاً من بيت مال المسلمين فننفقه فيما ينوبنا من أمورنا ونعطيكموه؟. فقال كعب: لا بأس بذلك. فرفع أبو ذرّ العصا فدفع بها في صدر كعب وقال: يا ابن اليهوديّ ما أجرأك على القول في ديننا!

فقال له عثمان: ما أكثر أذاك لي، غيّب وجهك عنّي فقد آذيتني.< ([23]) .

نعم لقد غيّب أبو ذرّ الغفاري وجهه عن عثمان بخروجه إلى الشّام، ولكن بعد مدّة استقدمه عثمان أثر شكاية معاوية بسبب مواجهته لظلم بني، ولم يتحمل معاوية وجوده في الشام تعرضه لمثالب ومفاسد بني أمية وذكر مناقب وفضائل أهل البيت(عليهم السلام) وما قاله النبي(صلى الله عليه وآله) فيهم من الأحاديث التي تؤكد على محبتهم وولائهم واتباع نهجهم الحقّ، فطلب معاوية من الخليفة أن أمر بإخراجه من الشام التي أفسدها عليه، وكاد يفجر فيها الثورة عليهم، فأمر الخليفة باستقادمه إلى المدينة على أسوء حال، حتى كاد يموت في ذلك، ولما استقر به الأمر في مكة أمهله الخلفية مدة لتردي الأوضاع السياسية واستياء اكثر الصحابة من أفعاله، حتى وصل الأمر بعائشة أن قامت بتحريض الناس عليه، حيث تقول:>اقتلوا نعثلاً، اقتلوا نعثلاً< ([24]) ولما بلغها ما فعل بعمار بن ياسر، قالت:>فغضبت وأخرجت شعرا من شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وثوبا من ثيابه ونعلا من نعاله ثم قالت : ما أسرع ما تركتم سنة نبيكم وهذا شعره وثوبه ونعله لم يبل بعد<([25]).

ولكن ذلك لم يغير من موقف أبي ذر الغفاري في قول الحقّ، فقال عثمان في محضر أبي ذر:>إنّي لأرجو لعبد الرّحمن خيراً؛ لأنّه كان يتصدّق، ويقريء الضّيف، وترك ما ترون. فقال كعب الأحبار: صدقت يا أمير المؤمنين، فشال أبو ذرّ العصا فضرب بها رأس كعب، ولم يشغله ما كان فيه من الألم، وقال: يا ابن اليهوديّ تقول لرّجل مات وترك هذا المال: إنّ الله أعطاه خير الدّنيا والآخرة، وتقطع على الله بذلك، وأنا سمعت النّبيّ (صلى الله عليه وآله) يقول: ما يسّرني أموت وأدع ما يزن قيراطاً([26]) فقال له عثمان: وار عنّي وجهك، فقال: أسير إلى مكّة؟ قال: لا والله، قال: فتمنعني من بيت ربّي أعبده فيه حتّى أموت؟! قال: أي والله. قال: فإلى الشّام؟ قال: لا والله، قال: فإلى البصرة؟ قال: لا والله، فاختر غير هذه البلدان، قال: لا والله ما أختار غير ما ذكرت لك، ولو تركتني في دار هجرتي ما أردت شيئاً من البلدان، فسّيرني حيث شئت من البلاد. قال: فإنّي مسيّرك إلى الرّبذة، قال: الله أكبر، صدق رسول الله (صلى الله عليه وآله)، قد أخبرني بكلّ ما أنا لاقِ. قال عثمان: وما قال لك؟ قال: أخبرني بأنّي أمنع عن مكّة والمدينة، وأموت بالربذة، ويتولّى مواراتي نفر ممّن يردون من العراق نحو الحجاز<([27]).

فحدث ما اخبر به ابو ذر الغفاري إذ تم تبعيده نحو الصحراء القاحلة كما نقل ابن أبي الحديد عن الواقدي قوله:>ثمّ إن عثمان حظر على النّاس أن يقاعدوا أبا ذرّ أو يكلّموه، فمكث كذلك أيّاماً، ثمّ أُتى به فوقف بين يديه، فقال أبو ذرّ: ويحك يا عثمان أما رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورأيت أبا بكر وعمر، هل هديك كهديهم؟! أما أنّك لتبطش بي بطش جبّار، فقال عثمان: اخرج عنّا من بلادنا([28]) ! فقال أبو ذرّ: ما أبغض إلىَّ جوارك....<([29]). قال اليعقوبيّ:> إنّ أبا ذرّ بعد تلك الجلسة أقام بالمدينة أيّاماً، ثمّ أرسل إليه عثمان وقال له: والله لتخرجنّ عنها! قال: أتخرجني من حرم رسول الله؟ قال: نعم، وأنفك راغم! قال: فإلى مكّة؟ قال: لا، قال: فإلى البصرة؟ قال: لا! قال: فإلى الكوفة؟ قال: لا، ولكن إلى الرّبذة ([30]) التّي خرجت منها، حتّى تموت بها! وكان مروان حاضراً فالتفت إليه وقال له: يا مروان! أخرجه ولا تدع أحداً يكلّمه! فحضر مروان على ناقة ومعه جمل ليحمله وأهله، وحضر عليّ(صلى الله عليه وآله) ومعه الحسنان وعبد الله بن جعفر وعمّار بن ياسر ليشيّعوه، فلمّا بصر أبو ذرّ بعليّ(صلى الله عليه وآله) ومعه الحسنان قام إليه فقبّل يده وبكى، وقال: إنّي إذا رأيتك ورأيت ولدك ذكرت قول رسول الله فيكم فلا أصبر حتّى أبكي، فبدأ عليّ(عليه السلام) يكلّمه، فقال له مروان وهو على ناقته: إنّ أمير المؤمنين، قد نهى أن يكلّمه أحد! فرفع عليّ السوط وضرب به وجه ناقة مروان، وقال له: تنحّ! نحاك الله إلى النّار! فحمل مروان أبا ذرّ وامرأته وابنته على الجمل وسيّرهم، ثم شيّعه عليّ(عليه السلام)، فكلمه بكلام يطول شرحه، وتكلم كل رجل من القوم وانصرفوا< ([31]).

وفيما أوصى به أمير المؤمنين (عليه السلام) عندما ودع ابا ذر الغفاري قال: >يا أبا ذرّ: إنّّك إنّما غضبت لله عزّ وجلّ فارج من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فارحلوك عن الفناء([32]). وامتحنوك بالبلاء، والله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقاً ثمّ اتّقى الله عزّ وجلّ، جعل له منها مخرجاً، فلا يؤنسك إلاّ الحقّ، ولا يوحشك إلاّ الباطل.

ثمّ تكلّم عقيل، فقال: يا أبا ذرّ أنت تعلم أنّا نحبّك، ونحن نعلم إنّك تحبّنا وأنت قد حفظت فينا ما ضيّع النّاس إلاّ القليل، فثوابك على الله عزّ وجلّ، فاتقّ الله واعلم أنّ استعفاءك البلاء من الجزع، واستبطاءك العافية من اليأس، فدع اليأس والجزع وقُل: حسبي الله ونعم الوكيل.

ثمّ تكلّم الحسن(عليه السلام) فقال: يا عمّاه إنّ القوم قد أتوا إليك ما قد ترى، وأنّ الله عزّ وجلّ بالمنظر الأعلى ([33]). فدع عنك الدّنيا بذكر فراقها، وشدّة ما يرد عليك لرخاء ما بعدها، واصبر حتّى تلقى نبيّك(صلى الله عليه وآله) وهو عنك راض إن شاء الله.

ثمّ تكلّم الحسين (عليه السلام) فقال: يا عمّاه أنّ الله تبارك وتعالى قادرٌ أن يغيّر ما ترى، وهو كلّ يوم في شأن ([34]). أنّ القوم منعوك دنياهم ومنعتهم دينك، فما أغناك عمّا منعوك، وما أحوجهم إلى ما منعتهم، فعليك بالصّبر، فإنّ الخير في الصّبر، والصّبر من الكرم، ودع الجزع، فإنّ الجزع لا يغنيك.

ثمّ تكلّم عمّار(عليهم السلام)فقال: يا أبا ذرّ أوحش الله من أوحشك، وأخاف من أخافك، انّه والله ما منع النّاس أن يقولوا الحقّ إلاّ الرُّكون إلى الدّنيا والحبّ لها، ألا إنّما الطاعة مع الجماعة ([35]). والملك لمن غلب عليه، وإنّ هؤلاء القوم دعوا النّاس إلى دنياهم فأجابوهم إليها، ووهبوا لهم دينهم فخسروا الدّنيا والآخرة، وذلك هو الخسران المبين.

ثمّ تكلّم أبو ذرّ(عليهم السلام) فقال: عليكم السّلام ورحمة الله وبركاته، بأبي وأمّي هذه الوجوه، فانّي إذا رأيتكم ذكرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) بكم، وما لي بالمدينة شجن ([36])؛ لأسكن غيركم، وإنّه ثقل على عثمان جواري بالمدينة كما ثقل على معاوية بالشّام، فآلى([37]) أن يسيّرني إلى بلدة. فطلبت إليه أن يكون ذلك إلى الكوفة، فزعم إنّه يخاف أن أُفسد على أخيه النّاس بالكوفة، وآلى بالله ليسيّرني إلى بلدة لا أرى فيها أنيساً، ولا أسمع بها حسيساً([38])، وإنّي والله ما أريد إلاّ الله (عز وجل) صاحباً، وما لي مع الله وحشة، حسبي الله لا إله إلاّ هو، عليه توكّلت وهو ربّ العرش العظيم، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطّيّبين<([39])

وهكذا تحقق له ما أخبره به نبي الرحمة محمد(صلى الله عليه وآله)، إذ نفي الى الربذة بعيداً عن مكة والمدينة، وبقي فيها إلى أن وافته المنية هناك وقام بتولي أمر نفر من العراق، وكان فيهم مالك الأشتر، حيث قام خطيباً في جماعته عند وصولهما إلى الرّبذة بعد تغسيل أبي ذرّ وتكفينه والصلاة عليه، قائلاً:> اللّهمّ هذا أبو ذرّ صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبدك في العابدين، وجاهد فيك المشركين، لم يغيـّر ولم يبدّل، لكنّه رأى منكراً فغـيّره بلسانه وقلبه حتّى جُفي ونُفي وحُرم واحتقر، ثمّ مات وحيداً غريباً! اللّهمّ فاقصم من حرمه ونفاه من مَهاجره حرم الله وحرم رسولك(صلى الله عليه وآله) ! فرفعنا أيدينا جميعاً وقلنا: آميّن([40]) وكان ذلك سنة ( 32 هـ )< ([41]).

