صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

هجوم الصراصير
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

إجتاحت مدن العراق موجات كبيرة من أسراب الصراصير، ولم تترك بيتا إلا ودخلته سواء في الريف أو المدينة، فقيرا كان أم غنيا، فما إن تشعل مصباحا للإضاءة حتى تتجمع حوله، وكثر الجدل حول هذه الظاهرة، التي يرجعها البعض الى غزارة الأمطار هذا الموسم، بينما يعزوها البعض الى إرتفاع درجات الحرارة.

إختلفت أساليب العراقيين في التعامل مع هذه الحشرات، فبعضهم هرع الى إحضار المبيدات والقضاء عليها، وبعضهم صار ينظف منزله يوميا كي يتخلص من المجاميع التي دخلته، بينما عمد البعض الى إستخدام الطرق البدائية بواسطة ضربها بالمكانس والأحذية، والمضحك أن النساء لم تعد تخشاها كما كان يشاع سابقا، الأمر المهم أنه لم يعمد أحد الى إطفاء مصابيح الإنارة والعيش في الظلام، للتخلص من الصراصر.

إنتهى الموسم السياسي في العراق بعد تشكيل الحكومة العراقية، حيث كان هذا الموسم مختلفا عمن سبقه من المواسم في شكل التحالفات السياسية، وفي تشكيل الكتل التي إبتعد أغلبها عن الطائفية والقومية، لكن السمة الغالبة لها كان تكالب الجميع على المناصب الحكومية، ومحاولة الإستئثار بالمناصب التنفيذية، للحصول على مغانمها من عقود وأموال وتعيينات، بينما فضل بعض الأحزاب السياسية التوجه الى المعارضة، ورسم خارطة سياسية جديدة قوامها الموالاة والمعارضة.

بعيدا عن التسميات والأهداف والغايات، فإن تغير نمطية العملية السياسية ذات الصبغة التوافقية، الى حالة جديدة مبنية على أغلبية حاكمة تشكل الحكومة، وترسم السياسات العامة لإدارة الدولة وتتحمل النجاح أو الفشل أمام الجمهور، وأقلية معارضة تراقب الأداء الحكومي وتشير الى مواطن الخلل، وصوتا معبرا عن رأي الشارع، والمحرك الذي يحرك الجماهير الرافضة للأداء الحكومي بطريقة سلمية " إن إستطاعت ذلك ".

الغر يب أن هذه التجربة الجديدة لم ترق للبعض، الذي كان مستفيدا من الحالة السابقة، حين كان شريكا في الحكومة ويتظاهر ضدها في ساحة التحرير، بينما جند آخرون أقلامهم لمهاجمة جبهة المعارضة ومحاولة الإنتقاص منها، وصبوا جام غضبهم عليها، محاولين حهدهم مهاجمة شخوصها مرة، أو تسفيه شعاراتها وأهدافها، حتى أنهم يحملوها فشل الحكومة في تطبيق ما تعهدت به في برنامجها الحكومي، وبقاء كثير من المناصب تدار بالوكالة حتى هذه الساعة!

لايوجد شيء مكتمل، ولا يخلوا أي أمر من أهداف وغايات لاسيما في السياسة العراقية، وقضية المعارضة معرضة للنقد والنقاش دون تسفيه أو تسقيط، أو محاولة قتل لتجربة جديدة في السياسة العراقية، تبعدنا عن طريقة التوافقات وتقسيم المغانم التي جلبت الفساد والفشل والإرهاب، لذلك فإن محاولات الأقلام المأجورة الإنتقاص من تجربة المعارضة هو أشبه بتجمع الصراصير على مصباح الإنارة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/08/07



كتابة تعليق لموضوع : هجوم الصراصير
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net