صفحة الكاتب : رسل جمال

حكومة الواوات
رسل جمال

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قد يستغرب القارئ من عنوان المقال، ويتسأل ماذا نعني به؟ ومن أين جاء هذا المصطلح؟

انها تسمية جديدة واعتراف حكومي، اطلقه السيد رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، في اخر لقاء متلفز له، اذ اطلقها بأريحية تامة قائلا نحن حكومة الواوات !

يقصد بها حكومة الوكالات، نسبة إلى كثرة المناصب المشغولة في الحكومة بصفة الوكالة، وليس الأصالة، واعطى للمذيع في نفس التصريح، رقما لا يستهان به بعدد المناصب الحساسة في الحكومة العراقية الحالية المشغولة بصفة الوكالة، وهي حالة اشبه بشلل رباعي مصابة به مفاصل الحكومة، وعرقلة لحركة الديناميكية الاداء الحكومي؛ أو لنقل تسطيح وقفز فوق القانون تمارسه بعض القوى السياسية على رئيس الحكومة بالإبقاء على الوضع الواوي !

وضعف وتخاذل واضح بقيادة السيد عادل لدفة اداءه الحكومي، وعدم حسمه للأمر بأسرع وقت، خصوصاً وان الظروف الحالية مؤاتية لتقديم الكثير والكثير من إنجازات والتقدم بخطوات واثقة للأمام، وتغيير الواقع الخدمي المزري الذي يعاني منه المواطن ٠

عراق اليوم لم يعد هو ذاته عراق ما قبل سنتين على اقل تقدير، فلم تعد هناك قوى ارهابية تهدد الأمن، كما اننا نشهد تحسن بالمجال الاقتصادي وارتفاع بأسعار النفط، كذلك فان عراق اليوم يلعب دوراً مهماو ستراتيجياً في المنطقة، فأصبح له دوراً في ترطيب العلاقات الدبلوماسية وما يدور حوله من مناوشات إعلامية سياسية دبلوماسية، فلم يعد هو ارض للاحتكاك والنزاع، بل اصبح طرف ثالث ووسيط للتهدئة بين الأطراف المتنازعة (إيران وأمريكا) ٠

إذن المرحلة الحالية ومعطياتها وظروفها أفضل بكثير مما كانت عليه سابقا وعليه، هذه الانفراجة يترتب عليها التزامات بتقديم إنجازات وخدمات توفرها الحكومة للمواطن ، فلم تعد هناك حجة أو سبب يدعوا إلى التلكؤ في العمل أو التباطئ في الانجاز ، وبما ان الكتل السياسية في بداية تشكيل الحكومة الحالية أعلنت انها أعطت رئيس الحكومة الضوء الأخضر، بتمرير الشخصيات في المناصب الحكومية بدون ضغط أو توصية من جهة ما٠

وان كانت التصريحات على شاشات التلفاز، لا تشبه بالمرة مايدور خلف الكواليس، وما تمارسه تلك الكتل من الضغط مرة والمساومة مرة أخرى، للحصول على المزيد من المناصب والامتيازات ٠

لكن على رئيس الحكومة ان يأخذ دوره بشكل جدي وحازم وينهي حكومة الواوات التي عطلت مصالح البلاد والعباد، وهذا يعد اكبر اهدار للمال العام، ومنفذ للاحتيال على القانون ٠

لا خير في حكومة تكثر واواتها لانها ستؤدي إلى عويل!

لذلك على السيد عادل ان يكون اكثر عدالة في قيادة الحكومة، وان يكون هو سيد الموقف، ولايرمي الكرة في في ملعب القوى السياسية مرة أخرى٠

بل على العكس قد تكون هذه الحكومة محظوظة، لانها الحكومة الاولى التي تشهد ظهور جهة معارضة لها، تراقب عملها وتؤشر مواطن الخلل، أشبه بمقياس لعملية الإنجاز بشكل موضوعي٠


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


رسل جمال
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/07/25



كتابة تعليق لموضوع : حكومة الواوات
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net