 

 

المظلمة الثانية: من قبل المؤرخين

هناك عدّة مظالم تعرضت لها سيرة ابي ذر الغفاري من قبل المؤرخين، كانت أبرزها، مايلي:

الأولى: الاختلاف في اسمه واسم أبيه

الغريب في المقام أنّه اختلف في اسمه اختلافاً كبيراًَ, بل وفي اسم أبيه أكثر أيضاً، وكأنّه عاش قبل الإسلام مئات الأعوام، أو عاش في عالم غير عالمنا، ثمّ جاء إلى عالم الدنيا، وكلّ قوم جعل له اسماً، ولم يعرف سبب ذلك، ولعله لأمور سياسيّة وعقائديّة كان سببها بني أُميّة، والأشهر ما قلناه، وهو أصحّ ما قيل فيه, وقيل، برير بن عبد الله, وقيل، جندب بن عبد الله, قيل، جندب بن سكن, وقيل، جندب بن جنادة بن سفيان([42]).

الثانية: في إساء وصفه وتصوير حياته

من أراد أن يعرف أبا ذرّ بصفته ممّا تناقلته كتب التّأريخ والسير، فإنّه سيقف على مفترق طريقين، حيث صورته ووصفته بنحوين التصوير والوصف([43]):

أحدها: قد أساء الوصف والتصوير، من قبيل أنّه كان بدوياً ساذجاً، شديد التّزمّت سريع الانفعال, سيّئ الخلق، صغير الجثّة, ضعيف المعرفة والأمارة، خفيف العارضين, في ظهره حناء، ونحوها.

الآخر: أنصفه، حيث صرّح بالحقيقة التي تنسجم مع واقع وحقيقة أبي ذرّ, بأنّه كان رجلاً طويلاً عظيماً جسيماً شُجاعاً، يتفّرد وحده، يقطع الطّريق على ظهرِ فرسه، أو على قدميه, كأنّه سبع.

ولكن الحقّ يقال كما أفصح به السمعانيّ في كتابه الأنساب، حيث قال:>كان من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)وزهّادهم، وكبرائهم، ومن العلماء العالمين، والحكماء السّابقين، والعظماء الصّادقين... ..< ([44])

كما شهد بذلك أيضاً السيوطي، بقوله: > أسلم قديماً بمكّة وكان من فضلاء الصّحابة، ونبلائهم، وقرّائهم، ومن أوائل حفّاظ الحديث<. ([45])

وكذلك قال عنه النووي في كتابه " تهذيب الأسماء واللغات": > كان زاهداً, متقللاً من الدنيا... وكان قوالاً بالحقّ<([46])، ولكنّه في معرض حديثه هذا جاء قوله: > وكأنّ مذهبه أنّه يحرم على الإنسان ادّخار ما زاد على حاجته<، وكأنّه يشير بذلك إلى تشيّعه للإمام علي(عليه السلام) من جهة، وذلك من إظهار الاستغراب الذي أشار إليه بكلمة (كأن مذهبه)، هذا من جهة، ومن جهة أخرى كأنّه نسي أنّ الإسلام يحث على عدم الإسراف ومعونة المحتاجين والفقراء من المسلمين وغيرهم، فبدل أن يمتدح أبا ذرّ على هذه الصفة راح يشينه بها، غاية الأمر إن ما يستفاد من هذه الصفة أنّ أبا ذرّ كان زاهداً بهذه الدنيا كما هو شأن الزّهاد فيها، وأنّه أراد أن يؤثر على نفسه تجاه فقراء ومساكين المسلمين؛ طاعة لله تبارك وتعالى.

كما وصفه ابن الأثير بقول:>... وكان من كبار الصّحابة وفضلائهم، قديم الإسلام...، فضرب الدهر من ضربه، وَسُيّرَ أبو ذرّ إلى الرّبذة، وكان أبو ذرّ طويلاً عظيماً<([47]).

ووصفه ابن سعد في " الطّبقات الكبرى":> كان رجلاً طويلاً, آدم([48]), أبيض الرّأس واللّحية<([49]). ووصفه الذهبي في " سير أعلام النبلاء": >فجلس, فارجف به السرير, وكان عظيماً طويلاً< ([50]). وقال> وكان رأساً في الزّهد، والصّدق والعلم، والعمل، قوّالاً بالحق...<([51]) أحد السابقين الأولين، من نجباء أصحاب محمّد(صلى الله عليه وآله).

قال خير الدّين الزّركلّي:> أبو ذرّ صحابيّ من كبارهم، قديم الإسلام، يقال: أسلم بعد أربعة وكان خامساً، يضرب به المثل في الصّدق، وهو أوّل من حيّا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بتحيّة الإسلام <([52]).

قال عليّ بن محمّد ابن الأثير:> أسلم والنّبيّ(صلى الله عليه وآله) بمكّة، أوّل الإسلام، فكان رابع أربعة وقيل: خامس خمسة... وهو أوّل من حيّا رسول الله(صلى الله عليه وآله) بتحيّة الإسلام... وكان يعبد الله تعالى قبل مبعث النّبيّ(صلى الله عليه وآله) بثلاث سنين، وبايع النّبيّ(صلى الله عليه وآله) على أن لا تأخذه في الله لومة لائم، وعلى أن يقول الحقّ ولو كان مرّاً <([53])

قال السّيّد عليّ خان الشّيرازيّ:> كان أبو ذرّ (عليهم السلام) من أعاظم الصّحابة وكبرائهم الذّين وفوا بما عاهدوا الله عليه، وهو أحد الأركان الأربعة، وكفاه شرفاً رواه في وصيته المشهورة التّي أوصاه بها رسول الله(صلى الله عليه وآله) قال له: يا رسول الله بأبي أنت وأمّي أوصني بوصية ينفعني الله بها، فقال: نعم، وأكرم بك يا أبا ذرّ، إنّك منّا أهل البيت<([54]).

وقال ابن عساكر في تّأريخه: >أبو ذرّ أخشن الثّياب، أخشن الجسد، أخشن الوجه<([55])، وفي بعض الرّوايات أسود اللّون، كثيف اللّحية.

المظلمة الثانية: من قبل أخوانه في الإيمان والولاء

لم نَرَ أحداً كتب حول دور أبي ذرّ(عليهم السلام) في فتح الشّام ومصر وقبرص، فمن راجع كلّ من كتب عن أبي ذرّ فأنّه لم يجد هذا الفصل في كتاباتهم ([56]) (إلاّ في كتاب جواهر التّأريخ للشيخ علي الكوراني ج2)؛ ولعلّ العلّة في ذلك قلّة المصادر في هذا الفصل، مع العلم أنّ أبا ذرّ كان له وجودٌ كبيرٌ في هذه الفتوحات الثلاثة، ولكن ضيّعه أصحاب الباطل؛ لأنّ أبا ذرّ من أصحاب الحقّ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودائماً تجده يعاكس أهلَ الباطل، ومُعارِضاً للسياسات الأُمويّة الخاطئة مع كبار الصحابة، فهذه وغيرها أدّت إلى ضياع ذكر أبي ذرّ في مثل هذه المشاهد المشرقة في الجهاد التي بات فيها أبو ذرّ يدافع عن الإسلام ويسعى في نشره ونشر تعاليمه في تلك البلدان, عن رسول الله‌(صلى الله عليه وآله) ناطقاً ومبلغاً ولله قاصداً.

ثم إنّه حتّى الذين كتبوا باللغة الفارسية لم يذكروا لأبي ذرّ مشاركة في الفتوحات الإسلامية التي قام بها الخلفاء آنذاك([57]).

المحطة الثالثة: النقاط المضيئة في حياة أبي ذر الغفاري

النقطة الأولى: عدم المبالاة في إجهار الحق

ويشهد لهذا الأمر عدّة مواقف قام بها أبو ذر الغفاري، نذكر منها ثلاثة، وهي:

الموقف الأول: إجهاره لإسلامه

بعد أنّ أسلم أبو ذَرّ الغفاري جعله عرضة لمخاطر مشركي قريش وعتاتها؛ نتيجة الجهر بإسلامه، إلا أنّه لم يعبأ بذلك كما أفصحت عنه مواقفه الشجاعة والجريئة اتجاه دينه وإيمانه بالله ورسوله(صلى الله عليه وآله)، فمن مواقفه أنّه قال للنبي(صلى الله عليه وآله):>والذي بعثك بالحقّ لأصرخن بها بين أظهرهم، فجاء إلى المسجد وقريش فيه، فقال: يا معشر قريش ـ مناديناً بأعلى صوته ـ إنّي أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله<([58]). وهو ما أجمعت عليه كتب السّير والتاريخ، فكانت صرخة مدوية بالشهادتين، مع تحمله للمخاطر([59])، وقلَّ من يقوم بهذا العمل في العالم.

فإنّ جهرَ أبي ذَرّ بإسلامه, وتعريضه نفسه للضرب والإهانة من قبل المشركين, إنّما يعكس لنا مدى اعتزازه(رض) بإسلامه واستعداده للتضحية في سبيله، وفي موقفه الجريء هذا عدة دلالات:

الأولى: كأنّه بذلك يريد أن الناس يُعلم بالنبيّ الموعود.

الثانية: يريد بذلك أن يكشف عن مدى حماقة قريش ورعونتها في مواجهة الدعوة إلى الله تعالى، فكأنها إنّها نسيت: أن من تبطش به ربّما يكون في المستقبل سبباً في عرقلة تجارتها إلى الشام, ومضايقتها اقتصادياً.

الثالثة: لعلّ أبا ذَرّ قد أراد بإعلانه أمام الملأ من قريش كسر شوكتهم, وفتح ثغرة على هذا الجبروت.

