الكرة بملعب بريطانيا وأمريكا، وطهران تواصل خفض التزاماتها.. ماذا عن الوساطة العمانية؟

أكدت إيران أن أمن الملاحة في الخليج الفارسي مسؤولية دوله، وأن سبب وجود القوات الأجنبية في المنطقة سبب التوتر فيها، وفيما أعلن وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أنه لا يحمل أي وساطة بين طهران وبريطانيا، من جهته أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي في فيينا كان إيجابياً معلناً أن إيران ستواصل تقليص التزامتها بالاتفاق النووي إلى حين الحصول على حقوقها.

فما يزال الأفق ضبابيا في قضية الناقلات بين إيران وبريطانيا، والمرتبطة بالاتفاق النووي وتبعات تنصل الولايات المتحدة منه.

وعلى ضوء التهويل البريطاني الأميركي بإرسال قوات بحرية إلى الخليج الفارسي ومضيق هرمز، جاء تأكيد الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن أمن الخليج الفارسي مسؤولية دوله، مؤكداً لدى استقباله وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي أن طهران ومسقط لطالما اتخذتا خطوات إيجابية لحل مشاكل المنطقة، معتبراً أن وجود القوات الأجنبية هو السبب الرئيسي وراء التوتر في المنطقة، إضافة إلى انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.

وفيما أكد بن علوي أن هناك حاجة للحفاظ على التواصل مع جميع الأطراف لتجنب مزيد من الحوادث في مضيق هرمز، مضيفا أنه لا يحمل أي وساطة بين إيران وكل من لندن وواشنطن، أكدت طهران أن إرسال قوات بحرية إلى الخليج الفارسي عمل استفزازي ويحمل رسالة عدائية.

من جهته صرح الناطق باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي: “بريطانيا والولايات المتحدة تريدان إرسال أسطول حربي أوروبي إلى الخليج الفارسي ونحن نعتقد أن هكذا تصرف عمل استفزازي في الظرف الراهن ويحمل رسالة عدائية وسيصعد التوتر.”

وتزامنت هذه التطورات مع انعقاد اجتماع للجنة المشتركة للاتفاق النووي بين إيران وممثلي دول مجموعة 4+1 في فيينا لبحث سبل الحفاظ على الاتفاق النووي.

هذا وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن قضية الناقلات أثيرت في الاجتماع في جو إيجابي، كما أكد أن إيران ستواصل تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي لحين حماية مصالحها.

وصرح عراقجي قائلاً: “الجو كان بناء والمناقشات كانت جيدة. لا يمكنني القول إننا حللنا كل الأمور لكن هناك الكثير من الالتزامات بالحفاظ على الاتفاق النووي، كل الأطراف المتبقية في الاتفاق ملتزمة ومصممة على إنقاذه خاصة وأنه إنجاز دبلوماسي كبير في السنوات الأخيرة وسنواصل جهودنا في هذا السياق.”

وفي الشق العملي أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيراني علي أكبر صالحي أن العمل مستمر على تغيير تصميم مفاعل أراك للماء الثقيل، مشدداً على ضرورة النشاطات النووية السلمية وتوليد الطاقة لتلبية حاجة البلاد.

وبين استعراض العضلات الغربي من خلال القوات البحرية، وبين تمسك إيران بحقها وأحقيتها في تأمين الملاحة في الخليج الفارسي، وأيضا الاستفزازات والابتزاز فيما يتعلق بالاتفاق النووي، يقول المتابعون إن الكرة باتت في ملعب البريطانيين والأميركيين لإظهار ما إذا كانوا جادين في تخطي الحواجز وتخفيض التوتر من البحر هذه المرة.

في غضون ذلك اعتبر المتحدث باسم الحكومة الايرانية علي ربيعي اعلان الاوروبيين عزمهم على ارسال سفن حربية الى الخليج الفارسي بانه يشكل خطوة عدائية واستفزازية من شانها تصعيد التوترات في المنطقة، مضيفا ان ايران تعتقد بان امن المنطقة يجب ارساؤه من قبل دول المنطقة ذاتها ونحن اكبر موفر لامن الزبائن في الخليج الفارسي.

وايضا أشاد النائب عن أهالي بهشهر /شمال/ في البرلمان الإيراني علي محمد شاعري بأداء قوات الحرس الثوري الإيراني في توقيف ناقلة النفط البريطانية، مثمنا  في ذات الوقت بأداء عناصر وزارة الأمن الإيرانية في تفكيك خلية تجسس أميركية.

هذا وأكد امين مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الاسلامية الايرانية محسن رضائي ، خلال استقباله رئيس الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الصيني الحاكم، سونغ تاو، أن ايران لن تسمح لأميركا وبريطانيا بالسيطرة على مضيق هرمز.