الرابعة: لعل بذلك يريد كسر حاجز الخوف لدى بعض المسلمين الجدد, ليتشجعوا على مواجهة الأخطار, وضرب المثل الحي لهم في مجال التضحية من أجل الدين والحقّ.

الخامسة: لعله يريد بذلك أن يؤثر على من يميلون إلى هذا الدين ويتعاطفون مع المسلمين, ويثير إعجابهم بصورة كبيرة على صدقه الثابت مع رسول الله(صلى الله عليه وآله)، فقد كان صادق الإسلام واللسان([60]). فهذه هي قصّة إسلام أبي ذَرّ الغفاري من طرق العامة في كتب السير والتاريخ.

أمّا ما رواه الإمامية في قصّة إسلامه (رض) فهو كثير جداً حيث تناقلته مصادرها المعتبرة قديمها وحديثها، نذكر منها رواية الكليني عن الإمام الصّادق (صلى الله عليه وآله) التي جاء فيها بيان إسلامه لجماعة كانت حاضرة عنده، فقد روى محمد بن يعقوب الكليني (عليهم السلام) بسند معتبر عن الإمام جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنّه قال: >ألا أُخبركم كيف كان إسلام سلمان وأبي ذَرّ؟ فقال الرّجل وأخطأ: أمّا إسلام سلمان فقد عرفته, فأخبرني بإسلام أبي ذَرّ, فقال: إن أبا ذَرّ كان في بطن مر([61]) يرعى غنماً له, فأتى ذئب عن يمين غنمه فهش بعصاه على الذئب, فجاء الذئب عن شماله فهش عليه أبو ذَرّ, ثم قال له أبو ذَرّ: ما رأيت ذئباً أخبث منك ولا شّراً, فقال له الذئب: شّر والله مني أهل مكّة, بعث الله عزّوجلّ إليهم نبيّاً فكذبوه وشتموه. فوقع في إذن أبي ذَرّ, فقال لامرأته: هلمي مزودي([62]), وأداوتي وعصاي, ثم خرج على رجليه يريد مكة ليعلم خبر الذئب وما أتاه به, حتى بلغ مكة فدخلها في ساعة حارّة، وقد تعب ونصب, فأتى زمزم وقد عطش, فإغترف دلواً فخرج لبن, فقال في نفسه: هذا والله يدلني على أن ما أخبرني الذئب وما جئت له حق. فشرب، وجاء إلى جانب من جوانب المسجد, فإذا حلقه من قريش, فجلس إليهم فرآهم يشتمون النبي (صلى الله عليه وآله) كما قال الذئب, فما زالوا في ذلك من ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) والشتم له، حتى جاء أبو طالب من آخر النهار, فلما رأوه قال بعضهم لبعض: كفوا فقد جاء عمّه. قال: فكفّوا، فما زال يحدّثهم ويكلّمهم حتّى كان آخر النّهار, ثمّ قام وقمت على أثره, فالتفت إليّ, فقال: اذكر حاجتك؟ فقلت: هذا النّبي [(صلى الله عليه وآله)] المبعوث فيكم؟ قال: وما تصنع به؟ قلت: أومن به وأصدقه, وأعرض عليه نفسي, ولا يأمرني بشيء إلا أطعته, فقال: وتفعل؟ فقلت: نعم, قال: فتعال غداً في هذا الوقت إليّ حتى أدفعك إليه. قال: بتُّ تلك اللّيلة في المسجد حتّى إذا كان الغد جلستُ معهم, فما زالوا في ذكر النبي(صلى الله عليه وآله) وشتمه حتّى إذا طلع أبو طالب, فلمّا رأوه قال بعضهم لبعض: أمسكوا فقد جاء عمّه. فأمسكوا, فما زال يحدِّثهم حتى قام, فتبعته فسلّمت عليه, فقال: اذكر حاجتك؟ فقلت: النبي المبعوث فيكم. قال: وما تصنع به؟ فقلت: أومن به وأصدقه, وأعرض عليه نفسي, ولا يأمرني بشيء إلا أطعته, قال: وتفعل؟ قلت: نعم, فقال: قم معي. فتبعته فدفعني إلى بيت فيه حمزة ((عليه السلام)) فسلّمت عليه وجلست, فقال لي: ما حاجتك؟ فقلت: هذا النبيّ المبعوث فيكم, فقال: وما حاجتك إليه؟ قلت: أومن به وأصدقه, وأعرض عليه نفسي, ولا يأمرني بشيء إلا أطعته, فقال: تشهد أن لا اله إلا الله, وأنَّ محمداً رسول الله(صلى الله عليه وآله), قال: فشهدت. قال: فدفعني حمزة إلى بيت فيه جعفر(عليه السلام), فسلّمت عليه وجلست, فقال لي جعفر(عليه السلام): ما حاجتك؟ فقلت هذا النبيّ [(صلى الله عليه وآله)] المبعوث فيكم, قال: وما حاجتك إليه؟ قلت: أومن به وأصدّقه, وأعرض عليه نفسي, ولا يأمرني بشيء إلا أطعته, فقال, تشهد أنّ لا إله إلا الله, وحده لا شريك له,([63]) وأن محمداً عبده ورسوله. قال: فشهدت، فدفعني إلى بيت فيه علي (عليه السلام), فسلّمت وجلست, فقال: ما حاجتك؟ فقلت: هذا النبيّ المبعوث فيكم, فقال: وما حاجتك إليه؟ قلت: أومن به وأصدقه, وأعرض عليه نفسي, ولا يأمرني بشي إلا أطعته, فقال: تشهد أن لا اله إلا الله, وأن محمداً رسول الله(صلى الله عليه وآله), قال: فشهدت. فدفعني إلى بيت فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ([64]) فسلّمت وجلست, فقال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): ما حاجتك؟ قلت: النبيّ المبعوث فيكم, قال: وما حاجتك إليه؟ قلت: أومن به وأصدقه ولا يأمرني بشي إلا أطعته, فقال: تشهد أن لا اله إلا الله, وأنّ محمداً رسول الله(صلى الله عليه وآله), فقلت: أشهد أن لا اله إلا الله, وأن محمداً رسول الله(صلى الله عليه وآله). فقال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا أبا ذَرّ انطلق إلى بلادك، فإنّك تجد ابن عمّ لك قد مات, وليس له وارثٌ غيرك, فخذ ماله وأقم عند أهلك حتى يظهر أمرنا, قال: فرجع أبو ذَرّ فأخذ المال, وأقام عند أهله حتى ظهر أمر رسول الله(صلى الله عليه وآله). فقال أبو عبد الله (عليه السلام): هذا حديث أبي ذَرّ وإسلامه رضي الله عنه, وأمّا حديث سلمان فقد سمعته, فقال: جعلت فداك حدّثني بحديث سلمان, فقال: قد سمعته, ولم يحدّثه لسوء أدبه< ([65]).

وقد اختصّ مذهب أهل البيت (عليهم السلام)بهذا الحديث، اعني به حديث بيان إسلام وإيمان أبي ذَرّ(رض)، ولم يكن في الكتب السنية مثل هذا الحديث حول إسلام أبي ذَرّ، بل أنّهم جعلوه من الغريب والثقيل والمستبعد جداً عندهم([66]) بينما ذكرته مصادرنا الشيعية واعتبرته من المسلمات كما في الكافي الشريف، وأمالي الصدوق وبحار الأنوار وعين الحياة للمجلسي بأسانيد صحيحة([67]).

الموقف الثاني: دفاعه عن أحقية أئمة أهل البيت (عليهم السلام)

لطالما حدّث أبو ذر الغفاري في أسفاره وترحاله الناس بأحاديث النبي(صلى الله عليه وآله) ولم يعبأ بما تعرّض له من المنع والصد من قبل بني أمية وحكامهم، فقد جاء في كتاب سليم بن قيس، أنّه قال بينما أنا وحنش بن المعتمر بمكة، وإذ قام أبو ذَرّ وأخذ بحلقة الباب، ثم نادى بأعلى صوته في الموسم:>أيها الناس: من عرفني فقد عرفني، ومن جهلني فأنا جندب بن جنادة، أنا أبو ذَرّ، أيها الناس: إني سمعت نبيكم يقول: مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في قومه، من ركبها نجا ومن تركها غرق، ومثل باب حطة في بني إسرائيل. أيها الناس: إني سمعت نبيّكم يقول: إني تركت فيكم أمرين، لن تضلوا ما إن تمسّكتم بهما: كتاب الله وأهل بيتي... < ([68]) إلى آخر الحديث.

وقد عقد الخزّاز القمي باباً في كتابه "كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام)" بعنوان > ما جاء عن أبي ذَرّ الغفاري (رحمة الله عليه)<([69])، روى فيه بأسانيده متعددة أحاديث منها: >عن أنس بن مالك قال: صلى بنا رسولُ الله (صلى الله عليه وآله) صلاةَ الفجر، ثُمَّ أقبل علينا فقال: معاشر أصحابي من أحبَّ أهلَ بيتي حُشِرَ معنا، ومن استمسك بأوصيائي من بعدي فقد استمّسك بالعُروة اِلوثقى. فقام إليه أبو ذَرّ الغِفاريّ فقال: يا رسول الله كم الأئمة بعدك؟ قال: عدد نقباء بني إسرائيل فقال: كلهم من أهل بيتك؟ قال: كلهم من أهل بيتي تسعة من صلب الحسين والمهديّ منهم <.([70])

ومن خطبة له وهو متعلّق ببابِ الكعبة: سمعتُ رسولَ الله(صلى الله عليه وآله) يقول: >إنّما مثل أهل بيتي في هذه الأمة مثل سفينة نوح في لجّة البحر، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق. ألا هل بلغت<([71]).

وعن أبي ذر عندما قدم أهل الطائف، قال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله): >يا أهل الطائف لتقيمن الصلاة، ولتؤتن الزكاة، أو لأبعثنِّ إليكم رجلاً كنفسي، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يقصعكم بالسيف. فتطاول لها أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فأخذ بيد عليٍّ(عليه السلام) فاشالها ثم قال: هو هذا، فقال أبو بكر وعمر: ما رأينا كاليوم في الفضل قط< ([72]) .

كما روى حديث النبي(صلى الله عليه وآله) في حق الإمام علي(عليه السلام): >عليٌّ أوّل من آمن بي وصدّقني، وهو أوَّل من يصُافحني يوم القيامة، وهو الصّديق الأكبر، وهو الفاروق بعدي، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة< ([73])، وقال أبو ذَرّ: رأيتُ النبيَّ (صلى الله عليه وآله) آخذاً بيد عليِّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فقال له: >ياعليُّ أنت أخي وصفيّي ووصيّي ووزيري وأميني، مكانك منّي في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلاَّ أنّه لا نبيَ معي، من مات وهو يُحّبك ختم الله عز وجلَّ له بالأمن والإيمان، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب<([74]).

وعن أبي ذَرّ قال: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): >من سرّه أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن التي غرسها ربي، فليتولّ علياً بعدي، وليوال وليه، وليقتدي بالأئمة من بعده، فإنهم عترتي، خلقهم الله من لحمي ودمي وأتاهم فهمي وعلمي، ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، لا أنالهم الله شفاعتي< ([75]).

وقال ابن حجر: > ولا ينتهي عن ذلك ولو أشرف على القتل <([76])، وهكذا كانت سجية أبي ذر الغفاري في الصدح بأحقية الإمام علي(عليه السلام) والأئمة من بعد(عليهم السلام)، وتحمل من أجل ذلك التعذيب والنفي والحرمان، إلى أن انتهى به الأمر أخيراً أن ينفى من البلدان الإسلامية إلى صحراء قاحلة بعيد عن الناس، وفيها سلّم أمره الى الله تعالى كما أخبره بذلك النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله).

الموقف الثالث: ردعه للمخالفين للشرع المقدس

لم يكن أبا ذر بالذي يداهن على أصل الدين والشرع، بل كان خشناً صعباً لا يترك قول الحق أبداً وإن كلفه ذلك حياته وعرضه للمخاطر، فقد جاء عن اليعقوبيّ في تّأريخه قوله:>فكان يجلس في المسجد [الشام]، فيقول لهم كما كان يقول، ويجتمع إليه النّاس، وكثر من يجتمع إليه ويسمع منه، وكان يقف على باب دمشق، إذا صلّى صلاة الصبح، فيقول: جاءت القطار تحمل النار، لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له، ولعن الله الناهين عن المنكر والآتين له([77]) .

ولمّا بنى معاوية الخضراء بدمشق، قال له أبو ذرّ بكلّ شجاعة دون خوف أو وجل: >يا معاوية، إن كانت هذه من مال الله، فهي الخيانة، وإن كانت من مالك فهي الإسراف< ([78]). وذكّره يوماً بقول رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهم: >إنّ أحدكم لفرعون هذه الأمّة ! فقال معاوية: أمّا أنا فلا<([79])، وهكذا كان أبو ذرّ يقول في الشّام: >والله لقد حدثت أعمال ما أعرفها، والله ما هي في كتاب الله ولا سنة نبيّه(صلى الله عليه وآله)، والله إني لأرى حقّاً يطفأ، وباطلاً يحيا، وصادقاً مكذّباً، وأثرة بغير تقى، وصالحاً مستأثراً عليه<([80])

ثمّ يقول: أمّا بعد، فإنّا كنّا في جاهليّتنا قبل أن يبعث فينا الرّسول وينزّل علينا به الكتاب، ونحن نوفي بالعهد ونصدّق الحديث ونحسن الجوار ونقري الضّيف ونواسي الفقير ونبغض المتكبّر، فلمّا بعث الله فينا رسوله وأنزل علينا به كتابه، كانت تلك الأخلاق يرضاها الله ورسوله، فكان أهل الإسلام أحقّ بها وأولى أن يحفظوها. ثمّ إنّ الولاة قد أحدثوا أعمالاً قباحاً ما نعرفها من سنّة تُطفى وبدعة تُحيل وقائل بحقّ مكذّب، وأثرة بغير تقي، ومن مستأثر عليه من الصّالحين، ثمّ يقول: اللّهمّ إن كان ما عندك خيراً لي فاقبضني إليك غير مبدّل ولا مغيّر. وكان يبدئ هذا الكلام ويعيده< ([81])

فما كان من معاوية الا ان يكتب الى عثمان: >أمّا بعد، فإنّ أبا ذرّ قد حرّق قلوب أهل الشّام وبغّضك إليهم، فما يستفتون غيره، ولا يقضي بينهم إلاّ هو([82])، وإنّه يصبح إذا أصبح، ويمسي إذا أمسى وجماعة كثيرة من النّاس عنده، فيقول لهم كيت وكيت، فإن كانت لك حاجة في النّاس قبلي فأقدم أبا ذَرّ إليك، فإنّي أخاف أن يفسد النّاس عليك، والسّلام <([83]).

فكتب عثمان إلى معاوية:>أمّا بعد، فقد جاءني كتابك وفهمت ما ذكرت عن أبي ذرّ جُنَيْدِب، فابعث به إليّ واحمله على أغلظ المراكب وأوعرها، وابعث معه دليلاً يسير به اللّيل والنّهار، حتّى لا ينزل من مركبه فيغلبه النّوم فينسيه ذكري وذكرك ([84])! أن حمل أبا ذرّ على ناقة صعبة وقتب، ثمّ ابعث معه من يبخش به بخشاً عنيفاً حتّى يقدم به عليَّ، والسّلام <([85]).

ولكن هذا لم يكن بالرادع له عن قول الحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

النقطة الثانية: مشاركته في الفتوحات الإسلامية (الشام، مصر ، وقبرص)

لقد شارك في فتح الشّام من أولّه، قال الطَبَراني:> وكان أبو ذرّ ممّن شَهِد الفتحَ مع عمرو بن العاص وكان بالشّام([86]) <([87])، وكان له احترام في نفوس الجنود ونفوذه على قادة جيش الفتح، وهو ما تحرص مصادرهم على إخفائه! قال القاضي النعمان:> غزا يزيد بن أبي سفيان بالنّاس وهو أمير على الشّام، فغنموا وقسموا الغنائم، فوقعت جارية في سهم رجل من المسلمين وكانت جميلة، فذكرت ليزيد فانتزعها من الرجل! وكان أبو ذرّ يومئذ بالشّام، فأتاه الرجل فشكا إليه واستعان به على يزيد ليرد الجارية إليه، فانطلق إليه معه، وسأله ذلك، فتلكأ عليه! فقال له أبو ذرّ: أما والله لئن فعلت ذلك، لقد سمعت رسول اللهِ(صلى الله عليه وآله) يقول: إنَّ أوَّل من يُبدّل سُنّتي رجلٌ من بني أُميّة، ثُمَّ قام! فلحقه يزيد فقال له: أُذكّركَ اللهَ عزَّ وجلَّ أنا الرجل؟! قال: لا. فردَّ عليه الجارية < ([88]).

أما دور أبي ذرّ في فتح (مصر) فيدّل عليه ما روتْه أكثرُ مصادر الحديث في مَنْ دخل مصر من الصحابة، فقد ذكر السّيوطي في كتابه تحت عنوان ( من دخل مصر من الصحابة) برقم 307 أبو ذرّ الغفاري، قال السّيوطي: >قال ابنُ الربّيع: شَهِدَ فتحَ مصر واختطّ بها، ولهم عنه عشرين حديثاً، ثُمَّ قال السّيوطي: وقد سكن مصر مُدّة، ثُمَّ أُخرج منها، ويذكر أيضاً... وكانت أم ذرّ زوجة أبي ذرّ الغفاري، صحابية جليلة معروفة، وقد سكن زوجها أبو ذرّ في مصر مُدّة...<([89])، وقال السّيوطي: قلت: > فالظاهر أنّها كانت معه حيث انتقل< ([90]).

قال السّيوطي في الدّر المَنثور:> وأخرج أبو عُبيدة في كتاب الخيل عن معاوية بن خديج، أنّه لمّا افُتتحتٍْ مِصر كان لكلّ قوم مُراغة يمّرغون فيها خُيولَهم، فمرّ معاوية بأبي ذرّ رضي الله عنه وهو يمّرغ فرساً له فسلّم عليه ووقف ثُمَّ قال: يا أبا ذرّ ما هذا الفرس؟ قال فرسٌ لي، لا أراه إلا مُستجاباً! قال: وهل تدعو الخيل وتجاب؟ قال: نعم، ليس من ليلة إلاّ والفرسُ يدعو فيها ربّه فيقول: ربّ إنك سخّرتني لابنِ آدم وجعلتَ رزقي في يدهِ، اللَّهُم فاجعلني أحبّ إليه من أهله وولده، فمنها المستجاب ومنها غير المستجاب، ولا أرى فرسي هذا إلا مستجاباً<([91]).

فهذه الأحاديث تكشف أنّ لأبي ذرّ دور في فتح مصر مشهود لا يمكن أن يخفى، وكان يُعطى أهميةً كُبرى للفرس.

وهكذا كان لأبي ذرّ دوراً ومشاركة أيضاً في فتح (قبرص)، قال الطبري: قال بعضهم: > كانت قبرص سنة (27هـ) غزاها فيما ذكر جماعة من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله)، وفيهم أبو ذرّ وعبادة بن الصامت ومعه زوجته ام حرام، والمقداد، وأبو الدّرداء، وشداد بن أُوس < ([92]). وجاء عن البلاذرّي في فتوح البلدان:> لمّا غُزيتْ قُبْرس [قبرص] الغزوةَ الأُولى... وغزا مع معاوية أبو أيّوب خالدُ بنُ زيد بن كلّيب الأنصاري، وأبو الدرداء، وأبو ذرّ الغفاري، وعبادة بن الصامت، وفضالة بن عبيد الأنصاري، وعمير بن سعد بن عبيد الأنصاري، وواثلة بن الأسقع الكناني، وعبد الله بن بشر المّازني، وشداد بن أوس بن ثابت، وهو ابن أخي حسّان بن ثابت، والمقداد، وكعب الحبر بن ماتع، وجبير بن نفير الحضرمي<([93]).