هل يعود وزير الخارجية العماني من طهران ومعه ما يريد؟ 

زار وزير الدولة للشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي طهران في الوقت الذي اعتبر الكثير من المراقبين زيارته كالعادة، للتوسط بين ايران ودول اخرى.

وان مجرد الترحيب الايراني بزيارة بن علوي الى طهران التي تعتبر زيارته الثانية خلال الشهرين الماضيين يحمل في طياته تاكيد الجمهورية الاسلامية الايرانية الدائم على تسوية المشاكل عبر الطرق القانونية وفي نفس الوقت بشكل متكافىء في علاقاتها مع الدول الاخرى.

من خلال الاخبار والتقارير الواردة عن اللقاءات التي اجراها بن علوي مع امين المجلس الاعلى للامن القومي علي شمخاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف يمكن الاستنتاج بان اهم قضية طرحت خلال هذه اللقاءات هي قضية ناقلات النفط وسبل توفير الامن لها في مياه الخليج الفارسي. وهذا يعني ان القوى الاجنبية توصلت الى هذه النتيجة بان مسؤولية هذه المهمة خاصة في مضيق هرمز تقع على عاتق اصحابة الحقيقيين وان اللجوء الى التهديد والارعاب في هذا المجال لن يجدى نفعا.

اليوم وفي خضم تواجد بن علوي في طهران فقد زودت بالوقود سفينتان ايرانيتان كانتا عالقتان في البرازيل بسبب الحظر الاميركي وليس من المستبعد ان هذا الامر قد تم بهدف تسهيل مهمة بن علوي.

على هذا الاساس ليس من المستبعد ان يتم الافراج عن السفينة البريطانية التي احتجزت في الخليج الفارسي بسبب انتهاكها القوانين الدولية مقابل الافراج عن السفينة الايرانية التي احتجزها البريطانيون في جبل الطارق في اطار قرصنة بحرية. وفي حال تحقيق هذا الامر يمكن ان نتوقع بان تكون اميركا اول دولة تتلقى هذه الرسالة . الا انه يجب ان نرى في المستقبل في ما اذا كانت اللهجة الاميركية التهديدية في مواجهة ايران وعلى ضوء هذه القضية، ستتغير على الامد القصير ام لا ؟.

بالسياق اعتبر الرئيس الايراني حسن روحاني خلال استقباله وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي تواجد القوات الاجنبية السبب الرئيس وراء التوتر في المنطقة، مضیفا بان ايران وعمان تتوليان المسؤولية الرئيسية لتوفير الامن في منطقة مضيق هرمز وقال، ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تسعى على الدوام ليكون بحر عمان والخليج الفارسي ومضيق هرمز مسارا آمنا ومطمئنا للملاحة البحرية الدولية الحرة.

كما اكد وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بان الامن المستديم والحقيقي لن يستتب في المنطقة من دون ايران، لافتا ان المنطقة تمر اليوم بأزمات مصطنعة وبالنيابة، ومن المؤكد أن الأمن المستديم والحقيقي لن يستتب في المنطقة من دون إيران.

تحذيرات روسية

إلی ذلك حذر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، من مخاطر مرتفعة لاندلاع مواجهة عسكرية واسعة في منطقة الخليج الفارسي بسبب الخطوات المعادية لإيران، داعيا إلى تطبيع الوضع عبر مفهوم الأمن الجماعي، مشیرا إلى أنه “من غير المجدي مطالبة إيران بتطبيق كل التزاماتها في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة بصورة أحادية الجانب”، مضيفا: “نسعى إلى أن يفهم شركاؤنا الأوروبيون مسؤوليتهم عن الحفاظ على الصفقة النووية ويوفوا بتعهداتهم”.

من جانبه اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أن عودة إيران إلى التطبيق الكامل لالتزاماتها ضمن الاتفاق النووي أمر غير واقعي حاليا، داعيا طهران لعدم اتخاذ خطوات في طريق إلغائه، موضحا أن إيران تنوي اتخاذ خطوة ثالثة في إطار عملية خفض التزاماتها ضمن الاتفاق النووي في 4 أو 5 سبتمبر المقبل، في إطار نهج “القليل مقابل القليل”، مضيفا أن الأطراف المشاركة في الاجتماع دعت الطرف الإيراني إلى الامتناع عن اتخاذ هذه الإجراءات.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/29



كتابة تعليق لموضوع : الكرة بملعب بريطانيا وأمريكا، وطهران تواصل خفض التزاماتها.. ماذا عن الوساطة العمانية؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net