وإنّهم حشروا اسم كعب الأحبّار معهم لإعطائه لقب المسلم المجاهد! وحشروا اسم معاوية بعبارة مبهمة فيها تدليس ( وغزا مع معاوية )، مع أن تاريخ، كعب ومعاوية لم يسجل أنّهما حملا سلاحاً وحاربّا، أو غزيا أبداً، ولذا قال في الإستيعاب: > ويقال إنَّ معاوية غزا تلك الغزاة بنفسه، ومعه أيضاً إمرأته فاختة بنت قرظة < ([94]).

لكن النَّص التالي يُشيرُ إلى أنَّ مُعاوية كان ينتظر الجيش في الساحل بطرسوس! ففي مسند الشّاميين للطبراني، عن جبير بن نفير قال:> أخرج معاوية غنائم قبرص إلى الطرسوس من ساحل حمص، ثُمَّ جعلها هُناك في كنيسة يقال لها كنيسة معاوية، ثُمَّ قام في النّاس فقال: إنِّي قاسم غنائمكم على ثلاثة أسهم: سهم لكم، وسهم للسفن، وسهم للقبط، فأنّه لم يكن لكم قوة على غزو البحر إلا بالسفن والقبط. فقام أبو ذرّ فقال: بايعتُ رسول الله(صلى الله عليه وآله) على أن لا تأخذني في الله لومة لائم: أتقسم يا معاوية للسفن سهماً وإنِّما هي فيؤنا، وتقسم للقبط سهماً وإنِّما هم أُجراؤنا، فقسّمها معاوية على قول أبي ذرّ<([95]).

 

 

النتائج النهائية

يمكننا أن نلخص ما توصلنا إليه من خلال العرض المقتضب إلى مجموعة من النتائج الكلية([96])، نذكر منها:

أولاً: إنّ من غرائب الأمور وعجائبها أن يعيش إنسان في وسط اجتماعي وله من المكانة ما يعجز عنها القلم والقرطاس في كتابة سيرتها وعظيم مناقبها، ثم بعد لك تعرف عنه كل الاشياء سوى اسمه واسم أبيه، كما مرّ علينا الاختلاف في ذلك بالنسبة لأبي ذر الغفاري.

ثانياً: إنّ اتكال أبي ذَرّ رجل الحكمة والتبصر على دعوة علي (عليه السلام)، واستجابته لدعوته، ونزوله ضيفاً عليه، يدلّ على أنّه كان يرى فيه من الحكمة والروية ما لا يراه في غيره، مهما كان الفارق بينهما في السن، ولذا كان مطمئنا وواثقاً في منه في إيصاله إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعيداً عن أنظار قريش مع الرغم من صغر سنه (عليه السلام).

ثالثاً: إنّ ما فعلته قريش بأبي ذَرّ لم يكن بسبب أن المواجهة كانت قد وقعت بينها وبين النبي(صلى الله عليه وآله)؛ إذ أنّ هذه المواجهة لم تكن حصلت حينئذٍ، وإنّما رأت في تصرف أبي ذَرّ هذا تحدياً لها، واعتداء على شرفها، وكبريائها عندما أجهر بإسلامه، ولا يقصد منه إلا تحقيرها وإذلالها من دون مبرر ظاهر تراه وتتعقله لتصرف كهذا، كما أنها أرادت من بطشها بهذا الرجل الغريب والوحيد ردع الآخرين وإرهابهم ومنعهم من الإقبال على الدخول في الإسلام، أو من التظاهر به.

رابعاً: إنّ نجاح أبي ذَرّ في دعوة قومه من قبيلتي غفار وأسلم، - حتى إنّه استغل تشوقهم للحصول على غرائر الحنطة لطرح الخيار النهائي عليهم - يدل على أنّه كان بعيد الهمة والنظر، عاقلاً لبيباً أريباً، يدرك أهداف الرسالة السماوية الحقّة التي اعتنقها خير إدراك، ويدرك واجباته تجاهها، ثم هو ينفذ مهمته، ويقوم بواجباته على النحو الأكمل والأمثل.

خامساً: إنّ محاولات أبي ذَرّ الجادة للتعرف على صدّق النبي(صلى الله عليه وآله) في دعواه، وإرساله أخاه أولاً، ثم ذهابه هو بنفسه، وبقاؤه ثلاثة أيام يبحث عن النبي الأكرم(صلى الله عليه وآله) إنّما كانت بدافع ذاتي ينبع من داخله، يدفعه إلى البحث عن الحقّ، والعمل من أجله، وفي سبيله.

سادساً: إنّ ما تعرض له أبا ذر الغفاري من مظالم المؤرخين لم يكن بعيداً عن التأثير السياسي للسلطة الحاكمة آنذاك، التي كانت تتدخل في صغائر الأمور وكبيرها، وبالأخص إذا أخذنا بنظر الاعتبار طبيعة وكيفية كتاب التأريخ الإسلامي ومدى علاقته بالسلطة آنذاك، فيكون الأمر واضحاً حينئذ.

سابعاً: إنّ ما تعرض له أبا ذر الغفاري من سلطة بني أمية وحكامها، إنّما كانت نتيجة لمخاوفها من حدوث الانقلاب والثورة عليها؛ إذ تراه كما قال عنه معاوية (أمّا بعد، فإنّ أبا ذرّ قد حرّق قلوب أهل الشّام وبغّضك إليهم، فما يستفتون غيره، ولا يقضي بينهم إلاّ هو) مع ما يتمتع به من مكانة بين المسلمين الأوائل، وقول النبي الأكرم فيه (ما أظلت الخضراء، ولا أقلّت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر)، بالإضافة إلى معرفتهم به في الوقوف إلى الحق ونصرته مهما تطلب منه ذلك.

ثامناً: إنّ دفاعه عن أحقية أئمة أهل البيت(عليهم السلام) في الحكم والإدارة بعد النبي(صلى الله عليه وآله) بلا فصل؛ إنما كان ذلك بحكم إيمانه وعهده الذي قطعه مع النبي(صلى الله عليه وآله) بأن لا يحيد عن الحق أبداً، وعمق معرفته بمكانتهم وولايتهم(عليهم السلام).

تاسعاً: إنّ ما يكشف عن شجاعته وإيمانه مشاركته في الفتوحات الإسلامية الكبرى، كفتح الشام ومصر وقبرص، وما جاء في ذلك عنه في كتب التاريخ الإسلامي والسير، كما نقلنا بعضه عنهم.

 

 

فهرست المصادر

القرآن الكريم

نهج البلاغة

1. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر دار الكتب العربية ـ بيروت، ط1ـ 1378هـ.

2. ابن أعثم، أحمد، الفتوح، نشر دار الكتب العلميّة ـ بيروت، ط1 ـ 1416هـ .

3. ابن الأثير، عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم، أُسد الغابة في معرفة الصحابة، نشر إسماعيليان ـ طهران.

4. ابن حبان، أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد، الثقات، نشر مؤسسة الكتب الثقافية، ط1 ـ 1393هـ.

5. ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد، نشر دار صادر ـ بيرون، بدون تأريخ.

6. ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، نشر دار صادر ـ بيروت، ونشر دار الفكر ـ بيروت، ط1 ـ 1414هـ.

7. ابن عبد البرّ، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، طبع بهامش الإصابة، نشر دار الكتاب العربي ـ بيروت، بدون تاريخ.

8. ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن، تأريخ مدينة دمشق، تحقيق: علي شيري، نشر دار الفكر ـ بيروت، طبعة عام 1415هـ.

9. ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل، البداية والنهاية، تحقيق: علي شيري، دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، ط1ـ 1408هـ.

  1. ابن منظور، أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم، لسان العرب، نشر أدب الحوزة، ط1ـ 1405هـ.
  2. الإصبهاني، أبو نعيم أحمد بن عبد الله، حلية الأولياء، تحقيق: سعيد بن سعد الدين خليل، نشر دار الكتاب العربي ـ بيروت، ط4 ـ 1405هـ. وطبعة دار إحياء التراث العربي، ط1ـ 1421هـ..
  3. الأصبهاني، أبو نعيم إسماعيل بن محمد بن الفضل، دلائل النبوة، تحقيق: عبد البر عباس ومحمد رواس قلعجي، نشر وتوزيع المكتبة العربية بحلب، ط1 ـ1390هـ.
  4. الأمين، محسن، أعيان الشيعة، نشر دار التعارف ـ بيروت، ط5 ـ 1420هـ، وطبعة مركز الغدير للدراسات الإسلامية ـ قم المقدسة، ط1ـ1416هـ، وطبعة مؤسسة الأعلمي ـ بيروت، ط1ـ1414هـ.
  5. الأميني، عبد الحسين، الغدير، تحقيق: مركز الغدير للدراسات الإسلامية، نشر دار الكتاب العربي / بيروت، ط4 ـ 1397هـ / 1997م.
  6. الأندلسي، أحمد بن سعيد بن حزم، تأريخ جمهرة أنساب العرب، تحقيق: عبد السلام هارون، نشر دار الكتب العلمية ـ بيروت، بدون تاريخ.
  7. بحر العلوم، محمد مهدي، الفوائد الرجالية، تحقيق محمد صادق بحر العلوم، نشر مكتبة الصادق ـ طهران، ط1ـ 1363هـ.
  8. البخاري، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم، التاريخ الكبير، نشر المكتبة الإسلامية ـ ديار بكر، بدون تأريخ.
  9. البخاريّ، محمّد بن إسماعيل، صحيح البخاريّ، تخريج وضبط، دقي جميل العطار؛ نشر دار الفكر ـ بيروت، طبعة عام 1401هـ.
  10. البلاذري، أحمد بن يحي بن جابر، أنساب الأشراف، تحقيق: محمد باقر المحمودي، نشر مؤسسة الأعلمي ـ بيروت، ط1ـ 1394هـ.
  11. البيهقي، أحمد بن الحسين بن علي بن موسى، سنن البيهقي الكبرى، تحقيق محمد عبد القادر عطا، نشر مكتبة دار الباز، مكة المكرمة، طبعة عام 1414هـ / 1994م.
  12. الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي، تحقيق عبدالرحمن محمد عثمان نشر وطبع دار الفكر بيروت، بدون تأريخ.
  13. الحنبلي، ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تحقيق، محمود الأرنؤوط، خرّج أحاديثه، عبد القادر الأرنؤوط، نشر دار ابن كثير ـ دمشق، ط1 ـ 1406هـ.
  14. الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام (عهد الخلفاء الراشدين)، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، بدون تأريخ.
  15. الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، تذكرة الحفاظ، تحقيق: عبد الرحمن بن يحيى، نشر مكتبة الحرم المكي، بدون تاريخ.
  16. الذّهبيّ، شمس الدّين محمّد بن أحمد، سير أعلام النّبلاء، تحقيق وإخراج شعيب الأنؤوط، نشر مؤسسة الرسالة ـ بيروت، ط2ـ 1413هـ.
  17. الرازيّ، عبد الرّحمن بن أبي حاتم محمد بن إدريس، الجرح والتعديل، نشر دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، ط1 ـ 1371هـ.
  18. الزركلي، خير الدين، الأعلام (قاموس تراجم)، نشر الملايين ـ بيروت، ط6ـ 1984م.
  19. زريتى، حسين، كروه ابو ذر [فارسى]، نشر مركز اسناد انقلاب اسلامى، تهران، 1338ش.
  20. السّمعاني، أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور، الأنساب، تحقيق وتعليق: عبد الله عمر البارودي، نشر دار الجنان ـ بيروت، ط1 ـ 1408هـ.
  21. السيوطي، جلال الدين، الدّر المنثور في التفسير بالمأثور، نشر دار المعرفة، ط1 ـ 1365هـ.
  22. السيوطيّ، جلال الدّين، حسن المحاضرة في تّأريخ مصر والقاهرة، تحقيق، محمد أبو الفضل إبراهيم، نشر المكتبة العصرية ـ بيوت، ط1ـ 1425هـ.
  23. الشريف المرتضى، علي بن الحسين، الشّافي في الإمامة، تحقيق: السيد عبد الزهرة الحسيني الخطيب، والسيد فاضل الميلاني، طباعة مؤسسة إسماعيليان، نشر مؤسسة الإمام الصادق (عليه السلام) ـ طهران، ط2ـ 1410هـ.
  24. الشّيرازيّ، علي خان، الدرجات الرفيعة،
  25. الصدوق، محمد بن علي بن الحسين، الأمالي، تحقيق ونشر مؤسسة الدراسات الإسلامية ـ مؤسسة البعثة ـ قم المقدسة، ط1 ـ 1417هـ.
  26. الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب، المعجم الكبير، تحقيق: حمدي عبد المجيد السّلَّفي، نشر مكتبة ابن تيمية ـ القاهرة، الطبعة الثانية.
  27. الطبراني، سليمان بن أحمد بن أيوب، مسند الشاميين، تحقيق: حمدي عبد المجيد السلّفي، نشر مؤسسة الرسالة ـ بيروت، ط2ـ 1417هـ.
  28. الطبري، محمد بن جرير، تاريخ الأمم والملوك، حوادث سنة(8هـ)، تصحيح نخبة من العلماء الأجلاء، نشر مؤسسة الأعلمي ـ بيروت، بدون تاريخ.
  29. الطبري، محمد بن علي (الشيعي)، بشارة المصطفى، تحقيق: جواد قيومي الأصفهاني، مؤسسة النشر الإسلامي، ط1 ـ 1420هـ.
  30. الطّريحيّ، فخر الدّين، تفسير غريب القرآن، تحقيق: محمد كاظم الطريحي، انتشارات زاهدي ـ قم المقدسة، بدون تاريخ.
  31. الطريحي، فخر الدين، مجمع البحرين، تحقيق: أحمد الحسيني، نشر المكتبة المرتضوية، بدون تاريخ، وطبعة نشر مركز الثقافة الإسلامية، ط2ـ 1408هـ.
  32. الطوسي، أبو جعفر محمد بن الحسن، تلخيص الشّافي، تحقيق: السيد حين بحر العلوم، نشر دار الكتب الإسلامية ـ قم المقدسة، ط3 ـ 1394هـ.
  33. الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، تحقيق: ميرداماد الاسترابادي، السيد مهدي الّرجائي، محمد باقر الحسيني، نشر مؤسسة آل البيت(عليهم السلام) إحياء التراث ـ قم المقدسة، طبعة عام 1404هـ.
  34. الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، تحقيق مؤسسة البعثة، نشر دار الثقافة ـ قم المقدسة، ط1 ـ 1414هـ.
  35. العاملي، جعفر مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم(ص)، نشر دار الهادي ـ بيروت، ط4 ـ 1415هـ. ونشر دار الحديث ـ قم المقدسة، ط1 ـ 1426هـ.
  36. العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، الإصابة في تمييز الصحابة، شهاب الدّين أبو الفضل أحمد بن علي، نشر دار صادر ـ بيروت، ط1 ـ 1328هـ.
  37. العسقلانيّ، أحمد بن علي بن حجر، تقريب التهذيب، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، نشر دار الكتب العلمية ـ بيروت، ط2 ـ 1415هـ.
  38. العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، تهذيب التهذيب، نشر دار صادر ـ بيروت، طبعة عام 1327هـ.
  39. العسقلاني، أحمد بن علي بن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، نشر دار المعرفة للطباعة والنشر ـ بيروت، الطبعة الثانية.
  40. العصقري، خليفة بن خياط، تأريخ خليفة بن خياط، تحقيق: د. سهيل زكار، نشر دار الفكر ـ بيروت، طبعة عام 1414هـ.
  41. عمارة، محمد، مسلمون، ثوار، طبعة بيروت، طبعة عام 1974م.
  42. القاضي النعمان، أبو حنيفة النعمان بن محمد، شرح الأخبار في فضائل الأئمة الأطهار(عليهم السلام)، تحقيق السيد محمد الحسيني الجلالي، نشر مؤسسة النشر التابعة لجماعة المدرسين ـ قم المقدسة، بدون تأريخ.
  43. الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، تحقيق: علي أكبر الغفاري، نشر دار الكتب الإسلامية ـ الآخوندي، ط3ـ 1388هـ.
  44. الكوراني، علي، جواهر التاريخ، نشر دار الهادي ـ قم المقدّسة، ط1 ـ 1426هـ.
  45. الكوفي، أبو مخنف لوط بن يحيى، نصوص من تأريخ أبي مخنف، طبعة بيروت عام 1419هـ.
  46. المجلسيّ، محمد باقر، بحار الأنوار، تحقيق: اليوسفيّ الغرويّ، محمود.
  47. المزي، جمال الدين أبو الحجاج يوسف، تهذيب الكمال في أسماء الرّجال، نشر مؤسسة الرسالة ـ بيروت، تحقيق: الدكتور بشار عواد معروف. ط1ـ 1413هـ
  48. المسعودي، علي بن الحسين بن علي، مروج الذهب، تحقيق: عبد الأمير مهنا، نشر: مؤسسة الأعلمي – بيروت، ط1، 1411 هـ، ونشر دار إحياء التراث العربي ـ بيروت، ط1ـ 1422هـ، تصحيح وتنقيح: يوسف محمد البقاعي.
  49. معاد يخواه، عبد المجيد، شكوه فتهاى در سكوت ربذه ابو ذر غفاري [فارسي]، نشر ذره ـ قم، 1338ش.
  50. المفيد، محمد بن محمد بن النعمان، الأمالي، تحقيق: الحسين استاد ولي علي أكبر غفاري، نشر جماعة المدرسين ـ قم، طبعة عام 1403هـ.
  51. الموسوي، عبد الرسول، الشّيعة في التّأريخ، نشر مكتبة مدبولي ـ مصر، ط2 ـ 2004م.
  52. الميلاني الحسيني، علي، نفحات الأزهار، نشر مطبعة ظهور ـ قم المقدّسة، ط2 ـ 1426هـ.
  53. النّوويّ، محي الدّين، تهذيب الأسماء واللغات، نشر دار الكتب العلمية ـ بيروت، بدون تاريخ.
  54. النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، تحقيق، دقي جميل العطّار، بدون تأريخ.
  55. الهلالي، سليم بن قيس، كتاب سليم بن قيس، نشر دليل ما ـ قم المقدسة، تحقيق: محمد باقر الأنصاري الزنجاني، ط2ـ 1424هـ.
  56. الهيثمي، نور الدين علي بن أبي بكر، مجمع الزوائد ومنهج الفوائد، نشر دار الكتب العلمية ـ بيروت، طبعة عام 1408هـ، وطبعة دار الكتاب العربي ـ بيروت، ط3ـ 1402هـ.
  57. الواقدي، المغازي، تحقيق، د. مارشدن جونس، نشر مؤسسة الأعلمي ـ بيروت، بدون تاريخ.
  58. اليافعي المكي، أبو محمد عبد الله بن أسعد بن علي، مرآة الجنان وعبرة اليقظان، نشر مؤسسة الأعلمي ـ بيروت، ط2 ـ 1390هـ.
  59. اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبي، نشر مؤسسه فرهنك أهل بيت (عليهم السلام) ـ قم، بدون تأريخ، ونشر دار صادر ـ بيروت، بدون تأريخ.
  60. اليوسفي الغروي، محمد هادي، موسوعة التاريخ الإسلامي، نشر مجمع الفكر الإسلامي، ط1 ـ 1426هـ.
 

([1]) يوسف: 111.

([2]) القرطبي، أبي عمر يوسف بن عبد البرّ، الاستيعاب في أسماء الأصحاب، ج1، ص157.

([3]) البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، ج4، ص1782، كتاب المناقب، ح3522.

([4]) انظر: العاملي، محسن الأمين الحسيني، أعيان الشيعة، ج4، ص522.

([5]) ولاريب أنّ كنيته (أبو ذرّ) غلبت عليه، وبها عرف، وكأن كنيته صارت اسماً له، حتى قيل (اسمه أبو ذرّ). انظر، عمارة، محمد، مسلمون ثوّار، ص17 طبع عام1974. ولقبه (الغِفَاريّ)، بكسر الغين المعجمة، وفتح الفاء وبعده الألف، وفي آخرها الرّاء المهملة، هذه النّسبة إلى غِفَار (وغِفَار على وزن كتاب)، وهو غِفَار بن مليل بن ضمرة... بن كنانة الغِفَاريّ، وقيل غيره (ولكنّه قليل الاعتماد).

([6]) انظر، ترجمته، المزي، جمال الدّين، تهذيب الكمال، ج33، ص294، برقم 7351، تحقيق بشار عواد معروف؛ العسقلاني، ابن حجر، تهذيب التّهذيب، ج12، ص90، وله الإصابة، ج4، ص62، القرطبي، ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج4، ص61، (هامش الإصابة)؛ الجوزي، ابن الأثير، أسد الغابة، ج5، ص186، حرف الذال (ابو ذرّ)؛ ابن سعد، محمد، الطّبقات الكبرى، ج4 ص219؛ البخاريّ، محمد بن إسماعيل، التّأريخ الكبير، ج2 ص221؛ الأصفهاني، حلية الأولياء، ج1 ص156؛ الذّهبيّ، شمس الدين، سير الأعلام النّبلاء، ج2، ص46 – 47، ح106، والبلاذري، أنساب الأشراف، ج4 ص541؛ البيهقيّ، السنن الكبرى، ج2 ص485، الأندلسيّ، جمهرة أنساب العرب، ص185.

([7]) السّمعانيّ، ابن منصور، الأنساب، ج4، ص304، باب الغين والفاء، تقديم وتعليق، عبد الله عُمر الباروديّ.

([8]) انظر، الكوفيّ، لوط بن يحيى، تّأريخ أبي مخنف، ج1 ص79، ح16، تحقيق، كامل سلمان الجبوريّ؛ الطبرانيّ، سليمان ابن أحمد، المعجم الكبير، ج2 ص147، ص182، تحقيق، حمدي عبد المجيد السّلفيّ؛ ابن حبان، محمد، الثقات، ج3 ص55-56؛ الرازيّ، عبد الرّحمن بن أبي حاتم، الجرح والتعديل، ج1 ص510؛ العسقلانيّ، ابن حجر، تقريب التّهذيب، ج2 ص420؛ النيسابوري، محمد بن الحجاج، صحيح مسلم، ج4 ص1919، ب28، ح132؛ الأصبهاني، دلائل النبوة، ج1 ص331، رقم 197؛ اليافعي المكي، عبد الله بن أسعد، مرآة الجنان وعبرة اليقظان، ج1 ص88؛ الذّهبيّ، شمس الدّين محمّد بن أحمد، سير أعلام النّبلاء، ج2 ص46، رقم 10؛ وله تذكرة الحفاظ، ج1 ص19؛ وله تّأريخ الإسلام، ص165، تحقيق، د. عمر عبد السلام التدمري؛ السوطي، جلال الدّين، حسن المحاضرة في تّأريخ مصر والقاهرة، ج1، ص188، باب الكنى، رقم 307، تحقيق، محمد أبو الفضل إبراهيم.

([9]) غفير، اسم، وغُفيرة، اسم امراة، وبنو غافر، بطن، وبنو غِفَار من كنانة، وهو رهط أبي ذرّ الغِفَاريّ، وغِفَار بطن ضخم. انظر، الأندلسيّ، ابن حزم، جمهرة أنساب العرب، ص185؛ ابن منظور، لسان العرب، ج3 ص94، مادة (غفر).

([10]) البخاريّ، محمّد بن إسماعيل، صحيح البخاريّ، ص863، ب6، ح3516، و ح3514، تخريج وضبط، صدقي جميل العطار؛ النسيابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، ص1248، كتاب فضائل الصّحابة، ب46، ح2415، ذكر ثلاثة أحاديث عن أبي ذرّ عن رسول الله 1 في حق غِفَار وأسلم، وذكر عدّة أحاديث عن جابر عن النّبيّ1 في دعاء النّبيّ لغِفَار، خرّج الأحاديث صدقي جميل العطار.

([11]) ابن حنبل، أحمد، مسند أحمد، ج2، ص50، الترمذي، محمد بن عيسى، سنن الترمذي، ج5، ص388، الهيثمي، نور الدين، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج10، ص46، وقال فيه، (رواه أحمد والبزاز وأبو يعلي والطبراني باختصار وأسانيدهم جيدة).

([12]) النسيابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، ص1248_1249، دعاء النّبيّ1 لغِفَار وأسلم، ب46، ح2516، لعلّ مسلم انفرد بهذا الحديث.

([13]) انظر، الموسوي، عبد الرسول، الشّيعة في التّأريخ، ص172ـ تحت عنوان (الفصل الثالث، الأسر العلمية الشيعية).

([14]) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج8، ص257؛ وفي رواية شيخ الطائفة الطوسي، تلخيص الشافي، ج4، ص116، (يفسد عليك الشّام).

([15]) المسعوديّ، علي بن الحسين، مروج الذهب، ج2، ص340.

([16]) الطباطبائي، بحر العلوم محمد مهدي، رجال بحر العلوم، ج2، ص152؛ المجلسيّ، محمد باقر، بحار الأنوار، ج31، ص290، ب26، تحقيق: اليوسفيّ الغرويّ، محمود، الرواية من تاريخ الثقفي بإسناده عن عبد الملك ابن أخ أبي ذرّ.

([17]) الكوفي، ابن أعثم، الفتوح، ج2، ص373.

([18]) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج8، ص260.

([19]) اليعقوبيّ، أحمد بن أبي يعقوب، تأريخ اليعقوبيّ، ج2، ص171.

([20]) المرتضى، الشافي، ج4، ص293؛ وكذا نقلها: الطوسي، محمد بن الحسن، تلخيص الشافي، ج2، ص171.

([21]) التوبة/34.

([22]) المعتزلي، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج8، ص256.

([23]) المسعودي، مروج الذهب ومعادن الجوهر، ج2، ص357، تحقيق: أمير مهنّا؛ وكذا: المعتزلي، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج8، ص295.

([24]) شرح نهج البلاغة، ج6، ص؛ 216؛ الأميني، الغدير، ج9، ص80.

([25]) الأميني، الغدير، ج9، ص15؛ شرح نهج البلاغة، ج3، ص49.

([26]) ومن هنا بدأت المواجهة بين عثمان وأبي ذرّ الغفاري.

([27]) الواقدي، المغازي، ج3، ص1000؛ وكذا: المسعودي، مروج الذهب، ج2، ص350؛ اليعقوبيّ، تأريخ اليعقوبيّ، ج1، ص171-173.

([28]) ولا أفهم من هذا القول ما يقصده عثمان، فهل بمجرد أن ملك رقاب الناس صارت البلاد الإسلامية ملكاً له ولبني أمية دون سائر المسلمين ؟ ألم تعد هذه البلاد بلاد أبي ذر حبيب لرسول الله(ص) ؟ أم أنّها الجاهلية الأولى، باعتبار أنّ أبا ذر لم يكن من أهل المدينة بالأصل ؟ فهذه وغيرها من التساؤلات لا نجد لها جواباً !!

([29]) المعتزلي، ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، ج8، ص260.

([30]) كانت من قرى المدينة على طريق فيد إلى مكة قرب ذات عرق على ثلاثة أميال من المدينة، كما في مجمع البحرين، ج3، ص180، بل على ثلاثة أيام كما في معجم البلدان، ج3، ص24.

([31]) اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب، تاريخ اليعقوبيّ، ج2، ص172.

([32]) فناء الدار: ما امتدّ من جوانبها والمراد إمّا فناء دارهم أو دارك أو دار رسول الله(ص).

([33]) أي مُشرف على جميع الخلق وهو كناية عن علمه بما يصدر وأنه لا يعزب عن علمه شيء من أمورهم.

([34]) أي في خلق وتقدير وتغيير وقضاء حاجة ودفع كربة ورفع قوم ووضع آخرين، ورزق وتربية وسائر ما يتعلق بقدرته وحكمته تعالى، والغرض تسلية أبي ذرّ بأنه يمكن أن يتغيّر الحال.

([35]) أكثر النّاس يتبعون الجماعات وإن كانوا على الباطل؛ على وفق الفقرة التّالية.

([36]) الشّجن ـ بالتّحريك ـ: الحاجة.

([37]) فآلى أي: حلف.

([38]) (حسيساً) أي: موتاً خفّياً

([39]) الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج8، ص207.

([40]) رجال الكشّيّ، ص65ـ 66، الحديث 118، وعليه تكون الميّتة قبله ابنته والمنادية امرأته، وفي الخبر أنّها كانت قد أعدّت لهم شاة، وهذا خلاف السّابق أيضاً. والسّابق في هذا أقرب وأنسب، كمنا هو رأي الشيخ يوسف الغروي في كتابه موسوعة التاريخ الإسلامي، ص380.

([41]) العصقري، تأريخ خليفة بن خياط، ص97، تحقيق: د. سهيل زكار، والدّرجات الرّفيعة: 254 وكان موته في موسم الحج، ونفيه قبل شهر رجب ووفاة العباس. وانظر بشأن أبي ذرّ وعثمان، الغدير، ج8، ص292ـ 323.

([42])انظر، ترجمته، المزي، جمال الدّين، تهذيب الكمال، ج33، ص294، برقم 7351، تحقيق بشار عواد معروف؛ العسقلاني، ابن حجر، تهذيب التّهذيب، ج12، ص90، وله الإصابة، ج4، ص62، القرطبي، ابن عبد البرّ، الاستيعاب، ج4، ص61، (هامش الإصابة)؛ الجوزي، ابن الأثير، أسد الغابة، ج5، ص186، حرف الذال (ابو ذرّ)؛ ابن سعد، محمد، الطّبقات الكبرى، ج4 ص219؛ البخاريّ، محمد بن إسماعيل، التّأريخ الكبير، ج2 ص221؛ الأصفهاني، حلية الأولياء، ج1 ص156؛ الذّهبيّ، شمس الدين، سير الأعلام النّبلاء، ج2، ص46 – 47، ح106، والبلاذري، أنساب الأشراف، ج4 ص541؛ البيهقيّ، السنن الكبرى، ج2 ص485، الأندلسيّ، جمهرة أنساب العرب، ص185.

([43]) انظر، ابن سعد، محمّد، الطّبقات الكبرى، ج4 ص221؛ الذّهبيّ، شمس الدّين محمّد بن أحمد، سير أعلام النّبلاء، ج2 ص55، رقم 10؛ الأمين، محسن، أعيان الشّيعة، ج16 ص320.

([44]) السّمعانيّ، ابن منصور، الأنساب، ج4 ص304.

([45]) السّيوطيّ، الحافظ جلال الدّين عبد الرّحمن، حسن المحاضرة في تّأريخ مصر والقاهرة، ج1، ص188، و ج1، ص265، تحقيق، محمّد أبو الفضل إبراهيم.

([46]) النّوويّ، محي الدّين، تهذيب الأسماء واللغات، ج2، ص229.

([47]) ابن الأثير، عز الدّين أبي الحسن علي، أُسد الغابة، ج6، ص99-101، رقم 5862.

([48]) آدم: بالمد اسمر اللّون.

([49]) ابن سعد، محمّد، الطّبقات الكبرى، ج4 ص230، ابن الأثير، عز الدّين أبي الحسن علي، وأسد الغابة، ج6، ص101.

([50]) الذّهبيّ، شمس الدّين محمّد بن أحمد، سير أعلام النّبلاء، ج2، ص69.

([51]) المصدر نفسه، ج2، ص46-47.

([52]) الزّركليّ، خير الدين، الأعلام، ج2، ص140.

([53]) ابن الأثير، أسد الغابة، ج1ص357.

([54]) الشّيرازيّ، علي خان، الدرجات الرفيعة، ص230.

([55]) ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسن، تّأريخ مدينة دمشق، ج70، ص142.

([56]) انظر من هذه الكتب التي كتبت حول أبي ذرّ، ولم تذكر له دور حول هذه الفتوحات، هذه المنقبة له، هي: 1- أبو ذرّ شهيد الكلّمة، لمؤلفه صلاح عزام، 2- أبو ذرّ الغفاري، لمحمد جواد آل الفقيه، 3- هل قرأت أبا ذرّ، لمحمد علي أسبر، 4- أبو ذرّ الغفاري، لعبد الله السبيَتي، 5- الغدير، ج8، ص413-529، لعبد الحسين الأميني، 6- أبو ذرّ الغفاري، لعلي ناصر الدين، صاحب كتاب قصة العربّ، 7- أبو ذرّ الاشتراكي الزاهد، لعبد الحميد جودة السّحار، 8- أبو ذرّ الغفاري، لقدري القلعجي، 9- أبو ذرّ الغفاري، لعبد العزيز الشناوي، 10- أبو ذرّ الغفاري، لعبد القادر الشيخ إبراهيم.

([57]) معاد يخواه، عبد المجيد، شكوه فتهاى در سكوت ربذه ابو ذر غفارى؛ حسينى، قاسم، بشت برده ابو ذر، اللهيارى، عليرضا، ابو ذر غفارى؛ شريعتى، على، ابو ذر غفارى؛ زرينى، حسينن كروه ابو ذر؛ تجليلى، ابو طالب، اى ابو ذر: بندهاى كرانمايه بيغمبر اكرم (ص) به ابو ذر غفارى.

([58]) انظر: البخاري، محمد إسماعيل، صحيح البخاري، ج4، ص939-940، باب 33، ح3861؛ ابن سعد، محمد، الطبقات الكبرى، ج4، ص224-225؛ النيسابوري، مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، ص1230-1231، باب 28، ح2474، وغيرها من الأحاديث المتقاربة لها في اللفظ.

([59]) انظر: الأصبهاني، أبو نعيم إسماعيل بن محمد، دلائل النبوة، ج1، ص336، رواها عن ابن عباس؛ الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام (السيرة النبوية)، ص170، تحقيق، د. عمر عبد السلام تدمري، رواها عن ابن عباس.

([60]) الحنبلي، ابن العماد، شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ج1، ص39، تحقيق، محمود الأرنؤوط، خرّج أحاديثه، عبد القادر الأرنؤوط.

([61]) بطن مرـ بفتح الميم وتشديد الراء ـ موضع على مرحلة من مكة.

([62]) المزود، ما يجعل فيه الزاد. انظر: الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي، ج8، ص297، نقلها عن القاموس، ج1، ص45.

([63]) كلمة، (وحده لا شريك له) في أمالي الصدوق لم يذكرها.

([64]) وفي، الصدوق، محمد بن علي، محمد بن علي، الأمالي، جاء (وإذا نور على نور)

([65]) الكليني، محمد بن يعقوب، الكافي, ج8، ص297، ح457، ونحوه عن: الصدوق، محمد بن علي، الأمالي، ص567ـ 569، ح1، جاء فيه بسنده عن أبي بصير قال، قال أبو عبد الله الصادق $، وعنه المجلسي، محمد باقر، في بحار الأنوار، ج 22، ص421، ح32، باب12.

([66]) انظر: ابن كثير، أبو الفداء إسماعيل، البداية والنهاية، ج3، ص42.

([67]) انظر: المجلسي، محمد باقر، عين الحياة المعرّب, ج1، ص14، نقله عن الكافي قال بسند معتبر عن الإمام جعفر
الصادق $.

([68]) ابن قيس، سليم، كتاب سليم بن قيس، ص457.

([69]) المصدر نفسه، ص74.

([70]) الكليني، الكافي، ج1، ص529، باب ما جاء في الاثني عشر والنص عليهم.

([71]) الطوسي، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، ص27.

([72]) الإمام علي(ع)، نهج البلاغة، ج1، ص4.

([73]) الطوسي، محمد بن الحسن، اختيار معرفة الرجال (رجال الكشي)، ص26.

([74]) المصدر السابق نفسه، ص556.

([75]) الطوسي، محمد بن الحسن، الأمالي، ص589، الطبري، محمد بن علي، بشارة المصطفى، ص242، تحقيق: جواد قيومي الأصفهاني.

([76]) ابن حجر، فتح الباري شرح صحيح البخاري، ج1، ص148.

([77]) اليعقوبيّ، أحمد بن يعقوب، تّأريخ اليعقوبيّ، ج2، ص172.

([78]) ابن عساكر، تّأريخ مدينة دمشق، ج66، ص164، ونحوه عن: المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج31، ص244، ب26، تحقيق: اليوسفي الغروي، محمود.

([79]) الطّريحيّ، فخر الدّين، تفسير غريب القرآن، ص573.

([80]) المعتزليّ، شرح نهج البلاغة، ج8، ص257.

([81]) المفيد، محمّد بن محمّد بن النعمان، الأمالي، ص121، م 14، الحديث 5.

([82]) عن الثّقفيّ في تّأريخه، في القسم الثّاني من تقريب المعارف كما في بحار الأنوار، ج31، ص290، عن عبد الملك ابن أخي أبي ذرّ، بتحقيق محمود اليوسفيّ الغرويّ. وقال، وذكره الواقدي في تّأريخه، وكذا انظر: الكوفيّ، ابن أعثم، الفتوح، ج2 ، ص337، وفيه أفسد عليك الشّام.

([83])المفيد، أمالي، ص162، م20 الحديث 4، عن الثّقفيّ الكوفيّ أيضاً عن ابن صهبان الأزديّ الشّاميّ، ونقل اليعقوبيّ كتاب معاوية إلى عثمان في تّأريخه، ج2، ص172، كما نقله محمّد هادي اليوسفيّ الغرويّ في موسوعته، ج4، ص363، نقلاً عن شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج8، ص257، عن رسالة السّفيانيّة للجاحظ.

([84]) كما في: المجلسيّ، بحار الأنوار، ج31، ص293، ب26، بتحقيق اليوسفي الغروي محمود، نقلاً عن الواقديّ في تّأريخه، وحذفناه اختصاراً.

([85]) انظر: الكوفي، ابن أعثم، الفتوح، ج2، ص373، وفيه نفس هذا وأزيد؛ وكذا في: بحار الأنوار، ج31، ص290.

([86]) وردت كلّمة الشّام في كتب القدماء، وتعني الشّامات؛ لأنّها كانت مقسمة إلى خمسة أجناد: 1- جند الأردن، 2- جند فلسطين، 3- جند دمشق، 4- جند حمص، 5- جند قنسرين. وقيل غير ذلك. انظر: الطبقات، ص28، عن أبي عمرو خليفة بن خيّاط، تحقيق: د. سهيل زكار.

([87]) الطبراني، المعجم الكبير، ج2، ص182، تحقيق وأخراج حمدي عبد المجيد السّلَّفي.

([88]) القاضي النعمان، شرح الأخبار، ج2، ص156، تحقيق: السيد محمد الحسيني الجلالي.

([89]) السّيوطي، حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة، ج1 ص188، وص194 حرف الذال باب النساء، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم.

([90]) المصدر نفسه.

([91]) السّيوطي، الدر المنثور، ج3ص 197، وكذا انظر: الشامي، محمد بن الصالحي، سبل الهدى في سيرة خير العباد، ج7 ص388، تحقيق: عادل أحمد عبد الموجود.

([92]) الطبري، تاريخ الأمم والملوك، ج3، ص315، تصحيح نخبة من العلمّاء الأجلاء، حوادث سنة(28هـ).

([93]) البلاذرّي، أحمد بن يحيى، فتوح البلدان، ج1 ص182.

([94]) ابن عبد البر، الاستيعاب، ج4 ص1931، ج2 ص73، وكذا انظر: الكوراني، علي، جواهر التّأريخ، ج3، ص165-169، اقتبسناه منه.

([95]) الطبراني، مسند الشّاميين، ج2 ص73، ونحوه في ج2 ص120، تحقيق، حمدي عبد المجيد السلفي، وتاريخ دمشق، ج66 ص193، وحلية الأولياء، ج5 ص134.

([96]) من إراد الاطلاع عن ذلك مفصلاً وملخصاً فما عليه إلا أن يرجع إلى العاملي، مرتضى، الصحيح من سيرة النبي الأعظم(ص)، ج2، ص348


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . شاكر عطية الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/14



كتابة تعليق لموضوع : الصحابي الجليل أبو ذر الغفاري المثل الناطق للضمير الإسلامي الحي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net